"الفتنة" المصطلح
الغريب عن الديمقراطية،
عن
القيم الإنسانية، عن استراتيجيات التغيير
عى فقير، شيوعي مغربي ، 29 مايو 2017
"الفتنة" مصطلح غريب عن لغة
التقدم، مصطلح لا يشكل سوى قرار السلاطين،
و الأمراء و الخلفاء المتعلق بقطع رؤوس المعارضين لاستبدادهم، و ذلك بدون حكم
قضائي عادل.
نجد في لغة الحركة التقدمية مصطلحات:
-
الثورة، و تتحدد طبيعتها الطبقية بمحتوى البديل الذي تطرحه القوى
المؤثرة فيها، و ذلك على المستوى السياسي، و الاقتصادي، و الاجتماعي، و
الثقافي...الخ
-
الانتفاضة، و هي رد فعل ، غالبا ما يكون عنيفا، ضد الاستبداد، ضد التعسف، ضد ممارسة قمعية معينة...و تفتقد
الانتفاضة غالبا لبرنامج عام، كما لا تطرح بديلا واضحا ...الخ
-
التمرد (غالبا ما يكون عسكريا) ضد قرار أو ممارسة معينة.
-
حرب العصابات أو حرب المجموعات (في المدينة، أو في البادية)، غالبا ما تكون
لها برامج واضحة، لكنها تعتمد العمل النخبوي العنيف من أجل إضعاف العدو و نشر الوعي
الثوري داخل الطبقات الشعبية.
-
محاولة الانقلاب (غالبا ما يكون عسكريا)، وهي طريقة "لتغيير" فوقيا واقع
ما.
-
الحرب الأهلية غالبا ما يتداخل فيها الطبقي و الفئوي، و ألاثني، و الديني...
-
الإرهاب، إستراتيجية "لتغيير" واقع معين , و ذلك بتخويف
المجتمع، لإضعاف "العدو"، و لا يفرق بين ما هو عسكري و ما هو مدني. أساليب
الدولة البوليسية، الدولة الإرهابية، لا تختلف في شيء عن أساليب الإرهابيين
كجماعات أو كأفراد. فلاعتقال التعسفي، و الاختطاف، و التعذيب، و إرهاب العائلات، و الأصدقاء، و
المعارضين، و الحقوقيين...الخ من مميزات الإرهاب.
و
في هذا الإطار نفهم معنى "الفتنة" التي تتحدث عنها أبواق الأنظمة
التيوقراطية (المستغلة للدين لفرض نفسها على الشعوب)، من الخليج إلى المحيط.
و يبقى، في الواقع الطبقي الحالي ببلادنا، مفهوم الثورة،
ثورة المظلومين و المقهورين عامة، و الكادحين خاصة، بقيادة حزب الطبقة العاملة
المنظم و المؤطر لعموم الكادحين، الاختيار السديد
بالنسبة لقوى التغيير الجدري. إنها ثورة وطنية
بمناهضتها للامبريالية و للهيمنة الأجنبية، ثورة ديمقراطية
بتحكم المجالس الشعبية في مختلف الاختيارات السياسية و الاقتصادية، و الاجتماعية،
و الثقافية... ثورة شعبية
بتحكم الشعب في مصير البلاد. فالسيادة و الحكم للشعب.
لا يمكن فصل السيادة عن الحكم.
على فقير، شيوعي
مغربي