الثورة
مضمون طبقي قبل كل شيء
استبعد شخصيا الحديث عن ثورة في سوريا أو في ليبيا. كانت
هناك في سوريا بعض الانتفاضات بقيادة الجماعات الإسلامية المرتبطة بأبشع أنظمة
المنطقة، السعودية و قطر، مدعمة في ذلك بفرنسا، و تركيا، و الولايات المتحدة الأمريكية...الخ.
كل هذه الأنظمة لها حسابات تاريخية مع النظام السوري الذي يعرقل مشاريعها في المنطقة،
و الذي يكن له الكيان الصهيوني حقدا خاصا.
أما ليبيا، فقد عرفت غزوا حقيقيا من طرف الامبريالية، و
عدوانا صارخا دمر من خلاله حلف الناتو "الكيان الليبي". وكما في سوريا
نجد جماعات إسلامية مرتبطة بقطر و لأنظمة الخليجية الرجعية الأخرى، و كذلك من
ارتبط بنظام المصري الرجعي.
أما في اليمن، فان التحالف الرجعي "العربي"
بما فيه النظام الرجعي المغربي يقوم بحرب إبادة حقيقية ضحيتها الشعب اليمني.
إن الدعاية التي تحاول "شيطنة" حزب الله
اللبناني فإنها تدخل كذلك في سياسة حماية "حدود الكيان الصهيوني"، لأن
حزب الله يبقى القوة العربية الوحيدة التي تمكنت تاريخيا من هزم الجيش الصهيوني. و
العداء لإيران يدخل كذلك في نطاق منع بروز قوى مضادة للكيان الصهيوني و معرقلة
لمشاريع الامبريالية و الأنظمة الخليجية التابعة لها.
يمكن الحديث فعلا عن الثورة التونسية و التي حققت بعد
المكاسب (على المستوى السياسي و التنظيمي فقط)، و حافظت بعد معارك قوية ضد
التيارات الإسلامية الرجعية (التي ساهمت في إطاحة نظام بنعلي الاستبدادي) على بعض
المكاسب الاجتماعية (حقوق المرأة، التعليم العلماني ...)، لكن نتائج الثورة التي
صادرتها القوى المحافظة "الإسلامية-العلماني" أصبحت كاريثية على المستوى
الاقتصادي و الاجتماعي: تعميق التبعية لفرنسا و لقطر، انتشار الفقر، و البطالة،
سيادة الهشاشة...الخ.
يرجع فضل تحقيق
بعض المنجزات في تونس التي لم تعرف انتكاسة الثورة المصرية، إلى الدور
الرائد التي قامت و تقوم به مكونات الجبهة الشعبية و في طليعتها حزب العمال
التونسي المنحدر من الحركة الماركسية اللينينية التونسية، التي تعز بعلاقاتها
التاريخية مع منظمة "إلى الأمام" المغربية.
فعلى من فقد البوصلة، و داخت به الأمور، أن يسأل عن
مواقف القوى التقدمية الفلسطينية (الجبهة الشعبية، و الجبهة الديمقراطية...)، و
القوى التقدمية التونسية المعنية مباشرة بما يجري في المنطقة عن مواقفها مما يجري
في سوريا، في اليمن، في مصر...الخ
الثورة تعني محتوى البديل، تعني طبيعة القيادة الطبقية،
تعني طبيعة التحالفات، داخليا و إقليميا و عالميا. ففي غياب الدور الطليعي لمنتجي
الثروات، ففي غياب القوى السياسية العمالية...يصعب الحديث عن الثورة كما أفهمها
شخصيا.
على فقير، مناضل أممي، مغربي، علماني، المحترم لمختلف
المذاهب الغير المعادية للقضايا العادلة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire