حول نشأة اليسار الفلسطيني
(على فقير)
رغم
مرور عقود و عقود على تأسيس الكيان الصهيوني، رغم كل محاولات الامبريالية و
الصهيونية و الأنظمة الرجعية العربية إقبار القضية الفلسطينية، رغم قصور الأنظمة
القومية والتقدمية العربية في الدفاع عن لقضية الفلسطينية المشروعة، فان الاستعمار
الصهيوني لأرض فلسطين و تشريد شعبها، يبقى محور الصراع في الشرق الأوسط، يبقى فتيل
مختلف انفجارات المنطقة. فلا هدنة و لا سلام في الشرق الأوسط، ماداما الاحتلال
الصهيوني مستمرا. لقد شكل الشعب الفلسطيني القوة الصامدة أمام الثلاثي الامبريالية-الصهيونية-الرجعية
العربية، و يساره رمح كفاحه، و بوصلة أهدافه الإستراتيجية.
فما هو اليسار الفلسطيني الذي نتحدث عنه؟
سنركز على ظروف نشأته.
قبل سنة 1964: بدأت مقاومة الشعب الفلسطيني لمخططات
الامبريالية و للاحتلال الصهيوني منذ بداية القرن العشرين (مع وعد بلفور...)، تلك المقاومة
التي لعب فيها الحزب الشيوعي الفلسطيني دورا ايجابيا (منذ تأسيسه سنة 1919)، و
مختلف التيارات القومية العربية فيما بعد.
بين سنتي 1964 و 1968: عرف عقدا الخمسينات و الستينات ازدهار
العالم العربي، بقيادة القوميين العرب و الناصريين، مما سهل تأسيس منظمة التحرير
الفلسطينية و جيش التحرير الفلسطيني سنة 1964 بقياد أحمد الشقيري، وذلك بقرار من الجامعة العربية التي كانت تتحكم في جل
تحركات الفلسطينيين.
الاستقلالية عن الجامعة العربية: عرف فاتح يناير 1965 أول مبادرة فلسطينية
مستقلة بقيادة منظمة "فتح" (اختصار
معكوس لـ حركة التحرير الوطني الفلسطيني )، حيث أعلنت بداية الكفاح
المسلح الفلسطيني المستقل. و قد ترأس ياسر عرفات "فتح" منذ تأسيها إلى
حدود وفاته سنة 2004.
هزيمة
1967 و بروز اليسار الفلسطيني.
احتقرت
الجامعة العربية دور الكفاح الفلسطيني المستقل ودور الشعوب العربية والقوى
التقدمية عبر العالم في عملية تحرير فلسطين و دحر الكيان الصهيوني، حيث كانت تعتقد
أن تحرير فلسطين سيتم بحرب نظامية كلاسيكية، ناسية في ذلك دور الامبريالية القوية
في حماية الكيان المفروض في المنطقة. هنا يكمن أهم تفسير لهزيمة5 يونيو 1967، حيث
تمكنت "إسرائيل" من هزم الجيوش العربية النظامية في 6 أيام و استولت على
أراضي شاسعة: سيناء، الجولان، الضفة الغربية، قطاع غزة، القدس الشرقية...
تولى
ياسر عرفات قيادة منظمة التحرير الفلسطينية غداة الهزيمة، و أعلن استقلالها عن
وصاية الأنظمة العربية وذلك سنة 1969.
بروز اليسار الماركسي الفلسطيني
شكلت هزيمة 1967 نهاية أوهام تحرير فلسطين
بواسطة الجيوش الرسمية، و كشفت للشعوب العربية و المغاربية، محدودية الفكر
البرجوازي القومي و قاعدته الاجتماعية، ليس فقط في عملية تحرير فلسطين، بل كذلك في
سيرورة تحرير العالم العربي و المغاربي من التأثير الامبريالي و القضاء على
امتداداته داخل هذا العالم (الملكيات...).
تحول
العالم العربي و المغاربي إلى ورش فكري و سياسي، لعب فيه السياسيون و المثقفون
الفلسطينيون دورا طليعيا.
ظهر
منذ الخمسينات، تيار قومي عربي، تمكن من الانتشار السريع في جل دول الشرق الأوسط،
من اليمن شرقا إلى فلسطين غربا. من أبرز وجوه قادة حركة القوميين العرب، نجد المناضل،
الطبيب جورج حبش.
بعد هزيمة 5 يونيو 1967، تفككت حركة القوميين
العرب، و تراجعت بشكل كبير شعبية و نفوذ الناصرية عامة، و شخصية زعيمها جمال عبد
الناصر خاصة. نتج عن الوضعية الجديدة العديد من الطروحات، مما سهل بروز اليسار
الفلسطيني، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (دجنبر 1967) كأول فصيل ماركسي
فلسطيني عرف الوجود، باستثناء الحزب الشيوعي الموجود منذ بداية القرن العشرين.
1- أهم عناصر الأرضية التأسيسية للجبهة الشعبية.
·
تبني المرجعية الماركسية، الاعتماد في سيرورة
التحرير على الطبقات الكادحة، و ذلك خلافا لمنظمة فتح التي تعتمد على دعم الأنظمة
العربية (أكانت قومية أو رجعية)، على الفئات البرجوازية العربية، و على الشتات
الفلسطيني...
·
استقلالية القرار الفلسطيني عن وصاية الجامعة
العربية.
·
اعتماد الكفاح المسلح لتحرير فلسطين ، كامل
فلسطين.
·
الاعتماد على دعم الشعوب العربية بدل الأنظمة.
·
توطيد العلاقات مع القوى اليسارية العربية.
·
توطيد العلاقات مع الحركات التقدمية العالمية
، مع الحركة الشيوعية عامة، و مع الحركة الماركسية اللينينة خاصة.
·
نسج علاقات التشاور و التسلح...مع بعض
الأنظمة الممانعة العربية و المغاربية (اليمن الجنوبية، سوريا، الجزائر...)
2- الجبهة الشعبية، وفية لمبادئ تأسيسها.
رغم الانتكاسات التي عرفتها المقاومة الفلسطينية، و القمع الصهيوني، و
التدخلات الخارجية (العربية و الغير العربية)، وتراجع "جبهة الرفض"
العربية المغاربية، فان الجبهة الشعبية لم تغير مواقفها الأساسية: إستراتيجية الكفاح
المسلح كوسيلة لتحرير فلسطين، هدف تحرير فلسطين كاملة، و تشييد فلسطين موحدة
ديمقراطية علمانية، تتعايش فيها جميع المعتقدات...فهي رافضة لمشاريع التقسيم، و
الاستسلام كيفما كانت طبيعته...
3- الجبهة الشعبية "عدوة" الصهيونية و
الامبريالية و جل الأنظمة العربية.
نظرا لمرجعيتها الماركسية، لرفضاه للحلول الاستسلامية، لتبنها الكفاح
المسلح لتحرير فلسطين، نظرا لهدفها الاستراتيجي المتمثل في بناء دولة فلسطينية
موحدة ديمقراطية، تقدمية علمانية، نظرا لرفضها للوصاية الخارجية على القرار
الفلسطيني، نظرا لربطها علاقات مع القوى التقدمية عالميا و إقليميا...فان الجبهة
الشعبية أصبحت معرضة لمختلف أشكال القمع و الملاحقات...(اغتيال قائدها، أبو على
مصطفى من طرف الكيان الصهيوني سنة 2001. اعتقال(2002) احمد سعدات قائدها الحالي، و
ذلك سنة واحدة بعد توليه منصب الأمين العام، بعد اغتيال رفيقه ابو على، عشرات من
كوادر الجبهة في سجون الكيان الصهيوني...). و هو لازال إلى حدود كتابة هذه السطور
معتقلا.
4- الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين و الجبهة الشعبية-القيادة
العامة.
خلال سنتين 1968 و 1969، غادر العديد من المناضلين
الجبهة الشعبية، أسس البعض منهم الجبهة الديمقراطية بقياد نايف حواتمه، و البعض
الأخر الجبهة الشعبية-القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل.
و قد لعبت الجبهة الديمقراطية لتحرير
فلسطين دورا مهما في تنامي اليسار العربي
و المغاربي عامة، و المغربي خاصة ذلك بداية
السبعينات.
ففي المغرب، و إلى حدود 1973/74 كانت لمختلف
التنظيمات الماركسية اللينينية علاقات مع الجبهة الديمقراطية. اعتقل ممثلها في
المغرب (المناضل أبو دقة) ضمن الماركسيين اللينينيين المغاربة سنة 1972. مر من
مراكز التعذيب السرية، و قضى بالسجن حوالي 20 شهر، طرد من بعد نحو الجزائر.
منذ 1974، توطدت علاقات الجبهة الشعبية
لتحرير فلسطين مع منظمة "إلى الأمام"، ثم مع النهج الديمقراطي فيما بعد
الذي يعتبر شكلا من أشكال استمرارية "إلى الأمام".
5- الإسلام
السياسي.
كان الإسلام السياسي غائب تماما في تاريخ مقاومة الشعوب العربية و المغاربية عامة، و في
تاريخ المقاومة الفلسطينية خاصة. الهم الأساسي لتيار الإخوان المسلمين هو مقاومة
المد التحرري، أكان قوميا أو تقدميا.
يجيب
انتظار أخر السبعينات وبداية الثمينات، لبروز الإسلام السياسي في ظروف غامضة، و من
مهامه في فلسطين هو إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية، و التضييق على اليسار
الفلسطيني بالخصوص: منع أهم أنشطة الجبهة الشعبية في قطاع غزة. خلافا لليسار
الفلسطيني الذي يحافظ على استقلالية قراراته، ربط الإسلام السياسي الفلسطيني مصيره
بمصير الأنظمة العربية الرجعية (قطر، السعودية، الأردن...).
غشت2019
اليمن، مقبرة المعتدين
أولا : نبذة تاريخية
-
عرف اليمن الشمالي النظام الملكي (المملكة
المتوكلية اليمنية) إلى حدود ثورة 1962, التي أعقبتها الحرب بين الملكيين المدعمين
من طرف السعودية، و الجمهوريين المدعمين من طرف مصر. انتهت الحرب بانتصار
الجمهورية على الملكية، وتأسست "الجمهورية العربية المتحدة" ثم تحولت
إلى "الجمهورية العربية اليمنية".
عاش اليمن الجنوبي تحت
الاستعمار الانجليزي أكثر من قرن من الزمن. خاض الشعب اليمني الجنوبي حرب تحرير ضد
الانجليز في البداية بقيادة الجبهة القومية للتحرير (ذات النزعة القومية العربية)، ثم بقيادة جبهة تحرير جنوب اليمن
المحتل (ذات المرجعية الماركسية).
حصل اليمن الجنوبي على
استقلاله سنة 1967، و تأسست "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"
(لماركسية).
ثانيا: العلاقات بين الجمهوريتين.
نظرا للمسار التاريخي
المختلف، و نظرا لاختلاف النظامين: الرأسمالية في الشمال، و "الاشتراكي"
في الجنوب (المبني على القطاع العمومي أساسا)، و هذا زيادة على تدخلات المحيط، فقد
عرفت العلاقات بين الجارتين توطرات نذكر منها حربي 1972 و 1979.
تم توحيد شطري اليمن سنة 1990.
ونظرا لاحتكار السلطة من طرف الشماليين، و لضرب مكتسبات الشعب
بالجنوب، فقد توترت العلاقات، و قرر الجنوب الانفصال، مما أدى الى مواجهات مسلحة
انتصر فيه الشمال، سنة 1994.
ثالثا: حول حركة الحوتين.
"ينتسب"
الحوتين إلى بدر الدين بن أمير الدين
بن حسين الحوثي (1926-2010)،
ذي مرجعية "الزيدية" الشيعية، احد التيارات الشيعية التي حاولت داعش
القضاء عليها بشكل نهائي بالعراق. لها شعبية و امتدادات في الريف
اليمني الفقير، مثل شعبية حزب الله في جنوب لبنان الفقير.
تنشط حركة الحوتين سياسيا
باسم جماعة "أنصار الله"، و أصبحت قوة
فاعلة، خصوصا
منذ 1992
رابعا: عدوان
"التحالف العربي".
تفجرت
سنة 2014 ، التناقضات الداخلية بين، من جهة تحالف الحوتين و الرئيس السابق على عبد
الله صالح من جهة، و الرئيس عبد ربه منصور هادي.
كان التحالف الأول هشا منذ البداية، نظرا لتاريخ على عبد صالح الأسود،
مما يفسر اغتياله من طرف الحوتين فيما بعد.
اتخذت الحرب الأهلية طابعا إقليميا و دوليا، ففي الوقت الذي تدعم فيه
إيران الحوتين الذين يكنون عداءا خاصا للكيان الصهيوني و للولايات المتحدة
الأمريكية، شكلت السعودية "تحالف عربيا"، بدعم أمريكي واضح، و ذلك
لمناصرة عبد ربه منصور هادي الذي فر من اليمن بعد أن لم يعد الجيش الحكومي قادرا
على الصمود أمام تقدم الحوتين الذين استولوا على مدينة صنعاء، عاصمة اليمن. و يطلق
"الحلفاء" على عدوانهم، اسم "عملية عاصفة الحزم".
يتكون التحالف "العربي" من: السعودية، الكويت، قطر،
الإمارات، البحرين، الأردن، "اليمن"، المغرب، مصر، السودان، مدعم من طرف
الامبريالية و الصهيونية.
5- مأزق "التحالف العربي".
5 سنوات بعد بدء العدوان
العربي-الامبريالي –الصهيوني، عجز هذا المحور المعتدي على هزم الحوتين. من أسباب صمود الشعب اليمني بقيادة الحوتين:
-
عدالة قضية الشعب اليمني أمام العدوان الخارجي.
-
للحوتين امتدادات شعبية داخل المستضعفين.
-
تطوير قدراتهم الحربية (الطائرات المسيرة...)
-
الارتكاز على مقاتلين يمنيين
في مواجهة مرتزقة الخارج.
-
التحالف مع قوى ممانعة(حزب الله، إيران...)، فالوقت الذي يعتدم فيه
"التحالف العربي" على الامبريالية و الكيان الصهيوني، أعداء الشعوب
العرابية و المغاربية.
الخلاصة:
التحالف "العربي" الرجعي في مأزق
حقيقي، و ربحه للحرب أصبحت شبه مستحيلة.
سوف تشكل بدون شك مقاومة
الشعب اليمني بقيادة الحوتين، مرجعا للمهتمين بالحروب، عامة، و بمقاومة الشعوب
خاصة. فبعد حروب شعوب الفيتنام و اللاووس،
و الكمبودج، التي انهزمت فيها الامبريالية الأميركية، و بعد حربي 2000 و2006
بلبنان التي انهزم فيها الكيان الصهيوني (و لأول مرة)، ها هو الشعب اليمني يعطي
اليوم درسا جديدا في مقاومة الغزاة (حرب
الشعب طويلة المدى). ع.ف
*****
قمة الامبريالياتG7 تؤكد زعامة ترامب.
نبذة تاريخية. غداة الأزمة النفطية، سنة 1973، بادرت
الولايات المتحدة إلى طرح فكر "تجمع للدول الأكثر تصنيعا". و هذا ما
تحقق فعلا سنة 1974. تجلت الخطوة الأولى في تشكيل "تجمع" غير رسمية من
المسئولين الاقتصاديين للولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، اليابان، المملكة
المتحدة، ألمانيا الغربية. انضمت فيما بعد إلى المجموعة ايطاليا و كندا. و أصبح
الجميع يتحدث عن "مجموعة السبع/G7 ". تشتغل اللجان خلال السنة، و تنعقد قمة
الرؤساء مرة في السنة. نتائج أللجن و
القمم غير ملزمة.
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي التحقت رسميا
روسيا الاتحادية بالمجموعة سنة 1997، فتحولتG7 إلى G8 . تم تجميد عضوية
روسيا سنة 2014، اثر النزاع الأوكراني.
تحضر بعض الدول المدعوة جانب من أشغال
المجموعة، كما وقع في قمة 2019 بفرنسا (24، 25، 26 غشت)، حيث حضر في الأشغال الأخيرة
من إفريقيا كل من جنوب إفريقيا، مصر، السنغال، رواندا، و بوركنو فاصو.
قمة غشت 2019
قمة عادية، لم تقدم أجوبة واضحة حول الملفات
التي طرحتها عن نفسها. زكت القمة زعامة
ترامب.
1- ملفات الإجماع: هناك ملفات لا تطرح
للامبريالية المجتمعة إشكالات: دعم الكيان الصهيوني، معاداة النظام السوري، الحروب في ليبيا، العدوان على اليمن، التغيير
في السودان المتحكم فيه عبر السعودية و الإمارات و مصر، فنزويلا، كوريا الشمالية،
أوكرانيا...
2- ملفات التفاوتات في التقدير: إيران، التجارة
العالمية، الرسوم الجمركية...: لم يغير ترامب مواقفه من إيران، و لا من حربه
التجارية مع الصين، و لا تهديده بفرض الرسوم على المشروبات الكحولية الفرنسية إذا
فرضت هذه الأخيرة ضرائب على شركات فايسبوك، كوكولgoogle.. لا جيد في نقطة الفقر،
و لا في المناخ...
الخلاصة. شكلت قمة غشت
2019 ل"مجموعة السبع" مناسبة لتتداول الامبرياليات فيما بينها حول
العديد من القضايا تهم مصالحا المشتركة...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire