حول ما يجري حولنا
لقد مرت سنوات على وقوع لقاء بيننا نحن الأربعة:
لحسن الداودي (قبل استو زاره) كممثل العدالة و التنمية، عبد الله الشيباني (زوج
نادية ياسين) كممثل للعدل و الإحسان، أحد كبار المثقفين الجامعيين (ل.ا)، كمثقف
(مستقل) من الحركة الأمازيغية، و على فقير كممثل للنهج الديمقراطي، و قع هذا
اللقاء بمناسبة نشاط نظمته إحدى الجمعيات الألمانية بالرباط استدعت له العديد من
القوى السياسية المغربية.
وقعت دردشة بيننا الأربعة، قال خلالها المثقف
الأمازيغي ل الداودي و للشباني: لقد فعلت فينا الحركة الإسلامية خيرا، نشكرها على
ذلك. تساءلا الإسلاميان عن خلفيات التصريح، فأجابهما : قبل ظهور الإسلام السياسي،
كانت لنا صعوبات في نقد الفكر الديني، لأن الكل كان يحترم الدين الذي بقي خارج الصراع
السياسي، أما اليوم فقد أقحمتم انتم الدين في الصراع، لهذا أصبح نقده يعادل نقد أية أيديولوجية.
بعد أخد و رد بين الثلاثة، طلب مني عبد الله
الشباني رأيي، وقد كان جوابي كالتالي: إنني أمثل النهج الديمقراطي، الذي يعتبر هذا
النوع من النقاش جد ثانوي في إطار التناقضات
الحالية التي يبقى فيها المخزن الخصم الرئيسي
تفاديت الدخول في نقاش هامشي لكن كانت له
أهمية، من حيث أن الحركات الإسلامية هي فعلا من أقحمت الدين في الصراع المباشر، و
بالتالي فقد أساءت للدين و لمعتقدات الجماهير بشكل عام، لكن ما نسيه الصديق المثقف
الأمازيغي أن الدولة المخزنية قد بنيت شرعيتها بسلاحين اثنين: الدين و القمع.
بعد سنوات مضت على تلك الدردشة، أصبحت
مجموعات من "الجهاديين" ترتكب فظائع اجرامية باسم الدين، و أصبحت جماهير
واسعة تتعاطف معها، كما استغلت الامبريالية، و الصهيونية و الأنظمة الرجعية جرائم
"الجهاديين" لضرب "جميع" القوى المعارضة و في مقدمتها القوى التقدمية،
و إدخال الإنسانية في حرب عالمية ثالثة "بالتقسيط"، تتقوى من خلالها اللوبيات:
تجار السلاح، الصهيونية، الأنظمة الاستبدادية، يتقوى من خلالها التواجد العسكري
الغربي (في إفريقيا، الشرق الأوسط...)الخ
و للحقيقة و التاريخ فقد لعبت الحركات
الدينية دور "حصان طروادة" عززت من خلاله الامبريالية و الصهيونية
نفوذها في العالم عامة، و في العالم
العربي خاصة.
كيف يمكن تفسير تعاطف أوسع الجماهير مع
"الجهاديين"؟
-
لا يجب نسيان أن الامبريالية و الأنظمة
الرجعية (العربية بالأساس) هي من أنشأت النواة الأولى للإسلام السياسي و ذلك في إطار
"الحرب الباردة" ضد "المعسكر الاشتراكي" (حالة افغنستان)، و
ضد الحركات التقدمية المحلية (حالة المغرب). و نحن نشاهد اليوم "انقلاب السحر
على الساحر".
-
إن الواقع المادي المتردي (الفقر، الحرمان ،
التهميش، الإقصاء...الخ) للجماهير الشعبية، و الاستبداد السياسي الذي تعاني منه، و غياب بدائل
تقدمية جدية ، خلق عند الملايين من المقهورين "وعيا مزيفا" (بدل وعي
حقيقي). ترفض الواقع المأساوي و تتعاطف مع مشاريع/بدائل ماضوية أكثر اختناقا.
إن المذابح التي ترتكبها الجماعات "الجهادية" (باسم الإسلام.
أي إسلامي؟ سني، شيعي...الخ) في حق الأكراد، في حق اليزيديين، في حق الأقباط، في
حق النساء، في حق التقدميين، لا يمكن إلا إدانتها و مناهضتها، و ذلك رغم أن أعداء
الشعوب عامة، و أعداء الكادحين خاصة، تبقى هي الامبريالية، و الصهيونية و الأنظمة
الرجعية ، و في مقدمتها الملكيات العربية.
إن الصراع الفكري و السياسي ضد حاملي المشاريع الماضوية مهمة لا مفر
منها، لكن المهمة الرئيسية بالنسبة للقوى التقدمية تبقى هي الصراع ضد الأنظمة
المحلية التي حولت الشعوب إلى جيوش من المحرومين و "البؤساء" ، ضد
الامبريالية التي تحمي هذه الأنظمة و تنهب خيرات الشعوب، و ضد الصهيونية المسؤولة
الأولى على تشريد شعب فلسطين. سوف لن يهدأ "الشرق الأوسط" ما دام الكيان
الصهيوني موجودا كجسم غريب في المنطقة. ورم يجب استئصاله.
الثلاثاء، 17 فبراير 2015
على فقير، شيوعي مغربي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire