كيف يمكن تفسير تجاوز القوى السياسية
من طرف ضحايا الهشاشة؟
كلما برزت حركة جماهيرية، كلما
وجدت القوى التقدمية نفسها أمام تحديات، أمام امتحان حقيقي مرتبط بالصراع الطبقي.
كيف يمكن التعامل مع
الأحداث "المفاجئة"؟
1- تحديد طبيعة النظام
السائد و الطبقات الاجتماعية المستفيدة من جهة، و الطبقات المتضررة من جهة ثانية،
و بالتالي تحديد مختلف التناقضات و تراتبياتها.
إن ما يقع اليوم في
فرنسا(ظاهرة "السترات الصفراء")، ما وقع في الريف بالمغرب، و في العديد
من مناطق العالم، يبقى نتيجة الهشاشة و الإقصاء، يبقى نتيجة الاستبداد و الظلم(حالة
المغرب)، ونتيجة الافتراس الرأسمالي الذي وجد جميع الأرضيات الخصبة للنهب و
الاستغلال البشع في إطار "العولمة المتوحشة".
2- قراءة سليمة لمكونات
الحركة الجماهيرية و لمطالبها، بعيدا كل البعد عن الأحكام المسبقة.
3-
اتخاذ موقف المساهمة في الحركة النضالية (كتنظيمات أو عبر المناضلين،
ذكور و نساء، الميدانيين و ذلك حسب الظروف)، بهدف تأطير و توجيه الحركة
الجماهير على طريق التغيير الصحيح.
4- موازاة مع كل هذا،
يجيب تحديد بكل جدية الأسباب التي وضعت القوى التقدمية في موقف الانتظارية،
و المفاجئة...حيث عجزت عن فهم الواقع و بالتالي فقدت المبادرة. يبقى الخطأ القاتل
هو التمادي في موقف سلبي من الحركة الجماهيرية "العفوية" بحجج واهية، مما
يفتح المجال لقوى رجعية، أو فوضوية من الاستفادة من الفراغ. "الطبيعة تكره
الفراغ" !
كلما تركت مكانا فارغا و ألا احتله الخصم.
لقد سقطت فروع
التنظيمات التقدمية في خطأ تاريخي في تعاملها مع حراك الريف العظيم، و بعض القوى
التقدمية الفرنسية في تعاملها مع حركة "السترات الصفراء".
الخلاصة: على
التنظيمات التقدمية أن تجتهد في معرفة الواقع، اعتمادا المادية التاريخية و
الجدلية، لتحديد التناقضات، لقياس حرارة الصراع الطبقي، للتنبؤ بالانفجارات
الاجتماعية المحتملة، و هذا من أجل تحديد التكتيكات الضرورية و اتخاذ
المبادرات المناسبة حتى لا تفاجأ بالأحداث.
إذا أخطأت القوى
التقدمية موعدها مع التاريخ، فعليها أن تقدم نقدا ذاتيا و تلتحق بمقدمة الكوكبة
بدل محاولة تبرير تأخرها بأشياء غير مقنعة.
مناضل تقدمي مغربي،
بداية دجنبر 2018
******.
حول "مجموعة العشرين/G20"
1- معطيات:
-
تأسست "مجموعة العشرين"سنة 1999،
و جاء هذا التأسيس في ظروف تتميز أساسا بأزمات الرأسمالية المالية في ظل واقع ما
بعد "انهيار الاتحاد السوفياتي".
-
تتكون المجموعة من 20 عضو: 19 دولة و الاتحاد
الأروبي
-
تمثل المجموعة حوالي ثلثي ساكنة الكرة
الأرضية، حوالي ثلثي التجارة العالمية، و حوالي 90 في المائة من الناتج العالمي
الخام.
-
تستهلك المجموعة حوالي 80 في المائة من
الطاقة.
-
تسبب المجموعة في التلوث المناخي و ارتفاع الحرارة عبر انبعاثات78 في المائة
من مجموع ثاني أكسيد الكربون/CO2 السام.
2- الأعضاء:
الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين،
فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا ، اليابان ، المكسيك ، روسيا ، المملكة
العربية السعودية، جنوب أفريقيا، تركيا، كوريا الجنوبية، المملكة المتحدة،
الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي.
و يساهم في قمم و منتديات المجموعة كل من صندوق النقد الدولي
والبنك الدول، اعتي المؤسسات الامبريالية.
3- الأهداف المعلنة: التشاور حول القضايا المالية، و
التجارة، و مختلف العلاقات الاقتصادية داخل المجموعة و مع باقي العالم.
الحقيقة شيء أخر: تكونت المجموعة غداة "انهيار الاتحاد السوفياتي"،
و في ظل أزمات الرأسمالية، بهدف التوافق حول "قواعد اللعبة" في إطار مواجهة
الأزمات الناتجة عن "العولمة المتوحشة"، و تقسيم مناطق النفوذ، و ضبط
مقاومات الشعوب و نهب خيراتها. و تبق موازين القوة داخل المجموعة هي المحددة في
نهاية الأمر. و لا يمكن اعتباراها اجتماعاتها إلا منتديات امبرياليات.
يمكن تقسيم الدول الأعضاء (ليس فقط انطلاقا من القوة
الاقتصادية) إلى ثلاثة مجموعات:
· ألأقوياء: الولايات المتحدة و روسيا و الصين.
· المجموعة الثانية: المانيا، فرنسا،
انجلترا، اليابان ، كندا.
· المجموعة الثالثة المكونة من الدول
الأخرى.
4 –قمة أرجنتين، 30 نونبر- فاتح دجنبر 2018: لم تأتي بجديد مهم. لكن يمكن تسجيل بعض الملاحظات:
-
إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على
رفض اتفاق باريس حول المناخ
-
إصرار نفس الدولة على تطبيق الحماية
الجمركية على اقتصادها مخالفة بذلك اتفاقات المنظمة العالمية للتجارة
-
محاولات العديد من الدول (فرنسا،
أمريكا، تركيا، كندا...)ابتزاز محمد بن سليمان، والي عهد السعودية المتورط في مقتل
الصحفي خاشقجي : ملايير الدولارات مقابل الصمت.
-
رفض ترامب لقاء بوتين بسبب "أزمة أوكرانيا".
-
لم يحسم بعد الصراع "التجاري"
بين الولايات المتحدة و الصين و تحديد زمن شهرين للمزيد من المفاوضات.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire