lundi 10 août 2020

أن تكون شيوعيا فهو التزام يومي. أن تكون شيوعيا فهو التزام يومي.(الحزب الشيوعي البرازيلي): الجزء الثالث 1- الجزء الأول: بوصلتك هي النظرة البروليتارية للعالم ( نشر بجريدة النهج الديمقراطي، العدد 371/372)) 2- الجزء الثاني: تثوير الأفكار والممارسة في نار الصراع الطبقي(نشر يوم يوم الأحد 9 غشت 2020 في الفايس بوك). ************************ 3- الجزء الثالث: ماذا يُشترط في المناضل الشيوعي؟ إنّ الحزب كطليعة ثورية ماركسية لينينية للبروليتاريا يمتلك قوّة وحيوية جهاز حي وفعّال، يدخل إليه أعضاء جدد باستمرار، إنّهم رفاق برهنوا على خصال طلائعية في معارك الصراع الطبقي، يبحثون عن الحزب ليناضلوا في صلبه ويصبحوا شيوعيين. ولكن لنسأل: ماذا يعني أن تكون مناضلاً في الحزب الشيوعي؟ إنّ من يرغب في الانتماء إلى الحزب ويُقبل كأحد مناضليه يعرف جيّدا أنّه لا يملك بعدُ كلّ صفات الشيوعي. إنّ الرفيق الذي يدخل إلى الحزب يأتي سواء من صفوف الطبقة العاملة أو الجماهير الفلاحية أو من الحركة الطلاّبية أو من قطاعات أخرى من البورجوازية الصغيرة المتجذّرة ويحمل معه بمستويات متفاوتة ميزات وعيوب أصله الطبقي والتكوين الذي تلقّاه. ففي خلال نشاطه المتعدّد الأوجه، يأخذ الحزب على عاتقه تربية مناضليه الجدد ويكشف لهم عن الطريقة التي تحوّلهم إلى شيوعيين حقيقيين، فيشجّعهم على التخلّص من عيوبهم ونواقصهم وعلى تطوير صفاتهم الإيجابية واكتساب الخصال الثورية البروليتارية للمناضل الطلائعي، ولا يوجد لقب أشرف من أن يكون المرء عضوا في الحزب. فالانضمام إلى صفوفه هو الانتماء إلى المنظمة الثورية الماركسية اللينينية للبروليتاريين التي عليها خدمة الطبقة العاملة والشعب الكادح بإخلاص والنضال من أجل مصالحها الحيوية وتحقيق الانتصار للثورة الشعبية وللاشتراكية. يناضل الشيوعي من أجل مهامّ اليوم التكتيكية ومهامّ الغد الثورية الإستراتيجية. إنّ هذا النضال الشاقّ والمعقّد لن يتطوّر نحو الاكتمال وبثقة وفي أفق واضح ما لم ينخرط المناضل روحا وجسدا في الحياة العضوية للحزب وفي نشاطه الثوري. ولا يمكن أن يكون الانتماء موسميا، متقطّعا، بل بصورة مسترسلة ومتماسكة، لا يمكن أن يكون هذا الانتماء مشروطا بظروف معيّنة، بل في كلّ الظروف حتى أشدّها تقلّبا. ولذا يجب أن يفهم الشيوعي القيمة الفائقة للشروط اللينينية الواجب توفّرها لدى المرشّحين لعضوية الحزب. هناك أربعة شروط لينينية يضبطها القانون الداخلي للحزب وينبغي أن تتوفّر لدى كل مناضل هي: تبنّي برنامج الحزب وقانونه الداخلي والمساهمة في تطبيقهما، النضال داخل إحدى منظمات الحزب، الانضباط لمقرّراته، ودفع المساهمة المالية كل شهر. وهذا لا يعني أن الأمر يتعلّق بمجرّد جمع لمتطلبات قانونية يخضع لها المناضل، كلاّ، فمغزاها أبعد من ذلك. إنّها حصيلة المبادئ الإيديولوجية والسياسية والتنظيمية، المعيارية والمنهجية للحزب البروليتاري الثوري من الطراز اللينيني، لحزب الثورة الاجتماعية الذي يكافح في سبيل بناء الاشتراكية والشيوعية، وبدون هذه الشروط الأربعة، يستحيل ضمان تطوير وتدعيم الحزب كمنظّمة تكون فعلا طليعة البروليتاريا وفي نفس الوقت كوحدة لإرادة كفاحية بإيديولوجيتها وسياستها وهيكلتها المركزية الديمقراطية. فأن يشترط الحزب على مناضليه الالتزام الكلّي بهذه المبادئ، فذلك لأنّه يريد تكوين مناضلين بروليتاريين ثوريين من طراز خاص، يهبون أنفسهم وكامل حياتهم لقضية الحزب الثورية الكبرى وللطبقة العاملة. إن القبول ببرنامج الحزب وقوانينه ليس إلاّ الخطوة الأولية للدخول إلى الحزب. إنّها المرحلة الأولى، وفيما بعد يساعد الحزب المناضل على استيعاب هاتين الوثيقتين الأساسيتين اللتين توجّهان حياة الحزب، ومن ناحية أخرى يبذل المناضل باستمرار مجهودا لتملّكهما في العمق، ولا يمكن لمناضل أن يجهل برنامج الحزب وأن لا يفقه أهميته التاريخية، كما لا يمكن له أن يبدو غير متأكّد فيما يخصّ محتوى قوانين الحزب ومنتهى قيمتها. هاتان الوثيقتان الأساسيتان تمثّلان المرشد الثابت للمناضل في نشاطه الثوري. إنّ ما يقدّمه برنامج الحزب بدقّة ووضوح عملي هو ليس سوى ثمرة التحليل الماركسي اللينيني للوضع الملموس القائم في البرازيل. وإنّ الأهداف والمهمّات التي يطرحها ليست سوى التعبيرة الموضوعية عن الحاجة الملحّة للتغيير باتجاه إحداث تحوّلات ديمقراطية جذرية وذات طابع معادي للامبريالية والملاكين العقاريين الكبار والاحتكارات، وشعبية في البُنى التحتية والفوقية للمجتمع البرازيلي سيرا نحو الاشتراكية. كما يوضّح البرنامج الاتجاه الأساسي الذي يجب أن يأخذه النضال الثوري والشعبي حتّى يكون معبّرا عن مصالح البروليتاريا والشعب قصد إحراز النصر. إنّه البوصلة التي تُشير إلى الطريق الذي لا يدخله الشك في نشاط الشيوعيين ونضالهم مهما كان مجاله. وهي الوثيقة التي تمنحنا القناعة بأنّ شعبا يناضل من أجل الحرية والاستقلال لن يُغلب. أمّا بالنسبة لقوانين الحزب، فتُحدّد مفهومه كطليعة ماركسية لينينية للطبقة العاملة، تضبط المتطلبات والواجبات والحقوق، وتُرسي مبادئ التنظيم وهيكلته وتحدّد مشمولات الهياكل، قاعدية ووسطى وعليا، وتضبط القواعد التنظيمية الرئيسية وطرق العمل وتنظيم كامل حياة الحزب قبل وفوق كل شيء كمنظمة بروليتارية ثورية طلائعية مهمّتها تنظيم وقيادة الجماهير العمّالية والشعبية في كافّة مجال الصراع الطبقي. وبارتباط بالخط الاستراتيجي للحزب، فإنّ البرنامج هو الأداة اللازمة لتحرير شعبنا من نير الامبريالية والملكية العقارية الكبيرة والبورجوازية الكبيرة الاحتكارية والتقدم به في طريق الاشتراكية وتحت قيادة البروليتاريا. على كل مناضل أن يبذل أحسن ما لديه وأن يناضل بلا كلل من أجل انتصار برنامج الحزب وتطبيق التكتيك المتولّد عنه، التكتيك الثوري الذي يمتاز بكفاحيته ومرونته معا، ويهدف إلى كسب أوسع الجماهير الكادحة والشعبية للثورة. ولا تقلّ قوانين الحزب قيمة إذ أنّها تعتمد المبادئ والضوابط التي تُنظّم باستمرار حياة الحزب ويضمن تطبيقها الفعلي السير العادي لكلّ هياكل الحزب ونشاطا مثاليا لكافّة مناضليه. هناك شرط ثان يجب أن يتوفّر لدى المناضل الشيوعي هو ضرورة الانتماء إلى إحدى منظّمات الحزب كطليعة للبروليتاريا منظّمة وثورية. إنّه ليس تجمّعا مفكّكا عديم الشكل، كتلة من الأفراد ولكنه وحدة مهيكلة بصورة عضوية على كل واحد من أعضائه الخضوع للروابط التنظيمية وللانضباط في تطبيق المقرّرات، وعلى هذا النحو يتمكّن الحزب من تحقيق الظروف والقدرات اللازمة لقيادة الجماهير الكادحة عمليا في كل مجالات الصراع الطبقي، إذن لا يمكن لأيّ مناضل حزبي أن لا ينتمي إلى أحد هياكله وأن لا يخضع له كليا. ثمّ إنّه من واجب المناضل بذل نشاط مستمرّ وبنّاء ضمن هيكله دون أن يخشى الصّعاب والتضحيات أو يضعف أمام تقلّب الظروف. وبتوجيه من الهيكل، يكتسب المناضل بفضل نشاطه الدائب مقدرة تنظيمية ووعيا وشعورا بروليتاريين ثوريين وروحا رفاقية وإخلاصا لا متناهيا لقضية الاشتراكية، هذه الصفات الشيوعية التي تنعكس في صلابة منظمة الحزب وكفاحيتها. وعلى هذا النحو، فإنّ المناضل لا يميّز بين مسؤوليته وطموحاته الثورية ومسؤوليات الحزب وطموحاته. وهكذا اعتمادا على منظمة الحزب، يمكن له الحفاظ دوما على نشاطه كمناضل من الطليعة الثورية الماركسية اللينينية للبروليتاريا. إنّ الشرط الثالث الذي يجب توفّره لدى مناضلي الحزب يتبوّأ هو أيضا أهمية كبيرة ويتمثّل في تطبيق مقرّرات الحزب بإخلاص. إنّ مقرّرات الحزب تحدّد المهامّ وتضبط التعليمات التي ينبغي تنفيذها، ومن أجل تنظيم وقيادة النضالات التحرّرية للبروليتاريا والشعب، يحتاج الحزب إلى التحرّك ضمن إرادة موحّدة وهو ما يتطلّب من مناضليه عملا يتجلّى في كلّ كفاحيّ منسجم. ويجب أن تُفهم مقرّرات الحزب بالوضوح الكافي وتوضع حيّز التطبيق ولا يتوقّف الأمر إلا على النشاط المتواصل والمتفاني لكل مناضل وعلى تصميمه الثوري وإرادته. ويّثري المناضل أثناء إنجاز مقرّرات الحزب تجربته ويكتسب صلابة وحزما ثوريين كما يكتسب روح المسؤولية والمبادرة، ويمكنه أن يُعاين النجاحات التي يحقّقها والنواقص التي تحصل ويقيّمها حقّ قدرها. فبتحمّل المهامّ وإنجازها، يتعلّم المناضل كيف يناضل وينتصر، كيف يذلّل الصعاب ويتحمّل التضحيات وكيف يتقدّم دائما وينعت نفسه كشيوعي أصيل. وهكذا يساهم في إضفاء نشاط متزايد على منظمة الحزب ويدعم طاقاتها الكفاحية. ويشكّل دفع المساهمات المالية في إبّانها واجبا آخر من واجبات المناضل الشيوعي. فالمساهمة المالية توجد رابطة مادية بين المناضل والحزب كما أنّها تُعتبر عنصرا هامّا في تربيته إذ تُكسبه شعورا بالمسؤولية الحزبية. إنّ موارد الحزب القارّة تأتي من مساهمات مناضليه، وبدونها يصبح كل نشاط أعوص. إنّ أهمّ ما تحقّقه منظمات الحزب يتوقّف بدرجة ما على موارده المالية ولا يمكن البتّة القبول بأيّ تقصير للشيوعي في هذا الصدد. فعلى المناضل إدراك المغزى السياسي والإيديولوجي العميق لدفع المساهمات الشهرية، إذ أنّه بتقديمها في الموعد المحدّد، يكون ساعد منظمة الحزب على أداء أفضل لمهمّته الثورية. أن يُذعن المناضل أمام هذه الشروط اللينينية الأربعة فهي ضرورة مشروطة بطبيعة الحزب نفسه ولا يمكن أبدا الإيفاء بأحدها دون سواها بل يجب توفّرها كاملة، فهي تشكّل وحدة عضوية لا تتفكّك ونظام مبادئ متمفصلة متناسقة يتوطّد صلبا داخله كامل الصّرح التنظيمي للحزب. يجب أن يكون احترام المناضل لهذه الشروط شغلا شاغلا دوما لأنّ ذلك يتيح له التطوير والتحسين المطّرد لخصاله كشيوعي وبناء حياته على أساس ممارسات جديرة بمناضل ماركسي لينيني. يتميّز الحزب الشيوعي البرازيلي بالانسجام القائم بين برنامجه وقوانينه، بين إستراتيجيته وتكتيكه الثوري، بين هيكلته كحزب ماركسي لينيني ونضاليته البروليتارية. أن يكون المرء مناضلا في الحزب الشيوعي البرازيلي يعني أن يدخل في علاقة مع هذا الانسجام وأن يفي بهذه الشروط اللينينية ويتحمّل المسؤوليات وينجز مهامّ الحزب. إنّ الحديث عن كل ذلك هو الحديث عن حوصلة وتعميم المبدأ الكبير القائل بأنّ الحزب يكافح دائما للحفاظ على قلبه أحمر وإنّ مناضليه يتذكّرون على الدوام المقولة التالية : "أن تكون شيوعيا فهو خيار يومي".(يتبع)

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire