بمناسبة ذكرى ثورة أكتوبر 1917 العظيمة
من أجل إعادة الاعتبار للفكر اللينيني
إن الأحداث التي عرفها
و يعرفها العالم العربي، و في مقدمتها التطورات الأخيرة في العراق، و سوريا، و
اليمن، و ليبيا و مصر، و ما عرفته تركيا و البرازيل في الشهور الأخيرة... تطرح
بالإلحاح على القوى "الماركسية" إعادة النظر جدريا في اختياراتها
"الجديد- القديمة". جديدة لأنها في العقود الأخيرة أصبحت سائدة في العديد
من الأوساط الماركسية، قديمة، لأن الصراع الفكري بين التيارات
الماركسية (بين 1902 و 1924) قد أظهر ضعفها و عجزها على الفعل في الواقع.
إن ما يجري حاليا من
صراعات طبقية في العديد من البلدان، حيث اتضح أن الكادحين، و رغم تضحياتهم، لم
يستطيعوا التأثير في الأحداث، و إعطاء الصراع بعده الطبقي الثوري الحقيقي.
ترجع هزالة نتائج الحراك الحالي إلى
غياب الطبقة العاملة كقيادة سياسية للحراك بأدواتها التنظيمية الثورية، و في
مقدمتها حزب الطبقة العاملة المؤطر لعموم الكادحين.
تكمن أهم أسباب غياب هذه الأدوات، في سيادة الفكر الانتهازي اليميني حاليا في الأوساط الماركسية العالمية، التي حاولت و تحاول
إقبار الفكر اللينيني ، و تشويه تجربة البلاشفة، و الثورة الصينية، و الثورة
الفيتنامية... و كل انجازات الشيوعيين عبر العالم خلال العقود الأولى من
القرن الماضي. إن المنظور المنشفي اليميني قد استرجع قوته في السنوات الأخيرة، و
هذا تحت تسميات و غطاءات مختلفة. و للتذكير فقد عجز ذلك المنظور من تحقيق أي انجاز
يذكر خلال قرن و 12 سنوات.
إن العديد من التنظيمات "الماركسية" و حتى التي كانت تسمى
"ماركسية لينينية"، قد أمحت من وثائقها و قاموسها الفكر اللينيني، مما
جعلها "تنفتح" على يمينها أكثر مما تهتم بالإرث الشيوعي الثوري. إن
الاهتمام بالفكر الشيوعي الثوري ليس من أجل التقديس، لكن من أجل الاستفادة، من أجل
فهم ما يجري...لا تتعلق اللينينية فقط بالمبادئ التنظيمية، اللينينية هي قبل
كل شيء دراسة الامبريالية كأعلى مرحة
للرأسمالية، هي أهمية التحالف العمالي –الفلاحي، هي مصير الدولة بعد الثورة، هي أمراض
طفولة الشيوعية...الخ
من مهام المناضلين المقتنعين بقضايا الكادحين، هو القراءة من جديد (مع
استحضار ما يجري حولنا) مراجع مثل:
- "ما العمل؟" (لينين) لفهم ضرورة أدوات التغيير، و
المبادئ التنظيمية... و فهم أسباب هزالة نتائج الحراك الراهن( في العالم العربي،
في تركيا، في البرازيل...)
- كتابات لينين (رسالة إلى الفلاحين 1912)، و ماو (التحليل
الطبقي ...)حول دور الفلاحين الفقراء في السيرورات الثورية.
- "الدولة و الثورة" (لينين) لفهم مصير الدولة بعد
الثورة لتفادي إعادة إنتاج ما كان سائدا قبل الثورة
- في الممارسة، و في التناقض (ماو)
- اليسارية مرض الطفولة الشيوعية لفهم الانتهازية
اليسراوية التي "تكفر" الجميع بدون أن تكون قادرة على انجاز و لو خطوة
واحدة في عملية الالتحام بالكادحين.
بطبيعة الحال هناك مختلف كتابات ماركس(مثل la
lutte des classes en France)، و انجلز، و كتابات أخرى للينين و ماو...
علينا إذن أن نعيد
الاعتبار ل اللينينية، و نتسلح بالفكر الشيوعي، و نعمل جميعا من أجل بناء أدوات
التغيير التي لا يمكن إلا أن تكون ثورية (الحزب)، التقدمية (الجبهة)، الديمقراطية
(النقابات، الجمعيات)... الخ
على فقير، 4
يليوز 2013 مع تحين بسيط يوم 30 شتنبر 2014
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire