حول توزيع المقاعد
لا أظن أن هناك في
المغرب من يجادل في الحقيقة الآتية: "و
المخزن فضل بعضكم على بعض في توزيع المقاعد، و ذلك حسب القرابة و الظرفية."
هذه خلاصة تجربة 53
سنة من الديمقراطية المخزنية.
الكل اليوم، أكان مقاطعا أو مشاركا، ينتظر ماذا ستمطر به سماء المخزن عبر وزارة الداخلية من مقاعد
و مختلف المكاتب...الخ
بطبيعة الحال، هناك
أولويات بالنسبة للمققرين:
-
استراتيجيا: رص consolider بنيان الاستبداد
بمزيد من تخدير العقول بشعار "الله الوطن الملك"، و ذلك عبر "تعليم"
لاعقلاني، و تفقير الجماهير، و تشجيع الزوايا و عبادة "الأولياء
الصالحين"، و فتح المجال أمام مختلف الوصوليين و الانتهازيين و المنتخبين من
أجل مراكمة الثروات عبر النهب، و غض النظر عن ممارسات كبار موظفي الدولة المطبوعة
بالرشوة، و التجاوزات...في أفق توسيع القاعدة الاجتماعية للكتلة الطبقية السائدة
المكونة أساسا من البرجوازية المضاربتية، و ملاكي الأراضي الكبار، و البيروقراطية الإدارية،
في مقدمتها الأطر العسكرية و الأمنية و المقربين من العائلة الحاكمة....الخ
-
ظرفيا: مواجهة التحديات
الراهنة، مما يفرض معادلات و توازنات مرحلية لكن دون المساس بالأهداف الإستراتيجية
سوف لن تكون انتخاب شتنبر 2015 مناسبة لطلاق répudiation
حزب العدالة و
التنمية، الامتدادي الأخواني في المغرب. فخريف هذا الأخير لم يحن بعد، و منح هيبة
13 مليار درهم (رقم خيالي) من طرف ملوك و أمراء الشرق مشروطة بشكل غير مباشر
باستمرار "الإسلاميين" في الحكومة و تقوية تواجدهم قاعديا في المؤسسات
المحلية و الجهوية. لكن الأهداف الإستراتيجية للمخزن، لا تسمح بإعطاء الإسلام
المخزني أكثر من ذوي القرب: حزب الأصالة و المعاصرة، حزب الأحرار، حزب الاستقلال،
الاتحاد الاشتراكي، الحركة الشعبية، خصوصا و أن ولاء هذه الأحزاب الأخيرة محصورة
في ولائها للقصر، فالوقت ولاء حزب العدالة و التنمية منقسم بين الولاء "للأممية
الإسلامية " و للمؤسسة الملكية (بنسبة أضعف).
بطبيعة الحال، هناك حوالي 35 حزب مشارك في اللعبة، و سوف لن تحرم من
"التفاتة" المخزن، و لو في حدود الفتات. توشيح محمد بن سعيد أيت ايدر،
فرصة للعديد من الانتهازين للتوجه نحو فيدرالية اليسار الديمقراطي بحثا عن التزكية
في لوائح الترشيح. فقد علمهم التاريخ المغربي أن كل مبادرة ملكية، تعد إشارة/انطلاقة
يجب الاستفادة من مخلفاتها. لكن لا أظن أن جيوش مناضلي حزب الطليعة الاشتراكي
الديمقراطي، و الحزب الاشتراكي الموحد سيسمحون من تحويل فيدراليتهم إلى قبلة للامتدادات
المخزنية. فأعين الشهداء تراقب كل شيء، أعين المهدي بنبركة، شيخ العرب، دهكون، عمر
بنجلون، جبيهة رحال، عبد السلام الموذن، كرينة... و محمد بوكرين، معتقل الملوك
الثلاثة (محمد الخامس، الحسن الثاني، محمد السادس)، و هو الذي رفض الهروب إلى
الخارج، متحديا المخزن في عقر داره. عرف الفقيد مختلف سجون النظام، و العديد من مراكز التعذيب.
عاش فقيرا متواضعا، حتى غادرنا مرفوع الرأس، محافظا عن كرامته إلى آخر نفس. و للتذكير
فقد عرف المناضل/الشهيد/ المقاوم محمد بوكرين آخر اعتقال قبل وفاته بسنوات قليلة
بتهمة "حمل شعارات ماسة بقداسة الملك "، حيث صدر في حقه حكم بثلاثة
سنوات و 1000درهم غرامة (9 غشت 2007).
و قد وشحته الجماهير الشعبية ببني ملال، و مختلف القوى التقدمية المغربية،
خلال مراسم دفنه (6 ابريل 2010)، بوسام المقاومة/الصمود/الكرامة بطريقتها الخاصة.
على مستوى القوى الخارجة عن مسرحية الانتخابات، نجد النهج الديمقراطي الذي
لم يخطئ موعده مع التاريخ، و العديد من الحساسيات الماركسية الأخرى. الكل ينتظر
موقف جماعة العدل و الإحسان. هل ستكتفي بموقف" الانتخابات المخزنية لا
تهمنا"، و تدعم ميدانيا حزب العدالة و التنمية، آخاها "في الإسلام
السياسي"؟ أم ستعلن عن مقاطعتها النشيطة للمسرحية ؟
على فقير، يوم السبت فاتح غشت 2015
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire