واقع "مشتقات"
الحركة الماركسية المغربية
على فقير
على فقير
بعد مؤتمر حزب الأصالة و المعاصرة الذي شكل ماركسيون سابقا (قاعديون، ماركسيون لينينيون...الخ)
حول 50 في المائة من قيادته، بعد تخصيص القصر حصة الأسد لماركسيين سابقا في الدبلوماسية الخارجية ( لدى
بريطانيا، جنوب إفريقيا، اندونيسية، السويد، الدنمارك، زيادة على تعيين أحمد حرزني
من طرف البلاط كسفير متجول مكلف بمهمة الدفاع عن سياسة النظام في مجال حقوق الإنسان)،
و بعد إقحام القصر لإحدى رموز أنصار "الملكية البرلمانية" في
الدبلوماسية الموازية و أعطيت التعليمات لفتح أمامها أبوب وسائل الإعلام المخزنية
تمهيدا للانتخابات المقبلة و،و...الخ، و يقع كل هذا في الوقت الذي يشتد فيه الخناق
على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، و على مختلف مكونات الحركة الماركسية
الممانعة، المكونات التي صعب على النظام ترويضها، بعد كل هذا تتضح ضرورة توضيح
مواقفنا ليس فقط كمناضلين ساهمنا في تأسيس الحركة الماركسية اللينينية المغربية، و
لكن كذلك كمناهضين لنظام لم يتغير في
جوهره منذ زمان، و ذلك رغم "الرتوشات" و الماكياج التي فرضته تطورات
الصراع الطبقي الداخلي، و التحولات التي يعرفها العالم.
إن ما يهمني في
هذه المقالة هو ما وصلت إليه "كائنات" سياسية خرجت من رحم الحركة
الماركسية عامة.
يمكن تقسيم
"مشتقات" الحركة الماركسية « les produits dérivés » إلى أصناف 5:
1- من فضل "الابتعاد" عن السياسة مكتفيا
"بزراعة بستانه" بالمعنى الذي عبر عنه "كنديد/Candide
في رواية لفولتير).
2- من فضل "الاشتغال" فقط في "المجتمع
المدني" بعيدا عن "الالتزامات" السياسية
3- من اندمج عن وعي في محيط البلاط من داخل أو من خارج حزب
الأصالة و المعاصرة
4- من يهرول وراء سراب الملكية البرلمانية: "رجل هنا و
رجل هناك"، و يراهن على التغيير من داخل المؤسسات المخزنية.
5- من يرفض الاستسلام، و يراهن على التغيير الجذري اعتمادا بالأساس
على الشارع، و ذلك رغم التفاوت في التشبث بجوهر الطروحات التي تأسست عليها الحركة
الماركسية اللينينية المغربية المجيدة.
و ما يهمني أكثر، ليس هو تخندق الأشخاص في إحدى الخانات الثلاثة الأخيرة. فالاصطفاف لا يهم
الأشخاص الذاتيين، بقدر ما يعبر عن تيارات سياسية فكرية: تيار الاندماج بدون شروط،
تيار الاندماج مع شرط المزيد من الرتوشات و الماكياج، و تيار غير قابل للترويض
المخزني.
كل حركة، بل كل تنظيم، قابل للاختراق من طرف طروحات مختلف
الطبقات الاجتماعية. ففي آخر المطاف، يبقى ضغط الصراع الطبقي هو المفسر
للانقسامات، و تغيير المواقع...الخ
فتيار المندمجين يعبر عن منظور/مصالح التكتل الطبقي
السائد الذي توجد في قلبه المؤسسة الملكية
و تيار "الهرولة الجديدة" يعبر عن منظور/مصالح
البرجوازية المتوسطة و الفئات العليا من البرجوازية الصغيرة. فهذه الطبقات "الوسطى"
معروفة بمواقفها الغير قارة نتيجة التناقض الموجود بين طموحها في التسلق الاجتماعي
و احتلال مواقع متقدمة ضمن الطبقات
السائدة و في محيط الحاكمين، و بين استحالة تحقيق هذا المطمح في إطار تشكيلة
اجتماعية تتقلص(عدديا) قمتها شيئا فشئيا، تلك القمة التي تتوسع قاعدتها الاقتصادية
بشكل كبير، و تتقوى سيطرتها السياسية، مما يشكل السد المنيع أمام طموحات الطبقات
الأخرى. بطبيعة الحال يمكن لأفراد تخلوا عن قضايا الكادحين، و تنكروا لماضيهم النضالي أن يجدوا مقاعد بجوار النافذين، لكن خدمة للطبقات السائدة. يمكن لك أن
تصبح من وجوه سياسة النظام و تتمتع بمختلف ملذات الحياة، شريطة أن تقطع مع ماضيك،
و تتنكر للأهداف التي استنشد من أجلها أعز أبناء و بنات هذا الشعب العزيز و في مقدمتهم
شهداء الحركة الماركسية اللينينية المغربية، أمثال زروال، و سعيدة، و جبيهة، و
بوعبيد حمامة، و التهاني و العشرات من القاعديين...الخ
التيار الثالث، يعبر موضوعيا عن مطامح/مصالح مختلف
الطبقات الشعبية التي تعاني من الاستغلال، و الإقصاء و التهميش، و هذا رغم ضعف
التأطير، و التشتت التنظيمي...الخ
و سأكتفي بالإشارة
إلى بعض الحالات التي تحولت إلى "بنادق" يستخدمها النظام لإطلاق الرصاص
على الحقوقيين الجادين، و على السياسيين المعارضين
1- احمد حرزني الذي عين أخيرا سفيرا متنقلا/متجولا للدفاع
عن ما يقوم به النظام في مجال حقوق الانسان,
كان من أبرز مؤسسي أول
تنظيم ماركسي لينيني مغربي (مارس 1970)، ثم المؤسس الرئيسي لتنظيم "لنخدم
الشعب" آخر سنة 1971، بعد الابتعاد عن تنظيمه الأصلي، متهما رفاقه بالإصلاحية
و التحريفية. اعتقل بداية 1972 و هو "حامل لمسدس تهيئا للكفاح المسلح".
كان ينعتنا نحن مناضلي
"إلى الأمام" بالإصلاحيين و التحريفيين.
منذ بداية التسعينيات،
تحول حرزني إلى أحد المدافعين الأساسيين على سياسات النظام في مختلف المجالات و في
مقدمتها مقاربة النظام لملف القمع السياسي. عين حرزني يوم السبت 6 فبراير 2016 من
طرف القصر كمحامي الاستبداد المخزني في المحافل الدولية.
2 – محمد الحبيب الطالبي،
الذي جعل من إعلام الاتحاد الاشتراكي سلاحا لمحاربة رفاق الأمس، لمحاربة القوى
المعارضة للنظام، و تشويه مواقف الحقوقيين الجادين...الح.
كان الطالبي من
المؤسسين الأساسيين لأول تنظيم ماركسي لينيني (مارس 1970)، بجانب حرزني، من قادة
"23 مارس"، من قادة "منظمة العمل الشعبي"، من مؤسس
"الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، و ذلك قبل أن يلتحق بالاتحاد الاشتراكي
للقوات الشعبية و يحتل موقعا متميزا في إعلام هذا الحزب.
كان الطالبي مناضلا
اتحاديا في الستينات، انخرط في شبيبة حزب البعث عندما كان في سوريا، و ذلك قبل أن
يعود إلى المغرب ليساهم في تأسيس الحركة الماركسية اللينينية المغربية. كان أكبر
منظر "ماركسي لينيني" في بداية السبعينات، تعلمنا منه الكثير، باستثناء
"تغيير الجلد " و التنكر للشهداء، و الالتحاق بقاطرة المنهزمين و
....الخ
خلاصة القول: إن قاطرة الصمود، قاطرة الممانعة، قاطرة المقاومة، قاطرة التغيير الجدري "نحو
الأفق الأحمر تسير". هناك من ينزل في الطريق، هناك من ينزل لركوب قطار
الاستبداد المخزني، لكن من المؤكد أن الصاعدين أكثر من النازلين. إن مآل المهرولين نحو الفتات لن يكون سوى قمامة
التاريخ. فالنظام المغربي بارع في استغلال "المنتوج الجديد" قبل رميه في
المزبلة.
ملحوظة: لم أتطرق لمصير الحركة الاتحادية، و لا لمصير الحركة الإسلامية، متمنيا
أن تأتي المبادرة من "أهل الدار".
المحمدية، يوم الثلاثاء 9 فبراير 2016
على فقير، عضو اللجنة
الوطنية للنهج الديمقراطي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire