انتخابات فرنسا، "انتخابات" المغرب: رهاناتهم و رهاناتنا.
استعدادات جارية في
فرنسا، و جارية في المغرب من أجل "الاستحقاقات"، "البرلمانية"
عندنا و الرئاسية عندهم.
قبل المرور إلى الرهانات،
يجب تسطير الفرق الشاسع بين ما يجري عندهم، و ما يجري عندنا.
ففي الديمقراطية
البرجوازية الفرنسية، لكل صوت مواطن أو مواطنة قيمة. فالبرجوازية تعتمد أساسا على الإيديولوجية
عامة وعلى الإعلام خاصة، لتأمين سيطرتها، هذا لا يمنعها من الالتجاء إلى القوة
لردع الجماهير الشعبية في حالة تغيير موازن القوة. حالة مايو 1968 بفرنسا أحسن
مثال.
و في واقع نظامنا القروسطوي، فالمغاربة، نساء
ورجال، يعاملون كرعايا. فعبر وزارة الداخلية، يتحكم النظام في المسلسل بكامله: من
تهيئ اللوائح إلى إعلان "النتائج"، مرورا بتوزيع المقاعد حسب اكراهات و
حاجيات المرحلة. تبقى لانتخابات مجرد مسرحية، تولد مؤسسات لا قيمة فعلية لها في
تحديد الاختيارات الإستراتيجية، و "المنتخبون" مجرد كائنات لا يمكن لها
مناقشة قرارات رئيس الدولة رغم أنها هي الحاسمة في أهم القضايا.
1 – رهانات الانتخابات الفرنسية
لسنة 2017
فرغم كون زيارتي لفرنسا تبقى
عائلية، فهذا لا يمنعني من التقاط بعض الإشارات، من ضمنها:
-
لم أجد أحدا مستعد للتصويت لصالح مرشح الحزب الاشتراكي في الدور الأول
-
هناك من يعتزم التصويت لصالح اليسار الراديكالي
رغم استحالة فوزه.
-
جزء مهم من الأنصار التاريخيين لليسار
الكلاسيكي يفضل التصويت ل "الان جيبي" في حالة ترشحه لقطع الطريق أمام
اليمين المتطرف.
حظوظ ساركوزي تبقى ضعيفة، لكن لا يجيب تناسي الطبيعة المافيوزية لساركوزي
الماكر، و الذي سوف لن يتردد في اللجوء إلى وسائل من شأنها خلق مفاجئات غير سارة
بالنسبة لمنافسيه.
-
في الدور الثاني، مواجهة اليمين الكلاسيكي – اليمين المتطرف تبقى
الاحتمال الوارد. هناك من يعتزم المقاطعة، و هناك العديد من يعلن عن نيته
التصويت لصالح اليمين الكلاسكي، خصوصا إذا كان ممثلا ب الآن جيبي. Un vote par défaut
إذن، هناك رهانات حقيقية ستحسمها صناديق الاقتراع و ليس وزارة الداخلية.
2 – رهانات "الانتخابات"
المغربية ل أكتوبر 2016
يمكن تلخيص اهتمامات
الملاحظين بمسرحية أكتوبر في النقط الآتية:
-
ما هو الاختيار المرحلي للنظام تجاه
الثنائي: حزب العدالة و التنمية و حزب الأصالة و المعاصرة، كوجهين لعملة واحدة؟
-
ما هي الوجوه المختارة من "اليسار
الديمقراطي" و من "الجهاديين" لتأثيث زريبة شارع محمد الخامس
بالرباط؟
-
ما هي الأهمية الحقيقة لمقاطعة
المسرحية من طرف الجماهير الشعبية؟ هذا المعطى لا يأتي من أبواق الرباط بل من تتبع
الواقع عبر التواجد الميداني و المعطيات المحلية. فهم وزارة الداخلية هو إعلان
نسبة عالية تخالف الحقيقة.
-
كيف ستتعامل الدولة مع القوى المقاطعة؟
(حق استعمال وسائل الإعلام العمومية، توزيع نداءات المقاطعة، تنظيم مهرجانات،
مسيرات...)
-
كيف ستتعامل جماعة العدل و الإحسان مع
المسلسل؟ هل ستتجاوز موقفها اللامنطقي: "الانتخابات لا تهمنا"، و في
الوقع تدعم "الإخوان" في العدالة و التنمية "لقطع الطريق أمام
العلمانيين"...الخ
كيفما كان الحال، و
لاعتبارات مختلفة، فتتبع "الانتخابات" المخزنية و الانتخابات الفرنسية، يبقى
شيئا مهما.
الاثنين، 22 غشت 2016
على فقير
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire