الأزمات تولد "الاجتهادات"
- المصالحة مع
الدولة، التوافق الطبقي، المقاولة المواطنة...
-ضرورة مراجعة الماركسية، لقد تغيرت الطبقة العاملة(ههه).
-لنستلهم من المثقفين الغربيين بالنسبة للبعض، او من ظلامي الخليج بالنسبة للآخرين...
- بما أنه لا وجود للطبقة العاملة بمفهومها الماركسي فلا ضرورة لتأسيس حزبها الماركسي.
-لا بديل عن الانتخابات، و على المخزن أن يكون حكم "الاستحقاقات".
المنسي في هذه "الاجتهادات" أن جوهر الرأسمالية لم يتغير: الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، العمل المأجور و الاستغلال الذي يشكل فائض القيمة شكله المادي، و أن ملايين من العمال و العاملات في المغرب يعيشون واقع لا يختلف في جوهره و شكله عن واقع الطبقة العاملة في ارويا خلال القرن التاسع عشرة.
على مختلف المنظرين أن ينتقلوا إلى معامل الدار البيضاء، المحمدية، القنيطرة، اسفي، طنجة، فاس....و إلى ضيعات سوس ماسة، الغرب، دكالة، بركان، السايس، العرايش... ان ينتقلوا إلى مراكز الإنتاج لمعاينة الواقع.
لقد أصبح آخر كتاب صدر في الغرب مرجعية البعض، و آخر فتوى نطق بها جهال الشرق مرجعية آخرين.
لقد "تحول" العديد من التائهين إلى مروجي لبضاعات فاسدة جلها تأتي من الخليج الرجعي و من الغرب الإمبريالي، هدفها التشكيك في الفكر الثوري، في حقيقة الصراع الطبقي، في ضرورة التغيير الثوري ، في ضرورة بناء أدوات هذا التغيير و في مقدمتها حزب الطبقة العاملة المنظم لعموم الكادحين و الكادحات.
فحذري من الانهزامية، من التشكيك، من المراهنة على المخزن و "مناوراته" المعتادة.
و حذري من بعض الأفراد الذين يراهنون عن دعم أمريكا الإمبريالية و الحركة الصهيونية لفرض بعض مطالبهم داخل الحركة الأمازيغية.
القضية الأمازيغية قضية الشعب المغربي قاطبة، قضية عادلة يتبناها أحرار و حرائر المغرب، هؤلاء الأحرار و الحرائر الذين يدعمون القضايا العادلة عبر العالم، و في مقدمتها القضية الفلسطينية.
فمتى كانت الامبريالية، و الصهيونية و الرجعية قوى تحررية؟
على اوحماد فقير، إفريقي أمازيغي عربي، و أممي فوق كل شيء.
-ضرورة مراجعة الماركسية، لقد تغيرت الطبقة العاملة(ههه).
-لنستلهم من المثقفين الغربيين بالنسبة للبعض، او من ظلامي الخليج بالنسبة للآخرين...
- بما أنه لا وجود للطبقة العاملة بمفهومها الماركسي فلا ضرورة لتأسيس حزبها الماركسي.
-لا بديل عن الانتخابات، و على المخزن أن يكون حكم "الاستحقاقات".
المنسي في هذه "الاجتهادات" أن جوهر الرأسمالية لم يتغير: الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، العمل المأجور و الاستغلال الذي يشكل فائض القيمة شكله المادي، و أن ملايين من العمال و العاملات في المغرب يعيشون واقع لا يختلف في جوهره و شكله عن واقع الطبقة العاملة في ارويا خلال القرن التاسع عشرة.
على مختلف المنظرين أن ينتقلوا إلى معامل الدار البيضاء، المحمدية، القنيطرة، اسفي، طنجة، فاس....و إلى ضيعات سوس ماسة، الغرب، دكالة، بركان، السايس، العرايش... ان ينتقلوا إلى مراكز الإنتاج لمعاينة الواقع.
لقد أصبح آخر كتاب صدر في الغرب مرجعية البعض، و آخر فتوى نطق بها جهال الشرق مرجعية آخرين.
لقد "تحول" العديد من التائهين إلى مروجي لبضاعات فاسدة جلها تأتي من الخليج الرجعي و من الغرب الإمبريالي، هدفها التشكيك في الفكر الثوري، في حقيقة الصراع الطبقي، في ضرورة التغيير الثوري ، في ضرورة بناء أدوات هذا التغيير و في مقدمتها حزب الطبقة العاملة المنظم لعموم الكادحين و الكادحات.
فحذري من الانهزامية، من التشكيك، من المراهنة على المخزن و "مناوراته" المعتادة.
و حذري من بعض الأفراد الذين يراهنون عن دعم أمريكا الإمبريالية و الحركة الصهيونية لفرض بعض مطالبهم داخل الحركة الأمازيغية.
القضية الأمازيغية قضية الشعب المغربي قاطبة، قضية عادلة يتبناها أحرار و حرائر المغرب، هؤلاء الأحرار و الحرائر الذين يدعمون القضايا العادلة عبر العالم، و في مقدمتها القضية الفلسطينية.
فمتى كانت الامبريالية، و الصهيونية و الرجعية قوى تحررية؟
على اوحماد فقير، إفريقي أمازيغي عربي، و أممي فوق كل شيء.
**********
السياحة الراقية، اختيار استراتجي منذ الستينات
على فقير
أولا- السياحة في مختلف المخططات الاقتصادية منذ
"الاستقلال".
1-المخطط الثنائي 1958-1959: لا حديث عن السياحة
كقطاع مستقل له أهمية خاصة، فهو مخطط انتقالي ركز بالأساس عن التجهيز.
2-المخطط الخماسي1960- 1964او مخطط محاولة بناء
اقتصاد و طني مستقل.
من تهيئ حكومة عبد الله إبراهيم . فقد لعب
عبد الرحيم بوعبيد، وزير الاقتصاد أنذلك، و فريق ديوانه الشيوعي (ابراهام السرفاتي،
عزيز بلال، و محمد الحبابي)، دورا مهما في تحديد أولويات المخطط(الصناعة، الفلاحة،
تكوين الأطر). و للتذكير فقد استقل السرفاتي و بلال من الديوان بعد حذر الحزب
الشيوعي في ظل حكومة عبد الله ابراهيم، وبقي الحبابي الذي انسحب من الحزب و التحق ب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
3-المخطط الثلاثي 1965- 1967 أو مخطط تعميق التبعة
للخارج.
منذ أن أصبح ملكا، اعتمد الحسن الثاني عن
برجوازيين ليبراليين بقيادة ريضا كديرة، عن كبار ملاكي الأراضي الكبار الشبه
الإقطاعيين بقيادة المحجوب أحرضان، و على الأطر العسكرية التي تربت وسط الجيش
الاستعماري و تمرست في العدوان على شعوب "الهند-االصينية"، وذالك من أجل
ضرب مكتسبات حكومة عبد الله إبراهيم الإصلاحية، و تحديد اختيارات إستراتيجية،
اختيارات تعتمد قمع المعارضة داخليا، تعميق التبعية للامبريالية عامة و
للامبريالية الفرنسية خاصة على المستوى الدولي.
لقد ترجم المخطط الثلاثي 1965-1967 الأولويات
الاقتصادية الجديدة في القطاعات الآتية:
-الفلاحة المخصصة للتصدير (تشييد السدود الكبرى،
مكاتب جهوية للاستثمار لفلاحي ORMVA، تطوير المراكز الفلاحيةCT ، تسهيلات ضريبية، توزيع الأسمدة و أجود البذور،
تسهيل عملية الحصول على القروض...)، ظهور بعض وحدات الصناعة-الفلاحية...
-شكلت السياحة الرهان الثاني في المخطط الثلاثي،
حيث حضي القطاع بجميع التسهيلات عبر مؤسسة "القرض العقاري و السياح"/CIH... اتجهت جل الاستثمارات،
العمومية والخاصة، المغربية و الأجنبية، نحو
البني التحية للسياحة الراقية...
4-المخطط
الخماسي1968-1972 يؤكد من جديد على أولوية
الفلاحة التصديرية و السياحة في التنمية الاقتصادية، مما عمق الاتكال على الخارج و
التبعية للامبريالية.
5-المخطط الخماسي
1973-1977: بعد محاولتي الانقلاب العسكريتين، و أحداث أخرى، ومع احتداد الصراع
الطبقي خلال بداية السبعينات، حاولت الدولة تغيير (نسبيا) أولوياتها، مما جعلها
تسمي المخطط الخماسي 1973-1977: مخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ففي هذا
الإطار يمكن فهم عملية "المغربة"، و توزيع بعض الأراضي على الفلاحين
الفقراء ، و الانفتاح على القوى السياسية الملكية الإصلاحية ، وذلك موازاة مع
القمع الجهنمي الذي تسلط على القوى الثورية (الإعدامات، الاختطافات، تشريد
القبائل...). لم تعد السياحية من
أولويات هذا المخطط.
6-المخطط الثلاثي
1978-1980 : غابت السياحة كأولوية
في المخطط الثلاثي، و كذلك في المخطط الخماسي 1983-1987 اللذان يجعلان من قضية
الصحراء إحدى أولوياتهما.
و منذ الثمانينات، و
الدولة تسهر على تطبيق توصيات المؤسسات المالية الدولية في إطار ما
يسمى"بسياسة التقويم الهيكلي"PAS (الخوصصة، التوازنات
الماكرو-الاقتصادية، تقليص الاعتمادات المخصصة للقطاعات الاجتماعية...).
ثانيا- السياحة في عهد ما بعد المخططات.
بعد إحداث وزارة خاصة بالسياحة، و بعد التخلي عن
"مخططات التنمية"، اعتمدت الدولة بديلين: "المبادرة الوطنية
للتنمية" (2005) كبديل عام، و " الرؤى" (2010، 2020...) الخاصة
بقطاع السياحة، ومشاريع قطاعية أخرى...
عاد الرهان على السياحة منذ أن تقلد فتح الله ولعلو وزارة الاقتصاد،
فتم الإعلان سنة 2001 عن رؤية 2010 لتحويل هذا القطاع مرة أخرى إلى محور رئيسي و"رافعة للتنمية وتحويل المغرب إلى أهم
وجهات السياحة العالمية"...
لقد أكد رئيس الدولة في خطاب العرش بمراكش
سنة 2001 ، على ضرورة جعل من قطاع السياحة، قاطرة قوية للتنمية الاقتصادية...
بعد 10 سنوات من
انطلاقها، لم تحقق "رؤية 2010" أهم أهدافها: فبدل المساهمة في الإنتاج
الإجمالي المحلي ب20% لم تتعد هذه المساهمة 11 %، و من 160الف سرير جديد لم يتحقق إلا حوالي 4500 ،أما 600 ألف منصب شغل
المبرمجة، فالحكومة عاجزة عن تقديم أرقاما مقنعة بعد نهاية مخطط الرؤية، و قد بلغ
عدد السياح 9مليون بدل 10 مليون الموقعة(من ضمنهم الوافدين المغاربة المقيمون
بالخارج).
رغم فشل الدولة في تحقيق العديد من أهداف
"رؤية 2010"، وقبل ثلاث سنوات من انتهاء العمل بها ، طلب رئيس الدولة من الحكومة إعداد "رؤية
2020"، وبدل الاستفادة من الأعطاب التي عرفتها "رؤية2010"، فقد حدد
مشروع الرؤية الجديدة أهدافا سوف لن يتحقق منها الكثير ، لأنها غير واقعية: "
تحويل المغرب إلى أهم الوجهات السياحية العشرين في العالم واستقبال 20 مليون سائح
وإحداث 200 ألف سرير فندقي وحوالي 500 ألف منصب شغل ومساهمة القطاع في رفع مستوى
الناتج الخام الداخليPIB ليصل إلى 150 مليار درهم بدل 55 مليار سنة 2010."(منقول).
ثالثا – 55 سنة بعد أن أصبحت
السياحة اختيارا استراتيجيا.
منذ أن أصبح ملكا،ربط الحسن الثاني و فريقه،
البلاد بالخارج معتمدا على الفلاحة التصديرية، و على السياحة، خدمة لكتلة ملاكي
الأراضي الكبار، و للرأسماليين الكمبرادوريين المحليين و للرأسمال الأجنبي...و ذلك
من أجل "جلب العملة الصعبة" للأداء فواتير الاستيراد، و تغطية مختلف
مصارف الدولة و المخزن. و للتذكير، فان المعاملات مع الخارج تتم بالعملات الخارجية
(الأورو و الدولار بالأساس). لا قيمة للدرهم خارج المغرب.
إذا كانت السياحة تساعد على توفير الاحتياط من
العملة الصعبة، فان لهذا الاختيار كلفة باهظة و نتائج سلبية قاتلة: - إهمال
القطاعات المنتجة (الصناعة...)، تدمير البيئة، دوس حقوق الأجراء (عدم الالتزام
بمدونة الشغل...)، تسهيلات ضريبية (10% بدل 20% بالنسبة للضريبة على القيمة المضافة...).
علينا أن لا ننسى شعار القطاع:FFF(foncier,
financement, fiscalité)، بمعنى: العقار شبه مجاني،
تسهيلات في تمويل المشاريع السياحية، و تخفيضات ضريبية.
لقد حولت السياحة الراقية المغرب إلى جنة حقيقية
للعديد من الأوساط "المحرومة" من "ملذات الحياة"، كالخليجيين
الباحثين عن الجنس و الكحول...و الغربيين الهاربين من قوانين صارمة تمنعهم من
اغتصاب الأطفال، و تناول بسهولة المخدرات...
فبدل بناء اقتصاد وطني مستقل، هدفه الأول تلبية
احتياجات الجماهير الشعبية، فان الدولة المغربية قد اختارت ربط بلدنا بالسوق
العالمية، بالامبريالية عامة، و بالمؤسسات المالية خاصة...ففي هذا المنظور يندرج
اختيار القطاع الفلاحي التصديري، و السياحة الراقية، بحجة توفير "العملة
الصعبة".
و للتذكير، فان مصادر"العملة الصعبة"
متعددة: التصدير، تحويلات مغاربة الخارج، السياحة الراقية، المتاجرة في الجنس،
المتاجرة في المخدرات (كيف يمكن تفسير احتلال مدينة الناضور المرتبة الثانية بعد
الدار البيضاء في المعاملات البنكية البنكية؟ flux monétaire) .
فبدل أن تتحول السياحة إلى "قاطرة
للتنمية" فإنها تحولت إلى معيق حقيقي أمام بناء اقتصاد وطني مستقل، و ذلك
بتدمير البيئية، بإشاعة الهشاشة في ميدان الشغل، بتقليص المداخل الضريبية، بنشر
تجارة الجنس، و المخدرات...الخ
ابريل 2020
***************
حول الطبقات الوسطى بالمغرب
على فقير
تقديم
1- الطبقة الوسطى أم الطبقات
الوسطى؟
العديد من الأوساط المثقفة تتحدث خطئا عن الطبقة الوسطى، وهي تشير بدون شك إلى البرجوازية المتوسطة عامة ، وإلى الشريحة المثقفة منها خاصة.
فهؤلاء يغيبون العاقات مع وسائل الإنتاج و الموقع في علاقاته، حيث يقتصر تعريفهم هذا على مقاربة علم الاجتماع البرجوازي الذي يرتكز على أهمية الدخل، على المستوى التعليمي، على نمط العيش...ومن هنا يعتبرون أن ازدهارالطبقة" الوسطى يضمن الاستقرار,
2-
الطبقات الوسطى بين من و من؟
نجد في نمط الإنتاج الرأسمالي، طبقتين أساسيتين: الطبقة البرجوازية الرأسمالية و الطبقة العاملة، وبن الطبقتين طبقات تختلف فيما بينها ليس فقط في أهمية الدخل، بل وبالأساس في العلاقات مع وسائل الإنتاجية )الملكي.ة...(، وفي علاقات الإنتاج )الاستغلال...(
3- تذكير بمرتكزات التحليل الطبقي.
يمكن تعريف التشكيلة الاجتماعية "بمجمل الطبقات الاجتماعية المتواجدة ومختلف العاقات )الاقتصادية و ا لسياسية و الثقافية و الاجتماعية … (التي تربط بعضها بالبعض. ويبقى العنصر الأساسي في تطور وتغيير التشكيلة الاجتماعية هي : التناقضات الداخلية تناقض المصالح( والصراعات الناتجة عنها )الصراع الاقتصادي، الصراع السياسي، الصراع الفكري…(. لا يمكن الحديث عن التشكيلة الاجتماعية في المجتمعات الطبقية، خارج الثنائي :التناقض والصراع.
إن التناقض في المصالح مرتبط بوضعية كل طبقة اجتماعية في الهرم الطبقي. ويمكن تحديد كل طبقة اجتماعية انطلاقا من عناصر موضوعية يصعب الخلاف حولها. أما الصراع الطبقي بمختلف أوجهه، فتحدده عدة عوامل أغلبها ذاتية، وفي مقدمتها الوعي الطبقي، والانخراط في مشروع مجتمع بديل عبر النضال والتنظيم …
ولتحديد الانتماء الطبقي فإننا نعتمد على العناصر الآتية :
أ- العلاقات بوسائل الإنتاج: هل يمتلك
الفرد وسائل الإنتاج التي يشتغل بها/فيها أم لا؟
ب - الموقع داخل علاقة الإنتاج: هل يستغل )بكسر الغين( الفرد الآخرين أم لا ؟ وهل يستغل )بفتح الغين( الفرد من طرف آخر أم لا ؟
ت - الموقع داخل الهرم الإداري-التسيير-التدبير: هل للفرد مكانة مهمة في موقع القرارات المتعلقة بسياسات المقاولة-المؤسسة أم لا ؟
ث - أهمية الدخل: يشكل مستوى الدخل، مقارنة بمستوى الأجور )في حالة المقاولة الرأسمالية مثلا( ومقارنة بالمعدل العام للمداخل، عنصرا مهما في تحديد الانتماء الطبقي أو الفئوي...
يشكل العنصران الأول و الثاني المقياس الأساسي في عملية تحديد الانتماء الطبقي في مجتمع تسود فيه المقاولة الرأسمالية الخاصة، كما يشكل العنصران الثالث والرابع المقياس الأساسي في عملية تحديد الانتماء الطبقي في المقاولات-المؤسسات العمومية وفي إطار سيادة علاقات "رأسمالية الدولة". وفي هذا الإطار لا يمكن تصنيف مدراء المقاولات والمؤسسات العمومية والخاصة المغربية، وكذلك مختلف الأطر العليا للدولة، إلا في خانة الطبقات السائدة، لأنها تحتل المناصب الإستراتيجية في إطار قسمة العمل، و تتصرف في وسائل الإنتاج كفئة من الرأسماليين العاديين رغم أنها لا تمتلك قانونيا هذه الوسائل. و بشكل عام، يمكن أن نقول أن العناصر الأربعة ت.بقى في غالب الأحيان متداخلة ومتكاملة يبقى هذا كله تعريفا عاما، يعتمد الميولات الأساسية، ويبقى مطروحا على المناضلين الاجتهاد في الحالات والمعطيات المرتبطة بالواقع الملموس
وللاستئناس أقدم التعريف اللينيني للطبقات الاجتماعية :
" إن ما نقصده بالطبقات هي مجموعات كبيرة من البشر تتميز من بعضها بحسب الموقع الذي تحتله في نظام إنتاج اجتماعي محدد تاريخيا وكذلك بحسب ما لها من علاقات بوسائل الإنتاج وهي عاقات تضبطها وتكرسها قوانين معينة في أغلب الأحيان وكذلك بحسب دورها في التنظيم الاجتماعي للعمل أي حسب الطرق التي تحصل بها على الثروات الاجتماعية وما تحوزه منها. إن الطبقات هي مجموعات من الناس يستطيع بعضهم ابتزاز عمل الآخرين لا لشيء إلا أنهم يحتلون موقعا متميزا في بنية معينة من الاقتصاد الاجتماعي. إن الواضح هو أن إلغاء الطبقات نهائيا لا يتطلب مجرد الإطاحة بالاستغلاليين والملاكين العقاريين الكبار والرأسماليين أو إلغاء ملكيتهم، بل يجب كذلك إلغاء كل أشكال ملكية وسائل الإنتاج وردم الهوة بين المدينة وا.لريف و بين العمال اليدويين والمثقفين..."
أهم
الطبقات الوسطى.
أولا- البرجوازية المتوسطة.
1-
البرجوازية الرأسمالية المتوسطة.
تتموقع البرجوازية الرأسمالية المتوسطة بن البرجوازية الرأسمالية الكبيرة و البرجوازية الصغيرة، في قطاعات الصناعة، و الخدمات، والفلاحة. تتمركز بالأساس في المقاولات المتوسطة والصغرى/PME و في المقاولات الصغرى جدا/ TPM ، وهي رأسمالية في جلها، و تعد بالعشرات من الآلف، تتمركز بالأساس في قطاعي التجارة والخدمات )حوالي%70 ).
أ-من مميزات البرجوازية المتوسطة الرأسمالية (القانون00-53 ).
• التشغيل : بين 10 و 200 أجير بالنسبة للمقولات الصغرى والمتوسطة/PME، وأقل من 10 أجير وأقل من 3مليون درهم كرقم المعاملات بالنسبة للمقولات الصغرى جدا .TPE
• رقم المعاملات السنوي: أقل من 75مليون درهم.
• مجموع " الحصيلة " المحاسبتية bilan comptable اقل من 50 مليون درهم
• يسهر على التسيير أو التدبير أشخاص ذاتيين من مالكي المقاولات.
ب - أهمية البرجوازية المتوسطة الرأسمالية في الاقتصادي الوطني.
• تشكل حوالي % 95 من مجموع المقاولات الرأسمالية،
• تشغل حوالي % 50 من اليد العاملة
• تساهم بحوالي % 40 من الإنتاج الوطني la production
nationale
• تساهم بحوالي % 20 في الناتج الداخلي الخام PIB
• تشكل صادرتها حوالي % 30 من مجموع الصادرات
• يشكل حجم استثماراتها حوالي% 50 من مجموع استثمارات القطاع الخاص.
ت- من خصائص البرجوازية الرأسمالية المتوسطة :
• ممركزة في قطاعي الت . جارة و الخدمات )حوالي 70 % من المجموع(
• اقل من 100 الف. منخرطة في صندوق الضامن الاجتماعي
• فقط حوالي 40 الف تقدم سنويا "الحصيلة المحاسباتية/ bilan comptable
• فقط، حوالي 2000 مقاولة تتوف.ر فيها شروط لتمويل البنكي الكلاسيكي.
• انعدام الشفافية المحسابتية/ manque de transparence
comptable
• الضعف في الإنتاجية و في المساهمة في القيمة المضافة المنتجة )حوالي% 20 (.
• لا تساهم إلا بحوالي % 20 في الضريبة على لشركات، وبحوالي % 30 في الضريبة على الدخل.
• ارتفاع عدد الإفلاسات/الإغلاقات ( 8439 وحدة خلال
سنة 2019 .)
ث- التنظيم المهني : أغلبية المقاولات
الصغيرة و المتوسطة، والمقاولات الصغيرة جدا منظمة في غرف)الصناعة، التجارة، الحرف...(، وفي الكنفدرالية المغربية للمقاولات الصغرى والمتوسطة/PME والمقاولات الصغيرة جدا/ TPE
وفي إطار الاتحاد العام لمقاولات المغرب CGEM
من المطالب الموجهة للمديرية العامة للضرائب DGI من طرف هذه الشريحة الرأسمالية، إعفائها من العديد من الضرائب، كما تطالب من صندوق الضمان الاجتماعي إعفائها من المساهمات الاجتماعية.
يصعب الحديث عن تنظيم سياسي يؤطر هذه الشريحة من البرجوازية المتوسطة.
2-
شريحة البرجوازية المتوسطة الغير الرأسمالية.
تضم هذه الشريحة كل من الأطباء، الأساتذة الجامعيين، المحامين، المهندسين، الأطر الإدارية العليا في القطاعين العام والخاصة وفئات أخرى من المثقفين ذوي الدخل العالي...
تلعب هذه الشريحة دورا نشيطا في الصراع الطبقي، نقابيا وسياسيا، حيث تتحكم في جل القيادات النقابية و السياسية، و الجمعوية، إنها تعبر في العمق عن مصالح البرجوازية المتوسطة عامة وعن طموحاتها في تشييد مجتمع ديمقراطي ليبرالي دون المساس "بثوابت الأمة" الثلاثة. هذا ما يجعلها تقف بجانب المخزن في لحظات احتداد الصراع الطبقي، وذلك خوفا من الثورة الشعبية الراديكالية.
جل القيادات السياسية والنقابية تنتمي لهذه الشريحة من البرجوازية المتوسطة.
3-
الخلاصة العامة: الرهان على البرجوازية المتوسطة" في سيرورة التغيير رهان قاتل استراتيجيا، و ذلك رغم أهمية دورها في طرح بعض المطالب الديمقراطية مرحليا.
ثانيا - البرجوازية الصغيرة:
تتشكل هذه الطبقة من الأفراد الذين يمتلكون أرضا، أو رأسمالا أو مهارة أو معرفة تسمح لهم بأن يعيشوا دون استغلال الآخرين ودون أن يستغلوا من طرف الآخرين )ويشكل الاستغلال عنصر ثانوي إذا ما حدث(.
أ- البرجوازية الصغيرة الحضرية :
وتتكون بالأساس من الحرفيين والصناع التقليديين الصغار والمتوسطين، والتجار الصغار والمتوسطين، وموظفي الدولة الصغار وأصحاب المقاهي، والحلاقين…
ب- البرجوازية الصغيرة القروية :
وتتكون من الفلاحين المتوسطين، ومربي الماشية ومن كل الذين لا يحتاجون إلى عمل الآخرين إلا في حالة نادرة، ومن الذين لا يحتاجون إلى البحث عن العمل من أجل العيش.
تتميز البرجوازية الصغيرة بالتذبذب السياسي و الانتهازية في اتخاذ المواقف، لكنها تبقى موضوعيا طبقة تقدمية في الواقع الراهن. ففي الستينات والسبعينات، كانت أغلب شرائحها مؤطرة سياسيا و نقابيا من طرف الحركة التقدمية، لكن هذا التأطير تراجع في الوقت الراهن بشكل كبير. تذبذبها راجع إلى كونها تملك"رأسمال" صغير تطمح إلى تطويره
من جهة، و إلى كونها كادحة. من جهة
أخرى.
ثالثا- أشباه البروليتاريا)أو أشباه العمال(
تتشكل هذه الطبقة من الأفراد الذين لا يملكون )أو يملكون بشكل غير كافي) ما يحميهم من الاستغلال، حيث يضطرون إلى بيع قوة عملهم )عينيا أو نقديا(
أ- أشباه البروليتاريا الحضرية :
وتتكون هذه الطبقة من فئات عريضة كالحمالة، والباعة المتجولين، والفراشة،
وحراس الليل وخصوصا من آلاف العاملين ك"متعلمين" أو كمياومين في مختلف
المقاولات الحرفية والصناعية...
ب- أشباه البروليتاريا في البادية :
وتتكون من الفلاحين الفقراء )يملكون بعض القطع الصغيرة من الأرض وبعض
رؤوس الماشية لا تستجيب لحاجيتهم الأساسية( ، ومن المواطنين بدون أرض ولا ماشية … كل هؤلاء يلتجئون إلى العمل كخماسة، أو رباعة أو رعاة )رعاة(... . فالشبه البروليتاري عامة مستعد للتخلي عن "نشاطه" لالتحاق بالعمل داخل المقاولات الرأسمالية عند الطلب.
يشكل أشباه البروليتارية أهم جيش احتياطي للصناعة و البناء و الأشغال العمومية ... وهم غير مؤطرين نقابيا وسياسيا، لكنهم يوجدون في قلب المقاومة الشعبية خصوصا . منذ انطلاق حركة 20 فبراير المجيدة.
مارس 2020
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire