تأمل غداة فاتح مايو 2016
مر فاتح مايو "المغربي"
بعنوان كبير: "الحركة النقابية في تدني مستمر، مثلها في ذلك مثل النظام
السائد".
البديل ، النضال من أجل البديل، لا يمكن أن
يقتصر على جبهة دون الجبهات الأخرى. التشكيلة الاجتماعية، بمختلف بنياتها التحتية
و الفوقية، واقع معقد، مركب، متداخل المكونات، و هي قابلة، بل مطروحة للهدم الكلي
من أجل تشييد مجتمع جديد.
فكيف تعاملت المركزيتان التقدميتان،
كدش و امش، مع فاتح مايو 2016؟
1 – أمش و المزيد من المخزنة
يجب الاعتراف أن التوجه
السائد داخل امش، لم يتغير منذ بداية الستينات، بل تعمقت علاقاته مع وزارة
الداخلية، و تواطئه مع الباطرونا، و ممارساته البيروقراطية الاستئصالية تجاه كل ما
هو حي في النقابة، و ذلك منذ وفاة المحجوب بن الصديق.
فتوسط (يوم فاتح مايو
2016) السيد المخاريق، أمينه العام محمد
ساجد، باطرون الاتحاد الدستوري، و الحاج محمد نبيل بن عبد الله، باطرون حزب التقدم
و الاشتراكية و وزير في حكومة بنكيران الإسلاموية, الحزب الذي ينتمي له السيد
الصديقي وزير الشغل...الوزير الذي يناصر في كل نزاع طرف الباطرونا، و يغض النظر عن
مختلف تعسفات الرأسماليين في حق الكادحين...الخ، هذا الجلوس بين رمز الرأسمال
الكبير، و بين رمز الهرولة نحو فتات المخزن يوضح بالملموس أن قيادة امش الحالية
اختارت، مهادنة الباطرونا و الولاء للمخزن،.
2 – كدش و الاستقلالية المفقودة
شاركنا، أنا و العديد من رفاقي، في
مسيرة كدش بالمحمدية أولا كنهج الديمقراطي الذي لبى (كالعادة) دعوة الاتحاد
المحلي، و كأحد مكوني "الجبهة المحلية بالمحمدية لمتابعة أزمة شركة
سامير" ثانيا. و للتذكير فقد اجتمعت مكونات "الجبهة" يوم السبت 30
أبريل 2016، و قررت (بالإجماع) المشاركة في مسيرة فاتح مايو في صفوف كدش.
قبل الانطلاق، ألقيت كلمات ثلاثة: كلمة
"الجبهة"، كلمة "الاتحاد المحلي"، و كلمة "المكتب
التنفيذي". كانت كلمة "الجبهة"
و "كلمة الاتحاد المحلي" في مستوى الانتظارات، حيث عكست روح المناسبة، و
ركزت على ما يوحد الطاقات المناضلة، و هذا في الوقت التي عكست كلمة المكتب التنفيذي
الاختيارات اليمينية لقيادة كدش، و التي تتجلى في التساؤلات العامة اللآتية:
-
ما معنى أن تبتدئ كلمة "القيادة العمالية"
بالهجوم على الدولة الجزائرية، و أن تحاول تأجيج النزعة الشوفينية؟
-
ما معنى أن تقوم "القيادة العمالية" بحملة
انتخابية سابقة لأوانيها لصالح المشاركة
في "انتخابات 7 أكتوبر 2016" المخزنية، و أن تهاجم "العازفين"
عن التصويت؟
-
لماذا تفادت كلمة "المكتب التنفيذي" مصطلحات
المخزن، الدولة... و ركزت فقط على "الحكومة"؟
-
خلافا لتقاليد الحركات العمالية التقدمية، لماذا استحضرت
كدش صور كبيرة لرئيس الدولة؟
فكيفما
يكون رئيس دولة ما، فان الحركات العمالية المناضلة تبقى بعيدة عن رموز الدولة،
تضمن استقلاليتها التنظيمي، و الفكري، و السياسي و "الوجداني"، و هذا
بغض النظر عن "لحب" الذي يحس به بعض أفراد قياداتها لهذه الرموز. و
القضية تصبح خطيرة في حالة الحركة النقابية المغربية، عندما نعرف أن المؤسسة
الملكية، الأسمنت الذي "يلحم" مكونات التكتل الطبقي السائد، قد أصبح
أكبر ملاك عقاري، و أكبر رأسمالي، و أن العديد من مقاولات "غول" أونا،
المحسوبة على المؤسسة الملكية، لا تحترم حقوق العمال.
خلاصة
عامة بعد فاتح مايو 2016 الباهت
-
الوحدة التنظيمية للحركة النقابية بالمغرب شعار متخاذل.
-
يجب التركيز، ليس فقط قولا، بل ميدانيا على النضال
الوحدوي و التضامني
-
يجيب فضح مختلف المواقف و الممارسات المهادنة تجاه
الباطرونا المفترسة، و المتملقة للمؤسسات المخزنية الساهرة على مصالح البرجوازية
الرأسمالية.
-
ضرورة الوعي بالحقيقة التالية: القيادة النقابية جزء لا
يتجزأ "مصلحيا"، و فكريا، و سياسيا من "المركب" المخزني
السائد، و من مهامها محاربة الفكر التقدمي/ فكر الطبقة العاملة، استئصال كل
الحساسيات الثورية، تعميق داخل العمال الفكر المحافظ، تقاليد الولاء، محاربة
العقلنة، محاربة الوعي الطبقي...الخ
و في
جملة واحدة: الرهان على القيادات الراهنة لتحقيق مكاسب عمالية، و بالأحرى للمساهمة
في تغيير الواقع و تشييد مغرب جديد، رهان قاتل.
على فقير
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire