لا تفضيل بين هذا
وذاك
عندما تغيب الطبقة العاملة كبروليتاريا حاملة
لمشروع مجتمع بديل، عندما تغيب أو تكاد تغيب أدوات التغيير الثوري المعبرة عن مطامح
الكادحين، فان مختلف الفئات و الطبقات الرجعية و المحافظة تدخل في صراعات داخلية من
أجل الاستعلاء على حصة الأسد، فان معبريها السياسيين و الفكريين يتقاتلون من أجل فرض
طريقة القسمة (حسب موازين القوة) و فرض " قيم" مجتمعية خاصة. هذا الاقتتال
الداخلي، سينتهي بمجرد تنامي دور العدو المشترك، أي دور الطبقة العاملة و عموم الكادحين.
ففي هذا الإطار يمكن فهم ما يجري (عموما) في العالم
العربي، و إلا كيف يمكن فهم "المعادلة" الآتية:
- حماس "تحارب" إسرائيل المغتصبة لأرض
فلسطين (دون إغفال أن حماس تضايق القوى التقدمية التي حملت السلاح ضد إسرائيل منذ الستينات،
و هنا لا أتحدث عن أمثال محمود عباس المهزومين)
- حماس تمول و تدعم من طرف قطر و وتركيا
- قطر و وتركيا تعترفان بإسرائيل
- تركيا عضو كامل العضوية في الحلف الأطلسي
- يشكل الحلف الأطلسي القوة الضاربة للامبريالية بقيادة
الولايات المتحدة الأمريكية
- الامبريالية و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية
هي الحامية لإسرائيل و الضامنة لاستمرارها كقوة احتلال
- توجد أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط فوق الأراضي
القطرية
- داعش من صنع قطري-تركي لتقويض نفوذ إيران في العراق،
و تقوية "الثورة السورية" (الثورة؟؟؟؟؟؟؟
ههههه. متى كانت ثورة مدعمة من طر ف الامبريالية و الممالك الرجعية؟)
- داعش، كتيار همجي قروسطاوي، يدمر كل ما هو
"حضاري"، يستعبد النساء، يحاول "تطهير المنطقة الإسلامية" من
كل ما هو لا "إسلامي" (الاسلام بمفهوم داعش الخاص)...
- داعش يهدد موضوعيا مصالح الامبريالية في
المنطقة...و هنا يجب استحضار مخلوق الدكتور فكتور فرنكينشيتاين Frankenstein Le monstre du
docteur Victor
-لا مفر من المواجهة بين الامبريالية و المخلوق داعش. و هذا ما نعيشها
الواقع الحالي.
سوف لن أتطرق اليوم إلى "التناقض" (ظاهريا) الآتي: أمريكا
حامية لأبنها المفضل قطر، قطر ممول الإخوان المسلمين، و المدافع عنهم في مصر ضد
النظام العسكري، لكن أمريكا تغازل النظام العسكري المصري القامع للإخوان...
هذه ممارسات/علاقات/حروب، تبدو (ظاهريا) "لا منطقية"، لكن
من الطبيعي أن تتحول التناقضات الثانوية إلى تناقضات عدائية/تناحرية في الغياب
السياسي و الفكري و التنظيمي للعدو الطبقي المشترك.
الخلاصة:
لا خيار (لا تفضيل) بين الهمجية القروسطاوية، و وحشية الامبريالية، و
لا مراهنة على حاملي بدائل تناقض مطامح الإنسانية في التقدم و التحرر.
على فقير، يوم 9 شتنبر 2014
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire