mercredi 12 août 2020

الجزء الخامس, من منشورات الحزب الشيوعي البرازيلي: أن تكون شيوعيا فهو التزام يومي 1- الجزء الأول: بوصلتك هي النظرة البروليتارية للعالم ( نشر بجريدة النهج الديمقراطي، العدد 371/372): 2- الجزء الثاني: تثوير الأفكار والممارسة في نار الصراع الطبقي 3- الجزء الثالث: ماذا يُشترط في المناضل الشيوعي؟ 4 - تشريف صفة العضوية في الحزب + واجبات عضو الحزب :+ الصرامة في كل الظروف 5- المباديء البلشفية في سياسة الكوادر (يتبع) لا يمكن البحث بصورة سليمة في هذه المسألة إن لم تقُدنا منطلقات لينينية دقيقة، ولذا لا بدّ أن نفهم حاجتنا المطلقة إلى سياسة كادرية سديدة وإلى تطبيقها تطبيقا محكما. لقد اكتسب حزبنا خبرة غنيّة وحقّق انتصارات فعلية ولكنه ارتكب أخطاء أيضا كانت ضئيلة كلّما أحسن تطبيق المبادئ البلشفية في سياسة الكوادر. وإنّه لمن المفيد التأكيد على المبادئ الأساسية لضبطها، وكان وضعها في المقام الأوّل الرفيق ديمتروف تلميذ لينين وستالين المخلص خلال المؤتمر السابع للأممية الشيوعية سنة 1935. وبالاعتماد على هذه المبادئ، يمكننا تقييم تجاربنا الإيجابية والسلبية تقييما صائبا واستخلاص التعاليم الثورية الضرورية لتجنّب الأخطاء والتحسين المتواصل لنشاط الحزب. فما هي هذه المبادئ وكيف نفهمها بالنظر إلى الحاجات الفعلية للحزب ولمتطلّبات خطّه؟ ********************* أوّلا: معرفة الكوادر بعمق إذ أننا لا نعرفهم عادة بما فيه الكفاية: فقد تكون لدينا في عديد الأحوال فكرة جزئية أو سطحية عن الكثير منهم، إلاّ أنّ معرفة شاملة كاملة للكوادر ضرورية بصورة مطلقة كي لا تحصل لنا مفاجآت سيّئة يمكننا تجنّب حدوثها. تعلّمنا تجربة الحزب أنّه كلّما كانت معرفتنا للأعضاء أجود، اكتشفنا مناضلين يتمتّعون بخصال شيوعية ثمينة لم ننتبه إليها من قبل البتّة، تمّ ومن ناحية أخرى لم يكن بغير هذه الطريقة تخليص الحزب من العناصر التي تسيء له إيديولوجيا وسياسيا لأنّها في الواقع تنكر المصالح الطبقية للبروليتاريا. ويعلّمنا ستالين أنّه لا يمكننا مراقبة كوادر الحزب مراقبة سليمة ما لم نتعرّف عليهم بصورة دقيقة في كلّ مظاهر حياتهم الحزبية، وعلى قاعدة أفعالهم وليس أقوالهم فقط أو تصريحاتهم ووعودهم. ومن وجهة النظر البروليتارية الثورية، لا يجوز البتّة السماح للكوادر بإخفاء الحقيقة عن الحزب أو تشويهها مهما كانت المشكلة، فالكذب عليه يُعدّ من أفدح الأخطاء التي يرتكبها شيوعي في حياته. إنّ الصفات الأخلاقية للشيوعي لا يمكن أن تكون شيئا آخر يختلف عن الصدق والاستقامة والإخلاص للحزب. فإذا توفّرت لدينا هذه النظرة الواقعية فإنّنا نفهم بسهولة حاجتنا إلى دراسة دقيقة بالمجهر البلشفي مثلما كان يقول ديمتروف، حتّى نتبيّن نقاط ضعفهم ونقاط قوّتهم وكذلك من أن نعرف مدى استعدادهم لتقديم حياتهم في سبيل الحزب. وهكذا نستطيع معرفة واقع كلّ رفيق وما يمكن له أن يكون وتصوّر أكبر وأصغر مساهمة يمكن أن يقدّمها حاضرا أو مستقبلا لفائدة قضيّة الحزب والطبقة العاملة. ******************* ثانيا: ترقية الكوادر بصورة حكيمة: وحتّى تكون سليمة، فإنّ هذه الترقيات لا يمكن أن تتمّ بالمناسبات وعلى عجل بل على العكس من ذلك، يجب أن تخضع إلى عناية كبيرة وروح مسؤولية عالية، وبالتالي يتحتّم الاعتماد ـ كقاعدة ـ على النشاط اليومي للكادر وسط الحزب ووسط الجماهير، لا على نشاطه المتفرّق، على صلابته أوقات الشدّة وإخلاصه في تنفيذ مهمّات الحزب، وحنكته ويقظته في العمل السرّي وفي المزج بينه وبين العمل العلني، إخلاصه للحزب أمام أجهزة القمع ومدى تشبّعه بالروح الأخوية والرفاقية الشيوعية تجاه رفاقه، وتصرّفه خلال التحرّكات الجماهيرية والصّيت الذي يُحظى به لدى الجماهير. فإن نحن اعتمدنا هذا الأسلوب لترقية كوادر الحزب، فالنتيجة تكون عموما إيجابية، ولكن إذا نحن حدنا ولو قيد أنملة عن هذه المقاييس الصحيحة، تكون التأثيرات دائما سلبية ومُضرّة بالحزب. **************************************** ثالثا: الكادر المناسب في المكان المناسبّ إنّه لأمر أساسي العمل على وضع كل كادر في المركز والمكان الأنسب لا لقدراته الحالية فحسب، بل أيضا بالنظر إلى إمكانياته الفعلية حتى يجد نفسه في ظروف تتيح له تنفيذا أفضل للمهامّ الحزبية وتطويرا أيسر لمؤهّلاته السياسية والعملية. إنّ استخدام الكوادر في مواقع غير مواتية لهو خطر ينبغي تجنّبه اتّقاء لنتائجه السلبية دوما، سواء على مستوى الحزب أو الرّفاق، ومن الضروري التزام السلوك الواقعي الذي يرى أنّه لا كمال لأحد وأنّ الشيوعي كغيره يعيش دائما عملية تحوّل متواصلة، مثلما تعلّمنا الحياة. علينا أخذ المناضل كما هو ومحاولة اكتشاف الاتجاه الرئيسي لتطوّره دون تهويل أو تقليل من خصاله وعيوبه. وإنّه لهامّ وضروري دفعه إلى تطوير خصال المناضل الشيوعي واكتساب أخرى جديدة وذلك بإقناعه في نفس الوقت بضرورة النضال لتجاوز عيوبه. ومن ناحية ثانية لا يمكن أن ننسى أنّ مراقبة منتظمة وغير عرضية لسلوك الكوادر وممارستهم يوميا، لإرادتهم الرّاسخة في التعلّم باستمرار وتحسين النضال، لاستعدادهم كي يُخضعوا مصالحهم الشخصية لمصالح الحزب العليا دون قيد أو شرط، وتفانيهم وصدقهم وإخلاصهم للحزب، هذه المراقبة لا مناص منها كأمر وثيق الارتباط بمسألة الاستخدام السديد للكوادر. علينا قبل كلّ شيء ألاّ نغفل عن تعيين أصلب الكوادر وأنشطهم وأكثرهم تفانيا وقدرة على اتّخاذ المبادرة ووثوقا في المواقع الإستراتيجية للحزب ومراكز نشاطه الأساسية ولإنجاز المهمّات الأصعب. فإنّ هذه المواقع تتطلّب وجود مناضلين متملّكين لخطّ الحزب وذوي تجربة سياسية، وأهلية لأخذ القرارات، وروح عملية، يعرفون كيف يتصرّفون بطلاقة في ظروف السرية، ويحذقون التحرّك وسط الجماهير كي يكسبوا محبّتها ويصبحوا قادتها المحترمين. ولن يكون توزيع الكوادر سليما سديدا إلاّ عندما يشعر كل واحد أنّه في الموقع الذي يمكّنه من إعطاء أقصى ما لديه من أجل الحزب، والمساهمة باستخدام أفضل مؤهّلاته في النشاط الثوري للحزب. ينبغي تفحّص هذه المقاييس ببالغ اليقظة داخل حزبنا لأنّنا مجبرون على النضال في أحلك ظروف السرية ولأنّ مسؤولياتنا كطليعة ثورية ماركسية لينينية للبروليتاريا البرازيلية تتعاظم يوما بعد يوم. وأمام هذا الواقع يبدو بديهيّا أنّ مسألة توزيع الكوادر أو نقلهم إلى مكان آخر تتطلّب اهتماما خاصّا، سواء بالنظر إلى مسؤولياتهم في الحزب أو إلى شتّى المسائل المتعلّقة بأمن كلّ رفيق وبأمن نشاط الحزب. وإنّه لخطأ فادح أن نضع رفيقا في مهمّة لا قدرة له على النجاح فيها، أو السماح بعمل أفقي في ظروف السرية القصوى أو هتك قوانين العمل السرّي، إذ لا يجوز أن يعرف كل رفيق إلا من يتطلّب نشاطه اللقاء به. وتتضافر مع هذه الظروف جملة من الصعوبات الحقيقية ، مادية وعملية الخ... والتي لا تتحمّل قرارات مرتجلة بل تتطلّب البحث فيها بجدّية حتّى يجد كل مشكل الحلّ المناسب له. ************ رابعا: المساعدة المطلقة للكوادر مهما كانت نوعية المناضل، فهو دائما في حاجة إلى توضيحات إيديولوجية وسياسية وحزبية، مدقّقة ومركّزة. وبهذا الصدد، على الكوادر أن يوافوا الحزب بتقارير ضافية عن التجارب المُراكمة من طرفهم في النشاط السرّي وفي الرّبط المحكم والملائم بينه وبين النشاط العلني وذلك بصورة منتظمة، حتّى يتمكّن من التحكّم في هذا الفن الصعب الذي يتطلّب يقظة شيوعية عالية وانتباها خاصّا وروحا خلاّقة. كما ينبغي أن يكون شغلنا الشاغل هو تمكين الكوادر من التطوّر المتواصل حتى يصبح بمستطاعهم إضفاء توجّه سديد وحيوي على عملهم الحزبي. وعلى نفس النحو، فإنّ الكوادر يستشعرون الحاجة إلى مراقبة القادة لنشاطهم المراقبة المنتظمة والأخوية لتصحيح أخطائهم ونواقصهم وتجنيبهم هفوات كان يمكن تلافيها. ***************** خامسا: السهر بجدّية للحفاظ على الكوادر إنّه لضروري أن نولي اهتماما خاصّا للغاية بالظروف التي يعيش فيها كوادر الحزب: ظروف حياتهم وعملهم، وذلك بتتبّع حالتهم الذهنية وأوضاعهم الشخصية وبالتعرّف على شواغلهم وحاجاتهم الحقيقية بما في ذلك مشاكلهم العائلية. يجب أن يُعامل الرفاق كرفاق وهم في حاجة إلى ذلك ولا يجوز البتّة أن يُعاملوا بجفاء أو احتقار ولكن دائما بأخوّة ومحبّة. كل كوادر الحزب في حاجة إلى حرارة الرّوح الرفاقية الشيوعية التي بدونها قد يشعر الرفيق بصعوبة الحفاظ على الاندفاع والقوّة الضروريين لتطوير نشاطه الحزبي باستمرار، والذي هو صعب ويتطلّب دائما الحماسة والحيوية والتفاني. كما يجب أن يكون لدينا الحسّ اللازم الذي بواسطته نُقدم على نقل الكادر من مركز ومن مكان لآخر في الوقت المناسب عندما تفرض الظروف ذلك أو حيث يتمكّن الرفيق من البذل أكثر وأحسن. إنّ شعورنا بالمسؤولية في الحفاظ على الكوادر يفترض السهر والانتباه إلى كل المشاكل العويصة الخاصّة بالتنظيم المناسب للعمل السرّي. إنّه عمل من نوع خاص ولا يمكن أن يكون ذا فعالية ما لم نحرص على التطوير الدائم والتجويد المستمرّ. فأدنى إخلال باليقظة الشيوعية أو أيّ عاهة روتينية، أو أي نوع من النزوع المحافظ قد يسبّب خسائر فادحة للتنظيم الحزبي ويُلحق جسيم المضارّ بالكوادر والمناضلين.(يتبع)

lundi 10 août 2020

أن تكون شيوعيا فهو التزام يومي. أن تكون شيوعيا فهو التزام يومي.(الحزب الشيوعي البرازيلي): الجزء الثالث 1- الجزء الأول: بوصلتك هي النظرة البروليتارية للعالم ( نشر بجريدة النهج الديمقراطي، العدد 371/372)) 2- الجزء الثاني: تثوير الأفكار والممارسة في نار الصراع الطبقي(نشر يوم يوم الأحد 9 غشت 2020 في الفايس بوك). ************************ 3- الجزء الثالث: ماذا يُشترط في المناضل الشيوعي؟ إنّ الحزب كطليعة ثورية ماركسية لينينية للبروليتاريا يمتلك قوّة وحيوية جهاز حي وفعّال، يدخل إليه أعضاء جدد باستمرار، إنّهم رفاق برهنوا على خصال طلائعية في معارك الصراع الطبقي، يبحثون عن الحزب ليناضلوا في صلبه ويصبحوا شيوعيين. ولكن لنسأل: ماذا يعني أن تكون مناضلاً في الحزب الشيوعي؟ إنّ من يرغب في الانتماء إلى الحزب ويُقبل كأحد مناضليه يعرف جيّدا أنّه لا يملك بعدُ كلّ صفات الشيوعي. إنّ الرفيق الذي يدخل إلى الحزب يأتي سواء من صفوف الطبقة العاملة أو الجماهير الفلاحية أو من الحركة الطلاّبية أو من قطاعات أخرى من البورجوازية الصغيرة المتجذّرة ويحمل معه بمستويات متفاوتة ميزات وعيوب أصله الطبقي والتكوين الذي تلقّاه. ففي خلال نشاطه المتعدّد الأوجه، يأخذ الحزب على عاتقه تربية مناضليه الجدد ويكشف لهم عن الطريقة التي تحوّلهم إلى شيوعيين حقيقيين، فيشجّعهم على التخلّص من عيوبهم ونواقصهم وعلى تطوير صفاتهم الإيجابية واكتساب الخصال الثورية البروليتارية للمناضل الطلائعي، ولا يوجد لقب أشرف من أن يكون المرء عضوا في الحزب. فالانضمام إلى صفوفه هو الانتماء إلى المنظمة الثورية الماركسية اللينينية للبروليتاريين التي عليها خدمة الطبقة العاملة والشعب الكادح بإخلاص والنضال من أجل مصالحها الحيوية وتحقيق الانتصار للثورة الشعبية وللاشتراكية. يناضل الشيوعي من أجل مهامّ اليوم التكتيكية ومهامّ الغد الثورية الإستراتيجية. إنّ هذا النضال الشاقّ والمعقّد لن يتطوّر نحو الاكتمال وبثقة وفي أفق واضح ما لم ينخرط المناضل روحا وجسدا في الحياة العضوية للحزب وفي نشاطه الثوري. ولا يمكن أن يكون الانتماء موسميا، متقطّعا، بل بصورة مسترسلة ومتماسكة، لا يمكن أن يكون هذا الانتماء مشروطا بظروف معيّنة، بل في كلّ الظروف حتى أشدّها تقلّبا. ولذا يجب أن يفهم الشيوعي القيمة الفائقة للشروط اللينينية الواجب توفّرها لدى المرشّحين لعضوية الحزب. هناك أربعة شروط لينينية يضبطها القانون الداخلي للحزب وينبغي أن تتوفّر لدى كل مناضل هي: تبنّي برنامج الحزب وقانونه الداخلي والمساهمة في تطبيقهما، النضال داخل إحدى منظمات الحزب، الانضباط لمقرّراته، ودفع المساهمة المالية كل شهر. وهذا لا يعني أن الأمر يتعلّق بمجرّد جمع لمتطلبات قانونية يخضع لها المناضل، كلاّ، فمغزاها أبعد من ذلك. إنّها حصيلة المبادئ الإيديولوجية والسياسية والتنظيمية، المعيارية والمنهجية للحزب البروليتاري الثوري من الطراز اللينيني، لحزب الثورة الاجتماعية الذي يكافح في سبيل بناء الاشتراكية والشيوعية، وبدون هذه الشروط الأربعة، يستحيل ضمان تطوير وتدعيم الحزب كمنظّمة تكون فعلا طليعة البروليتاريا وفي نفس الوقت كوحدة لإرادة كفاحية بإيديولوجيتها وسياستها وهيكلتها المركزية الديمقراطية. فأن يشترط الحزب على مناضليه الالتزام الكلّي بهذه المبادئ، فذلك لأنّه يريد تكوين مناضلين بروليتاريين ثوريين من طراز خاص، يهبون أنفسهم وكامل حياتهم لقضية الحزب الثورية الكبرى وللطبقة العاملة. إن القبول ببرنامج الحزب وقوانينه ليس إلاّ الخطوة الأولية للدخول إلى الحزب. إنّها المرحلة الأولى، وفيما بعد يساعد الحزب المناضل على استيعاب هاتين الوثيقتين الأساسيتين اللتين توجّهان حياة الحزب، ومن ناحية أخرى يبذل المناضل باستمرار مجهودا لتملّكهما في العمق، ولا يمكن لمناضل أن يجهل برنامج الحزب وأن لا يفقه أهميته التاريخية، كما لا يمكن له أن يبدو غير متأكّد فيما يخصّ محتوى قوانين الحزب ومنتهى قيمتها. هاتان الوثيقتان الأساسيتان تمثّلان المرشد الثابت للمناضل في نشاطه الثوري. إنّ ما يقدّمه برنامج الحزب بدقّة ووضوح عملي هو ليس سوى ثمرة التحليل الماركسي اللينيني للوضع الملموس القائم في البرازيل. وإنّ الأهداف والمهمّات التي يطرحها ليست سوى التعبيرة الموضوعية عن الحاجة الملحّة للتغيير باتجاه إحداث تحوّلات ديمقراطية جذرية وذات طابع معادي للامبريالية والملاكين العقاريين الكبار والاحتكارات، وشعبية في البُنى التحتية والفوقية للمجتمع البرازيلي سيرا نحو الاشتراكية. كما يوضّح البرنامج الاتجاه الأساسي الذي يجب أن يأخذه النضال الثوري والشعبي حتّى يكون معبّرا عن مصالح البروليتاريا والشعب قصد إحراز النصر. إنّه البوصلة التي تُشير إلى الطريق الذي لا يدخله الشك في نشاط الشيوعيين ونضالهم مهما كان مجاله. وهي الوثيقة التي تمنحنا القناعة بأنّ شعبا يناضل من أجل الحرية والاستقلال لن يُغلب. أمّا بالنسبة لقوانين الحزب، فتُحدّد مفهومه كطليعة ماركسية لينينية للطبقة العاملة، تضبط المتطلبات والواجبات والحقوق، وتُرسي مبادئ التنظيم وهيكلته وتحدّد مشمولات الهياكل، قاعدية ووسطى وعليا، وتضبط القواعد التنظيمية الرئيسية وطرق العمل وتنظيم كامل حياة الحزب قبل وفوق كل شيء كمنظمة بروليتارية ثورية طلائعية مهمّتها تنظيم وقيادة الجماهير العمّالية والشعبية في كافّة مجال الصراع الطبقي. وبارتباط بالخط الاستراتيجي للحزب، فإنّ البرنامج هو الأداة اللازمة لتحرير شعبنا من نير الامبريالية والملكية العقارية الكبيرة والبورجوازية الكبيرة الاحتكارية والتقدم به في طريق الاشتراكية وتحت قيادة البروليتاريا. على كل مناضل أن يبذل أحسن ما لديه وأن يناضل بلا كلل من أجل انتصار برنامج الحزب وتطبيق التكتيك المتولّد عنه، التكتيك الثوري الذي يمتاز بكفاحيته ومرونته معا، ويهدف إلى كسب أوسع الجماهير الكادحة والشعبية للثورة. ولا تقلّ قوانين الحزب قيمة إذ أنّها تعتمد المبادئ والضوابط التي تُنظّم باستمرار حياة الحزب ويضمن تطبيقها الفعلي السير العادي لكلّ هياكل الحزب ونشاطا مثاليا لكافّة مناضليه. هناك شرط ثان يجب أن يتوفّر لدى المناضل الشيوعي هو ضرورة الانتماء إلى إحدى منظّمات الحزب كطليعة للبروليتاريا منظّمة وثورية. إنّه ليس تجمّعا مفكّكا عديم الشكل، كتلة من الأفراد ولكنه وحدة مهيكلة بصورة عضوية على كل واحد من أعضائه الخضوع للروابط التنظيمية وللانضباط في تطبيق المقرّرات، وعلى هذا النحو يتمكّن الحزب من تحقيق الظروف والقدرات اللازمة لقيادة الجماهير الكادحة عمليا في كل مجالات الصراع الطبقي، إذن لا يمكن لأيّ مناضل حزبي أن لا ينتمي إلى أحد هياكله وأن لا يخضع له كليا. ثمّ إنّه من واجب المناضل بذل نشاط مستمرّ وبنّاء ضمن هيكله دون أن يخشى الصّعاب والتضحيات أو يضعف أمام تقلّب الظروف. وبتوجيه من الهيكل، يكتسب المناضل بفضل نشاطه الدائب مقدرة تنظيمية ووعيا وشعورا بروليتاريين ثوريين وروحا رفاقية وإخلاصا لا متناهيا لقضية الاشتراكية، هذه الصفات الشيوعية التي تنعكس في صلابة منظمة الحزب وكفاحيتها. وعلى هذا النحو، فإنّ المناضل لا يميّز بين مسؤوليته وطموحاته الثورية ومسؤوليات الحزب وطموحاته. وهكذا اعتمادا على منظمة الحزب، يمكن له الحفاظ دوما على نشاطه كمناضل من الطليعة الثورية الماركسية اللينينية للبروليتاريا. إنّ الشرط الثالث الذي يجب توفّره لدى مناضلي الحزب يتبوّأ هو أيضا أهمية كبيرة ويتمثّل في تطبيق مقرّرات الحزب بإخلاص. إنّ مقرّرات الحزب تحدّد المهامّ وتضبط التعليمات التي ينبغي تنفيذها، ومن أجل تنظيم وقيادة النضالات التحرّرية للبروليتاريا والشعب، يحتاج الحزب إلى التحرّك ضمن إرادة موحّدة وهو ما يتطلّب من مناضليه عملا يتجلّى في كلّ كفاحيّ منسجم. ويجب أن تُفهم مقرّرات الحزب بالوضوح الكافي وتوضع حيّز التطبيق ولا يتوقّف الأمر إلا على النشاط المتواصل والمتفاني لكل مناضل وعلى تصميمه الثوري وإرادته. ويّثري المناضل أثناء إنجاز مقرّرات الحزب تجربته ويكتسب صلابة وحزما ثوريين كما يكتسب روح المسؤولية والمبادرة، ويمكنه أن يُعاين النجاحات التي يحقّقها والنواقص التي تحصل ويقيّمها حقّ قدرها. فبتحمّل المهامّ وإنجازها، يتعلّم المناضل كيف يناضل وينتصر، كيف يذلّل الصعاب ويتحمّل التضحيات وكيف يتقدّم دائما وينعت نفسه كشيوعي أصيل. وهكذا يساهم في إضفاء نشاط متزايد على منظمة الحزب ويدعم طاقاتها الكفاحية. ويشكّل دفع المساهمات المالية في إبّانها واجبا آخر من واجبات المناضل الشيوعي. فالمساهمة المالية توجد رابطة مادية بين المناضل والحزب كما أنّها تُعتبر عنصرا هامّا في تربيته إذ تُكسبه شعورا بالمسؤولية الحزبية. إنّ موارد الحزب القارّة تأتي من مساهمات مناضليه، وبدونها يصبح كل نشاط أعوص. إنّ أهمّ ما تحقّقه منظمات الحزب يتوقّف بدرجة ما على موارده المالية ولا يمكن البتّة القبول بأيّ تقصير للشيوعي في هذا الصدد. فعلى المناضل إدراك المغزى السياسي والإيديولوجي العميق لدفع المساهمات الشهرية، إذ أنّه بتقديمها في الموعد المحدّد، يكون ساعد منظمة الحزب على أداء أفضل لمهمّته الثورية. أن يُذعن المناضل أمام هذه الشروط اللينينية الأربعة فهي ضرورة مشروطة بطبيعة الحزب نفسه ولا يمكن أبدا الإيفاء بأحدها دون سواها بل يجب توفّرها كاملة، فهي تشكّل وحدة عضوية لا تتفكّك ونظام مبادئ متمفصلة متناسقة يتوطّد صلبا داخله كامل الصّرح التنظيمي للحزب. يجب أن يكون احترام المناضل لهذه الشروط شغلا شاغلا دوما لأنّ ذلك يتيح له التطوير والتحسين المطّرد لخصاله كشيوعي وبناء حياته على أساس ممارسات جديرة بمناضل ماركسي لينيني. يتميّز الحزب الشيوعي البرازيلي بالانسجام القائم بين برنامجه وقوانينه، بين إستراتيجيته وتكتيكه الثوري، بين هيكلته كحزب ماركسي لينيني ونضاليته البروليتارية. أن يكون المرء مناضلا في الحزب الشيوعي البرازيلي يعني أن يدخل في علاقة مع هذا الانسجام وأن يفي بهذه الشروط اللينينية ويتحمّل المسؤوليات وينجز مهامّ الحزب. إنّ الحديث عن كل ذلك هو الحديث عن حوصلة وتعميم المبدأ الكبير القائل بأنّ الحزب يكافح دائما للحفاظ على قلبه أحمر وإنّ مناضليه يتذكّرون على الدوام المقولة التالية : "أن تكون شيوعيا فهو خيار يومي".(يتبع)

dimanche 9 août 2020

بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة "إلى الأمام" الماركسية اللينينية المغربية. يخص فقط: - كل من يناضل و تناضل من أجل مغرب جديد، - كل من يحمل و تحمل هموم الطبقة العاملة و هموم الكادحين، - كل متسلح و متسلحة بفكر الطبقة العاملة، الفكر الشيوعي. - كل من له و لها قناعة أن التغيير لن يتحقق إلا بانخراط الطبقة العاملة و عموم الكادحين في سيرورة التغيير، - كل من له القناعة بكون مشروع الطبقة العاملة و عموم الكادحين لن يتحقق إلا ببناء أدوات التغيير الحقيقي و في مقدمتها ها حزبها الثوري، - كل من تحرر من أوهام الفئات المثقفة حول إمكانية التغيير عبر المؤسسات المخزنية أو عبر إطارات نخبوية، - كل متشبث و متشبثة بأهداف الحركة الماركسية اللينينية المغربية، - كل متسلح و متسلحة بطول النفس. على احماد فقير(9 غشت 2020) ************ من منشورات الحزب الشيوعي البرازيلي: أن تكون شيوعيا فهو التزام يومي. 1- الجزء الأول: بوصلتك هي النظرة البروليتارية للعالم ( نشر بجريدة النهج الديمقراطي، العدد 371/372): 2- الجزء الثاني: تثوير الأفكار والممارسة في نار الصراع الطبقي قال الرفيق ديمتروف ذات مرّة وهو يشيد بالمميّزات البلشفية لتيلمان، إنّ الثوري الحقيقي والقائد البروليتاري الفعلي يتربّى في خضمّ الصراع الطبقي وفي استيعاب النظرية الماركسية اللينينية، وأكّد أنّه لا يكفي أن يكون له مزاج ثوري بل يجب أن يصهر في نفسه طبعا وإرادة فولاذيين وصلابة بلشفية حقّة. وقال أيضا إنّه لا يكفي معرفة ماذا ينبغي أن نفعل بل يجب أن تكون لدينا الشجاعة الكافية لإتمام مهمّتنا وأن نكون على استعداد تامّ لإنجاز كل ما يمكن أن يخدم الطبقة العاملة مهما كان الثّمن وأن نكون قادرين على إخضاع حياتنا بأكملها لمصالح البروليتاريا وحزبها الماركسي اللينيني، ولن تكون حياة الشيوعي سوى تعلّم يومي وتطوّر مستمرّ من أجل صنع المناضل الحقيقي البروليتاري بشيوعيته، والتلميذ المخلص لماركس وانجلس ولينين وستالين. صحيح أنّ مجموع الحزب يخلق لدى الشيوعي قوّة جديدة وحيوية، قوّة لا يحصل عليها المرء بمجرّد الانخراط في الحزب بل تنتج من المحتوى الجديد ومن القوة المادية والمعنوية التي تتولّد عن وحدة الفكر ووحدة الإرادة ووحدة العمل، وصحيح أيضا أنّ كلّ شيء مناهض للشيوعي في المجتمع الرأسمالي حيث يحيا المناضل مع الإيديولوجيا والنفسية السائدتين، النواميس الأخلاقية، العادات، الأعباء العائلية الثقيلة، الحياة الشاقّة التي ينبغي تحمّلها، الصعوبات والتقلّبات التي يجب تجاوزها، القمع والملاحقات البوليسية التي تُفرض مواجهتها... ولهذا السبب بالذات، على الشيوعي أن يتحلّى بقوّة الإرادة والشجاعة ليصارع ويتعلّم، ويتعلّم ويصارع دون انقطاع، رابطا بين الممارسة والنظرية، النظرية والممارسة دون السقوط البتّة في الرضا الذاتي بما تعلّمه، لأنّ هنالك دائما جديد للتعلّم ولا بما قام به لأنّ المهامّ التي لم تُنجز بعد أكثر، كما أنّه يُطرح على الشيوعي أن يكون دائم الاستعداد لبذل الجهود اللازمة، مهما كانت، من أجل الانغماس في معارك الصراع الطبقي، والتحسين الدائم لتجاربه ومعارفه السياسية والإيديولوجية، وحتّى يكون أفضل مناضل من بين خيرة المناضلين الثوريين الطلائعيين للبروليتاريا، عليه أن يبرهن على قدرته السياسية والعملية خلال النضال الذي يخوضه، على قدرته بصفة ملموسة في تقديم اقتراحات صحيحة ومناسبة، وفي اتّخاذ القرارات والتفاني من أجل النضال وعبر النضال بوقوفه في الصفّ الأوّل لمجابهة الصعوبات وتحمّل التضحيات. إنّ الشيوعي الحقيقي جندي للحزب، ينظّم حياته في اتفاق تام مع مصالح الحزب ويخلّص نفسه من كل ما يمكن أن يعوقه عن ممارسة النضال الثوري، علما بأنّه يُمكن أن يُطلب منه أداء أيّ مهمّة وأنّه يجب أن يكون دائم الاستعداد لإنجازها مهما كلّفه ذلك. ولهذا السبب بالذات، يتحتّم عليه تجنّب الغرور، أيّا كان نوعه، الذي قد يوصل الشيوعي إلى مواقع غريبة عن مصالح البروليتاريا والحزب، إذ بمرور الزمن، وبقدر ما يغفر لنفسه الأخطاء، فإنّ هذه الأخيرة المتراكمة تشوّه نقاوة شيوعيته كمناضل، وتتمكّن منه شيئا فشيئا آفات الحياة اليومية للبورجوازية الصغيرة وحتّى البورجوازية وهي حياة أقلّ مشقّة وخادعة، غالبا ما تفرضها عليك العائلة وعلاقات المهنة، ولهذا السبب، لا يحقّ لنا اختلاق التعلاّت لخداع أنفسنا وخداع رفاقنا، ولا في البحث عن تبريرات لانعدام الصلابة البروليتارية لدينا. بالعكس من ذلك يتوجّب على الشيوعي أن يواجه بثقة وشجاعة المثل الذي يقدّمه الحزب لأنّه الوحيد الكفيل بتمكينه من بلوغ النضج الثوري ومن المساعدة الضرورية لتطوّره البروليتاري. وبالنقد والنقد فقط الذي يباشره المجموع المؤلف للحزب، دون وفاقية أو مجاملة، ولكن في ذات الوقت المليء حرارة ورفاقية شيوعية، يمكننا مساعدة الرفيق على بناء نفسه البناء اليومي البروليتاري الثوري، بناء المناضل الطليعي الذي يرغب صادقا في التطوّر كماركسي لينيني حقيقي. أن تكون شيوعيا فهي طريقة عيش وليس ذلك لوقت معيّن فقط، بمناسبة مهمّة أو معركة بالذات ولكن في كلّ وقت وفي كلّ المهامّ وكافّة المعارك. أن تكون شيوعيا يعني أن تفعل كلّ شيء من أجل الارتقاء بنفسك كبروليتاري ثوري، صلب وشجاع ونشيط، النضال عنصره، ولا ينفكّ يحدوه فيه الإصرار والجرأة والشغف، أن تكون مناضلا عنيدا ومغوارا ضدّ الأعداء الطبقيين للبروليتاريا والحزب وأن تقدّم لهم شواهد الصلابة البروليتارية الثورية الثابتة والشجاعة المثالية مثل التضحية بالنفس إذا فرضت الحاجة ذلك. أن تكون شيوعيا يعني أن تُطبّق حكمة هوراس ضدّ الأعداء الطبقيين للبروليتاريا والحزب القائلة : "إذا لم أكن الموسى التي تقطع، فسأكون الحجر الذي يشحذها". وأن تكون شيوعيا، يعني أيضا أن تغدق بالروح الرفاقية على من يحملون نفس الفكر ويناضلون معك وذلك في كلّ لحظة من حياتك وفي أيّ موطن عمل حزبي. أن تكون شيوعيا يعني لزوم اليقظة حتّى لا تفقد لونك في خضمّ المعارك الطبقية وفي كل المواقع التي تجري فوقها ومهما كانت تعقيداتها وضراوتها، يعني امتلاك إرادة فولاذية لتثوير أفكارك وممارستك بشكل متواصل ومتماسك حتّى تتمكّن من أن تفكّر وتناضل وتحيا دائما كبروليتاري في الصدارة في كامل نشاطه الثوري، يعني بذل قصارى الجهد وإتيان حتّى ما يبدو مستحيلا من أجل الحفاظ على حُمرة رايتك دائما وهّاجة والتقدّم بهذه الكيفية على كل جوانب نظرتك للحياة، على مستوى تصرّفك ونشاطك وعملك. أن تكون شيوعيا فهو مسألة بناء ماركسي لينيني لا ينقطع، مسألة ممارسة بروليتارية ثورية متكاملة، فهو التزام يومي (يتبع).

mercredi 22 juillet 2020

بمناسبة الذكرى الخمسينية لتأسيس منظمة "إلى الأمام" الماركسية اللينينية



بمناسبة الذكرى الخمسينية لتأسيس 
منظمة"إلى الأمام" الماركسية اللينينية.
**********
هجوم الشريحة المثقفة من البرجوازية 
المتوسطة على الماركسية.
عندما يحتد الصراع الطبقي، و تشتد أزمة الرأسمالية، تظهر إلى الوجود "نظريات" و مواقف، ظاهرها تقدمية و باطنها تراجعية و انهزامية، تعبر في العمق عن عجز أصحابها عن الانخراط الميداني وسط الطبقات الشعبية الكادحة عامة، و وسط الطبقة العاملة خاصة الحاملة ميدانيا لمشعل المقاومة.
لقد عرفت الحركة الماركسية اللينينية المغربية أول تمزق سنة 1973، اثر محاولتي الانقلاب العسكرتين (10يوليوز 1971، و 16 غشت 1972)، و انطلاق العمليات المسلحة بالأطلس (بقيادة الجناح الثوري داخل الاتحاد الوطني للقوات الشعبية:مارس 1973)، و في واقع مميز بانتشار التنظيمات الماركسية اللينينية عبر التراب المغربي، و انتقال قيادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من أيادي التحالف الاتحاد الوطني للقوات الشعبة- حزب التحرر و الاشتراكية إلى أيادي المجالس القاعدية المؤطرة من طرف الحركة الماركسية اللينينية(غشت 1972).
ففي تلك المرحلة التي عرف فيها النظام أزمة حادة، و اصطفت معه قيادة أحزاب "الحركة الوطنية  باسم ضرورة مواجهة "الأطماع الأمازيغية عبر الانقلابات"، باسم "الإجماع الوطني حول القضية الوطنية"... عرفت الحركة الماركسية اللينينية المغربية أول انقسام حقيقي بين توجهين: "التراجع التكتيكي (تولدت عنه منظمة 23 مارس)، و "لنبني الحزب الثوري تحت نيران العدو(تولدت عنه منظمة إلى الأمام"). جرى هذا التحول خلال مارس 1973.
وقد التحقت قيادة منظمة "23 مارس" بالتيار اليميني الاتحادي(بقيادة محمد بنسعيد أيت يدير وحميد برادة) المعادي للجناح الثوري (بقيادة الفقيه محمد البصري)....مما أعطى من بعد منظمة العمل الشعبي الذي حدد كإحدى مهامه جر "اليسار الجديد" إلى مظلمة المؤسسات المخزنية (انظر الرسالة التي وجهها محمد بنسعيد، محمد المريني، و مصطفى مسداد إلى وزير الداخلية إدريس البصر سنة1996 ).
ففي أوج انطلاق حركة 20 فبراير 2011، و بعد خطاب رئيس الدولة (9 مارس 2011)، صرح محمد بنسعيد أنه يؤيد مطالب حركة 20 فبراير بشرط عدم انتقاد الملك الشاب. و بطرح البعض لشعار "الملكية البرلمانية"  فقد عرفت حركة 20 فبراير أول انتكاسة حقيقية، قبل أن  تعرف نكستها  الثانية بعد انسحاب جماعة العدل و الإحسان من صفوفها، و من ميدان المقاومة الشعبية مفضلة دعم قاعديا حزب العدالة و التنمية في الانتخابات المخزنية خريف 2011.
نحن في سنة 2020، في ظل أزمة النظام الخانقة، ظهرت وسط البرجوازية المتوسطة "المثقفة" طروحات جلها تستهدف جوهر الماركسية باسم "الاجتهاد " عند البعض، و باسم "ضرورة" النقد الذاتي و إعادة الاعتبار لعهد الحسن عند البعض الأخر...ممكن أن تكون التكتيكات و الخلفيات مختلفة، لكنها تلتقي في الجوهر: التشكيك في الفكر الماركسي اللينيني،التشكيك في إمكانية بناء أدوات التغيير الثوري، في قدرة الطبقة العاملة قيادة سياسيا سيرورة التغيير، الاستهتار بوعيها، و احتقار القدورات الخلاقة عند الكادحين في تأسيس الأدوات القاعدية لمواجهات الأعداء الطبقيين المحليين و الجهويين...
هناك من قدماء المعتقلين من يفتخر بكونه ينتقد لينين، هناك من يفتخر بكونه يعتبر ستالين قتال،مجرم، هناك من يوجه سهامه لمناضلي النهج الديمقراطي لكونهم متثبتين بجوهر الفكر الماركسي اللينيني، بإسهامات ماو تسي تونغ ، بضرورة بناء حزب الطبقة العاملة المنظم لعموم الكادحين و الكادحات، المتشبثين بمشروع المجتمع البديل، المجتمع الخالي من الطبقات الاجتماعية، من استغلال الإنسان للإنسان...هناك من يحول مقاربات "علم الاجتماع" البرجوازي إلى "نظريات ماركسية" تتعارض مع المقاربة الماركسية المبنية على التحليل الطبقي، و الصراع الطبقي...
يعيش النظام أزمة حقيقية، تتلخص قوته في القمع الممنهج و في تشتت المعارضة، وغياب أدوات المقاومة الشعبية، أدوات التغيير الجدري.
تعيش الطبقات الوسطى عامة، و الشريحة المثقفة منها خاصة، حالة من الذعر و من التردد، فهي فاقدة للبوصلة. لقد علمنا التاريخ أن هذه الشريحة تعبر في العمق عن المواقف الباطنية للطبقات الوسطى التي تعاني من استبداد الطبقات السائدة من جهة، و هي خائفة من النضال الجدري الذي تخوضه الطبقات الكادحة بقيادة لطبقة العاملة من جهة أخرى.
 ستعرف الساحة السياسية، بدون شك، إفرازات جديدة، و اصطفافات جديدة. فخلال "الحجر الصحي"، تقوت المقاومة الشعبية رغم غياب المكونات السياسية و النقابية: من تماسنيت بالشمال، إلى شتوكة أيت باها بالجنوب، من الدار البيضاء/المحمدية غربا، إلى جرادة- بني تجيت – كرامة-ايت موسى...شرقا.
فقاطرة التغيير لن تتوقف، و ذلك رغم القمع الطبقي المخزني، ورغم أوهام البعض حول "الانتخابات المخزنية"، و رغم التشويش الفكري الذي يقوم به البعض حول دور الطبقة العاملة في التغيير عبر حزبها المستقل المنظم لعموم الكادحين و الكادحات.
فحذري من إغراءات لنظام، من المهرولين نحو بقايا موائده، من  المنهزمين المتراجعين باسم "الاجتهاد".
 لا صمود وسط " هيجان بحر الصراع الطبقي" بدون طول النفس، بدون ممارسة ميدانية و بدون نظرية ثوريه.
لا بديل عن المقاومة الشعبية الحازمة الواعية و المنظمة على طريق تشييد مغرب جديد، مغرب متحرر و طني ديمقراطي شعبي.
 على اوحماد فقير، من مؤسسي منظمة "إلى الأمام"(30 غشت 1970)، يوليوز 2020.
*************************

الأزمات تولد "الاجتهادات"

-
المصالحة مع الدولة، التوافق الطبقي، المقاولة المواطنة...
-
ضرورة مراجعة الماركسية، لقد تغيرت الطبقة العاملة(ههه).
-
لنستلهم من المثقفين الغربيين بالنسبة للبعض، او من ظلامي الخليج بالنسبة للآخرين...
-
بما أنه لا وجود للطبقة العاملة بمفهومها الماركسي فلا ضرورة لتأسيس حزبها الماركسي.
-
لا بديل عن الانتخابات، و على المخزن أن يكون حكم "الاستحقاقات". 
المنسي في هذه "الاجتهادات" أن جوهر الرأسمالية لم يتغير: الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، العمل المأجور و الاستغلال الذي يشكل فائض القيمة شكله المادي، و أن ملايين من العمال و العاملات في المغرب يعيشون واقع لا يختلف في جوهره و شكله عن واقع الطبقة العاملة في ارويا خلال القرن التاسع عشرة.
على مختلف المنظرين أن ينتقلوا إلى معامل الدار البيضاء، المحمدية، القنيطرة، اسفي، طنجة، فاس....و إلى ضيعات سوس ماسة، الغرب، دكالة، بركان، السايس، العرايش... ان ينتقلوا إلى مراكز الإنتاج لمعاينة الواقع. 
لقد أصبح آخر كتاب صدر في الغرب مرجعية البعض، و آخر فتوى نطق بها جهال الشرق مرجعية آخرين.
لقد "تحول" العديد من التائهين إلى مروجي لبضاعات فاسدة جلها تأتي من الخليج الرجعي و من الغرب الإمبريالي، هدفها التشكيك في الفكر الثوري، في حقيقة الصراع الطبقي، في ضرورة التغيير الثوري ، في ضرورة بناء أدوات هذا التغيير و في مقدمتها حزب الطبقة العاملة المنظم لعموم الكادحين و الكادحات.
فحذري من الانهزامية، من التشكيك، من المراهنة على المخزن و "مناوراته" المعتادة.
و حذري من بعض الأفراد الذين يراهنون عن دعم أمريكا الإمبريالية و الحركة الصهيونية لفرض بعض مطالبهم داخل الحركة الأمازيغية.
القضية الأمازيغية قضية الشعب المغربي قاطبة، قضية عادلة يتبناها أحرار و حرائر المغرب، هؤلاء الأحرار و الحرائر الذين يدعمون القضايا العادلة عبر العالم، و في مقدمتها القضية الفلسطينية.
فمتى كانت الامبريالية، و الصهيونية و الرجعية قوى تحررية؟
على اوحماد فقير، إفريقي أمازيغي عربي، و أممي فوق كل شيء.
********* 

  Ifrane : pour quelques petrodollars
1- À la sortie d'Ifrane vers Azrou, à votre gauche, au milieu de la forêt, "perché" sur le sommet d'une colline, un majestueux palais vous observe. En principe, l'endroit est interdit aux constructions. 
Il est interdit de s'y approcher.
En face du palais, à votre droite, on réaménage l'aéroport.
Si vous posez des questions, on vous répond avec méfiance mélangée de peur : ça appartient à la princesse (la première dame) de Qatar.
L'impénétrable forêt ouvre ses bras à la princesse.
2-Toujours sur la route d'Azrou, à quelques kilomètres après le domaine "de" la princesse, à votre droite se trouve la route qu'on empruntait jadis pour se désaltérer dans la source de BENSMIM, pour revoir avec amertume l'ex sanatorium...L'accès n'est plus autorisé.

 RAISONS ?
- la source exploitée (à 60%) par la société  E.A.E (Euro-Africaine-des Eaux) dirigé par le français  Nicolas Antaki. E.A.E a pour activité principale (localement), la mise en bouteille de la précieuse eau (Aïn Ifrane ) et ce , aux dépens  des paysans de la vallée verdoyante de BANSMIM...
E.A.E, nous interdit aujourd'hui de boire gratuitement de l'eau fraîche (marocaine) et de
 contempler gaiement la splendide flore du coin, humer les parfums ds herbes aromatiques,se ressourcer en oxygène...
- à une centaine de mètres de la source, se dresse l’ex sanatorium tel un vieux château du moyen âge abandonné par le seigneur qui a préféré sauver sa peau devant la révolte des serfs.
L'hôpital serait repris (pas de confirmation) par un groupement d'investisseurs étrangers composé essentiellement du français Bouygues immobilier et de riches hommes d'affaires saoudiens. Le montant serait de 1,4 milliards de dirhams.
L’ex hôpital est composé de 400 lits et autres constructions. Il serait transformé en hôtel de luxe et une clinique chirurgicale, dernier cri.
Voilà pourquoi on nous empêche d'emprunter cette route. Pour ne pas boire de l'eau à sa source et pour ne pas déranger les affairistes.
 Théoriquement, nous sommes chez nous nous autres marocain-es, mais les décideurs nous considèrent intrus dans cette belle région. Il faut avoir la nationalité qatarie, saoudienne, française, pour mettre les pieds dans cette région paradisiaque.
Mohammedia, le 15 juillet 2020.

          Ali Ouhmad Fkir (en colère)

lundi 6 juillet 2020

من كتابات الفصل الثاني من 2020


الأزمات تولد "الاجتهادات"

- المصالحة مع الدولة، التوافق الطبقي، المقاولة المواطنة...
-
ضرورة مراجعة الماركسية، لقد تغيرت الطبقة العاملة(ههه).
-
لنستلهم من المثقفين الغربيين بالنسبة للبعض، او من ظلامي الخليج بالنسبة للآخرين...
-
بما أنه لا وجود للطبقة العاملة بمفهومها الماركسي فلا ضرورة لتأسيس حزبها الماركسي.
-
لا بديل عن الانتخابات، و على المخزن أن يكون حكم "الاستحقاقات". 
المنسي في هذه "الاجتهادات" أن جوهر الرأسمالية لم يتغير: الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، العمل المأجور و الاستغلال الذي يشكل فائض القيمة شكله المادي، و أن ملايين من العمال و العاملات في المغرب يعيشون واقع لا يختلف في جوهره و شكله عن واقع الطبقة العاملة في ارويا خلال القرن التاسع عشرة.
على مختلف المنظرين أن ينتقلوا إلى معامل الدار البيضاء، المحمدية، القنيطرة، اسفي، طنجة، فاس....و إلى ضيعات سوس ماسة، الغرب، دكالة، بركان، السايس، العرايش... ان ينتقلوا إلى مراكز الإنتاج لمعاينة الواقع. 
لقد أصبح آخر كتاب صدر في الغرب مرجعية البعض، و آخر فتوى نطق بها جهال الشرق مرجعية آخرين.
لقد "تحول" العديد من التائهين إلى مروجي لبضاعات فاسدة جلها تأتي من الخليج الرجعي و من الغرب الإمبريالي، هدفها التشكيك في الفكر الثوري، في حقيقة الصراع الطبقي، في ضرورة التغيير الثوري ، في ضرورة بناء أدوات هذا التغيير و في مقدمتها حزب الطبقة العاملة المنظم لعموم الكادحين و الكادحات.
فحذري من الانهزامية، من التشكيك، من المراهنة على المخزن و "مناوراته" المعتادة.
و حذري من بعض الأفراد الذين يراهنون عن دعم أمريكا الإمبريالية و الحركة الصهيونية لفرض بعض مطالبهم داخل الحركة الأمازيغية.
القضية الأمازيغية قضية الشعب المغربي قاطبة، قضية عادلة يتبناها أحرار و حرائر المغرب، هؤلاء الأحرار و الحرائر الذين يدعمون القضايا العادلة عبر العالم، و في مقدمتها القضية الفلسطينية.
فمتى كانت الامبريالية، و الصهيونية و الرجعية قوى تحررية؟
على اوحماد فقير، إفريقي أمازيغي عربي، و أممي فوق كل شيء.

**********

السياحة الراقية، اختيار استراتجي منذ الستينات
على فقير

أولا- السياحة في مختلف المخططات الاقتصادية منذ "الاستقلال".

1-المخطط الثنائي 1958-1959: لا حديث عن السياحة كقطاع مستقل له أهمية خاصة، فهو مخطط انتقالي ركز بالأساس عن التجهيز.
2-المخطط الخماسي1960- 1964او مخطط محاولة بناء اقتصاد و طني مستقل.
 من تهيئ حكومة عبد الله إبراهيم . فقد لعب عبد الرحيم بوعبيد، وزير الاقتصاد أنذلك، و فريق ديوانه الشيوعي (ابراهام السرفاتي، عزيز بلال، و محمد الحبابي)، دورا مهما في تحديد أولويات المخطط(الصناعة، الفلاحة، تكوين الأطر). و للتذكير فقد استقل السرفاتي و بلال من الديوان بعد حذر الحزب الشيوعي في ظل حكومة عبد الله ابراهيم، وبقي الحبابي الذي انسحب من الحزب  و التحق ب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
3-المخطط الثلاثي 1965- 1967 أو مخطط تعميق التبعة للخارج.
منذ أن أصبح ملكا، اعتمد الحسن الثاني عن برجوازيين ليبراليين بقيادة ريضا كديرة، عن كبار ملاكي الأراضي الكبار الشبه الإقطاعيين بقيادة المحجوب أحرضان، و على الأطر العسكرية التي تربت وسط الجيش الاستعماري و تمرست في العدوان على شعوب "الهند-االصينية"، وذالك من أجل ضرب مكتسبات حكومة عبد الله إبراهيم الإصلاحية، و تحديد اختيارات إستراتيجية، اختيارات تعتمد قمع المعارضة داخليا، تعميق التبعية للامبريالية عامة و للامبريالية الفرنسية خاصة على المستوى الدولي.
لقد ترجم المخطط الثلاثي 1965-1967 الأولويات الاقتصادية الجديدة في القطاعات الآتية:
-الفلاحة المخصصة للتصدير (تشييد السدود الكبرى، مكاتب جهوية للاستثمار لفلاحي ORMVA، تطوير المراكز الفلاحيةCT ، تسهيلات ضريبية، توزيع الأسمدة و أجود البذور، تسهيل عملية الحصول على القروض...)، ظهور بعض وحدات الصناعة-الفلاحية...
-شكلت السياحة الرهان الثاني في المخطط الثلاثي، حيث حضي القطاع بجميع التسهيلات عبر مؤسسة "القرض العقاري و السياح"/CIH... اتجهت جل الاستثمارات، العمومية والخاصة، المغربية و الأجنبية،  نحو البني التحية للسياحة الراقية...
4-المخطط الخماسي1968-1972 يؤكد من جديد على أولوية الفلاحة التصديرية و السياحة في التنمية الاقتصادية، مما عمق الاتكال على الخارج و التبعية للامبريالية.
5-المخطط الخماسي 1973-1977: بعد محاولتي الانقلاب العسكريتين، و أحداث أخرى، ومع احتداد الصراع الطبقي خلال بداية السبعينات، حاولت الدولة تغيير (نسبيا) أولوياتها، مما جعلها تسمي المخطط الخماسي 1973-1977: مخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ففي هذا الإطار يمكن فهم عملية "المغربة"، و توزيع بعض الأراضي على الفلاحين الفقراء ، و الانفتاح على القوى السياسية الملكية الإصلاحية ، وذلك موازاة مع القمع الجهنمي الذي تسلط على القوى الثورية (الإعدامات، الاختطافات، تشريد القبائل...).  لم تعد السياحية من أولويات هذا المخطط.
6-المخطط الثلاثي 1978-1980 : غابت السياحة كأولوية في المخطط الثلاثي، و كذلك في المخطط الخماسي 1983-1987 اللذان يجعلان من قضية الصحراء إحدى أولوياتهما.
و منذ الثمانينات، و الدولة تسهر على تطبيق توصيات المؤسسات المالية الدولية في إطار ما يسمى"بسياسة التقويم الهيكلي"PAS (الخوصصة، التوازنات الماكرو-الاقتصادية، تقليص الاعتمادات المخصصة للقطاعات الاجتماعية...).

ثانيا- السياحة في عهد ما بعد المخططات.
  بعد إحداث وزارة خاصة بالسياحة، و بعد التخلي عن "مخططات التنمية"، اعتمدت الدولة بديلين: "المبادرة الوطنية للتنمية" (2005) كبديل عام، و " الرؤى" (2010، 2020...) الخاصة بقطاع السياحة، ومشاريع قطاعية أخرى...
 عاد الرهان على السياحة  منذ أن تقلد فتح الله ولعلو وزارة الاقتصاد، فتم الإعلان سنة 2001 عن رؤية 2010 لتحويل هذا القطاع مرة أخرى إلى محور رئيسي و"رافعة للتنمية وتحويل المغرب إلى أهم وجهات السياحة العالمية"...
 لقد أكد رئيس الدولة في خطاب العرش بمراكش سنة 2001 ، على ضرورة جعل من قطاع السياحة، قاطرة قوية للتنمية الاقتصادية...
بعد 10 سنوات من انطلاقها، لم تحقق "رؤية 2010" أهم أهدافها: فبدل المساهمة في الإنتاج الإجمالي المحلي ب20% لم تتعد هذه المساهمة 11 %، و من 160الف سرير جديد لم يتحقق إلا حوالي 4500 ،أما 600 ألف منصب شغل المبرمجة، فالحكومة عاجزة عن تقديم أرقاما مقنعة بعد نهاية مخطط الرؤية، و قد بلغ عدد السياح 9مليون بدل 10 مليون الموقعة(من ضمنهم الوافدين المغاربة المقيمون بالخارج).
رغم فشل الدولة في تحقيق العديد من أهداف "رؤية 2010"، وقبل ثلاث سنوات من انتهاء العمل بها ،  طلب رئيس الدولة من الحكومة إعداد "رؤية 2020"، وبدل الاستفادة من الأعطاب التي عرفتها "رؤية2010"، فقد حدد مشروع الرؤية الجديدة أهدافا سوف لن يتحقق منها الكثير ، لأنها غير واقعية: " تحويل المغرب إلى أهم الوجهات السياحية العشرين في العالم واستقبال 20 مليون سائح وإحداث 200 ألف سرير فندقي وحوالي 500 ألف منصب شغل ومساهمة القطاع في رفع مستوى الناتج الخام الداخليPIB ليصل إلى 150 مليار درهم بدل 55 مليار سنة 2010."(منقول). 

ثالثا –  55 سنة بعد أن أصبحت السياحة اختيارا استراتيجيا.
 منذ أن أصبح ملكا،ربط الحسن الثاني و فريقه، البلاد بالخارج معتمدا على الفلاحة التصديرية، و على السياحة، خدمة لكتلة ملاكي الأراضي الكبار، و للرأسماليين الكمبرادوريين المحليين و للرأسمال الأجنبي...و ذلك من أجل "جلب العملة الصعبة" للأداء فواتير الاستيراد، و تغطية مختلف مصارف الدولة و المخزن. و للتذكير، فان المعاملات مع الخارج تتم بالعملات الخارجية (الأورو و الدولار بالأساس). لا قيمة للدرهم خارج المغرب.
إذا كانت السياحة تساعد على توفير الاحتياط من العملة الصعبة، فان لهذا الاختيار كلفة باهظة و نتائج سلبية قاتلة: - إهمال القطاعات المنتجة (الصناعة...)، تدمير البيئة، دوس حقوق الأجراء (عدم الالتزام بمدونة الشغل...)، تسهيلات ضريبية (10% بدل 20% بالنسبة للضريبة على القيمة المضافة...).
علينا أن لا ننسى شعار القطاع:FFF(foncier, financement, fiscalité)، بمعنى: العقار شبه مجاني، تسهيلات في تمويل المشاريع السياحية، و تخفيضات ضريبية.
لقد حولت السياحة الراقية المغرب إلى جنة حقيقية للعديد من الأوساط "المحرومة" من "ملذات الحياة"، كالخليجيين الباحثين عن الجنس و الكحول...و الغربيين الهاربين من قوانين صارمة تمنعهم من اغتصاب الأطفال، و تناول بسهولة المخدرات...
فبدل بناء اقتصاد وطني مستقل، هدفه الأول تلبية احتياجات الجماهير الشعبية، فان الدولة المغربية قد اختارت ربط بلدنا بالسوق العالمية، بالامبريالية عامة، و بالمؤسسات المالية خاصة...ففي هذا المنظور يندرج اختيار القطاع الفلاحي التصديري، و السياحة الراقية، بحجة توفير "العملة الصعبة".
و للتذكير، فان مصادر"العملة الصعبة" متعددة: التصدير، تحويلات مغاربة الخارج، السياحة الراقية، المتاجرة في الجنس، المتاجرة في المخدرات (كيف يمكن تفسير احتلال مدينة الناضور المرتبة الثانية بعد الدار البيضاء في المعاملات البنكية البنكية؟ flux monétaire) .
فبدل أن تتحول السياحة إلى "قاطرة للتنمية" فإنها تحولت إلى معيق حقيقي أمام بناء اقتصاد وطني مستقل، و ذلك بتدمير البيئية، بإشاعة الهشاشة في ميدان الشغل، بتقليص المداخل الضريبية، بنشر تجارة الجنس، و المخدرات...الخ

ابريل 2020




***************

حول الطبقات الوسطى بالمغرب

  على فقير

  تقديم

1- الطبقة الوسطى أم الطبقات
الوسطى؟
العديد من الأوساط المثقفة تتحدث خطئا عن الطبقة الوسطى، وهي تشير بدون شك إلى البرجوازية المتوسطة عامة ، وإلى الشريحة المثقفة منها خاصة.
فهؤلاء يغيبون العاقات مع وسائل الإنتاج و الموقع في علاقاته، حيث يقتصر تعريفهم هذا على مقاربة علم الاجتماع البرجوازي الذي يرتكز على أهمية الدخل، على المستوى التعليمي، على نمط العيش...ومن هنا يعتبرون أن ازدهارالطبقة" الوسطى يضمن الاستقرار,
2- الطبقات الوسطى بين من و من؟
نجد في نمط الإنتاج الرأسمالي، طبقتين أساسيتين: الطبقة البرجوازية الرأسمالية و الطبقة العاملة، وبن الطبقتين طبقات تختلف فيما بينها ليس فقط في أهمية الدخل، بل وبالأساس في العلاقات مع وسائل الإنتاجية )الملكي.ة...(، وفي علاقات الإنتاج )الاستغلال...(
3- تذكير بمرتكزات التحليل الطبقي.
يمكن تعريف التشكيلة الاجتماعية "بمجمل الطبقات الاجتماعية المتواجدة ومختلف العاقات )الاقتصادية و ا لسياسية و الثقافية و الاجتماعية … (التي تربط بعضها بالبعض. ويبقى العنصر الأساسي في تطور وتغيير التشكيلة الاجتماعية هي : التناقضات الداخلية تناقض المصالح( والصراعات الناتجة عنها )الصراع الاقتصادي، الصراع السياسي، الصراع الفكري…(. لا يمكن الحديث عن التشكيلة الاجتماعية في المجتمعات الطبقية، خارج الثنائي :التناقض والصراع.
إن التناقض في المصالح مرتبط بوضعية كل طبقة اجتماعية في الهرم الطبقي. ويمكن تحديد كل طبقة اجتماعية انطلاقا من عناصر موضوعية يصعب الخلاف حولها. أما الصراع الطبقي بمختلف أوجهه، فتحدده عدة عوامل أغلبها ذاتية، وفي مقدمتها الوعي الطبقي، والانخراط في مشروع مجتمع بديل عبر النضال والتنظيم
ولتحديد الانتماء الطبقي فإننا نعتمد على العناصر الآتية :
أ- العلاقات بوسائل الإنتاج هل يمتلك
الفرد وسائل الإنتاج التي يشتغل بها/فيها أم لا؟
ب - الموقع داخل علاقة الإنتاج: هل يستغل )بكسر الغين( الفرد الآخرين أم لا ؟ وهل يستغل )بفتح الغين( الفرد من طرف آخر أم لا ؟
ت - الموقع داخل الهرم الإداري-التسيير-التدبير: هل للفرد مكانة مهمة  في موقع القرارات المتعلقة بسياسات المقاولة-المؤسسة أم لا ؟
ث - أهمية الدخل: يشكل مستوى الدخل، مقارنة بمستوى الأجور )في حالة المقاولة الرأسمالية مثلا( ومقارنة بالمعدل العام للمداخل، عنصرا مهما في تحديد الانتماء الطبقي أو الفئوي...
يشكل العنصران الأول و الثاني المقياس الأساسي في عملية تحديد الانتماء الطبقي في مجتمع تسود فيه المقاولة الرأسمالية الخاصة، كما يشكل العنصران الثالث والرابع المقياس الأساسي في عملية تحديد الانتماء الطبقي في المقاولات-المؤسسات العمومية وفي إطار سيادة علاقات "رأسمالية الدولة". وفي هذا الإطار لا يمكن تصنيف مدراء المقاولات والمؤسسات العمومية والخاصة المغربية، وكذلك مختلف الأطر العليا للدولة، إلا في خانة الطبقات السائدة، لأنها تحتل المناصب الإستراتيجية في إطار قسمة العمل، و تتصرف في وسائل الإنتاج كفئة من الرأسماليين العاديين رغم أنها لا تمتلك قانونيا هذه الوسائل. و بشكل عام، يمكن أن نقول أن العناصر الأربعة ت.بقى في غالب الأحيان متداخلة ومتكاملة يبقى هذا كله تعريفا عاما، يعتمد الميولات الأساسية، ويبقى مطروحا على المناضلين الاجتهاد في الحالات والمعطيات المرتبطة بالواقع الملموس
وللاستئناس أقدم التعريف اللينيني للطبقات الاجتماعية :
" إن ما نقصده بالطبقات هي مجموعات كبيرة من البشر تتميز من بعضها بحسب الموقع الذي تحتله في نظام إنتاج اجتماعي محدد تاريخيا وكذلك بحسب ما لها من علاقات بوسائل الإنتاج وهي عاقات تضبطها وتكرسها قوانين معينة في أغلب الأحيان وكذلك بحسب دورها في التنظيم الاجتماعي للعمل أي حسب الطرق التي تحصل بها على الثروات الاجتماعية وما تحوزه منها. إن الطبقات هي مجموعات من الناس يستطيع بعضهم ابتزاز عمل الآخرين لا لشيء إلا أنهم يحتلون موقعا متميزا في بنية معينة من الاقتصاد الاجتماعي. إن الواضح هو أن إلغاء الطبقات نهائيا لا يتطلب مجرد الإطاحة بالاستغلاليين والملاكين العقاريين الكبار والرأسماليين أو إلغاء ملكيتهم، بل يجب كذلك إلغاء كل أشكال ملكية وسائل الإنتاج وردم الهوة بين المدينة وا.لريف و بين العمال اليدويين والمثقفين..."
أهم الطبقات الوسطى.
أولا- البرجوازية المتوسطة.
1-   البرجوازية الرأسمالية المتوسطة.
تتموقع البرجوازية الرأسمالية المتوسطة بن البرجوازية الرأسمالية الكبيرة و البرجوازية الصغيرة، في قطاعات الصناعة، و الخدمات، والفلاحة. تتمركز بالأساس في المقاولات المتوسطة والصغرى/PME و في المقاولات الصغرى جدا/ TPM ، وهي رأسمالية في جلها، و تعد بالعشرات من الآلف، تتمركز بالأساس في قطاعي التجارة والخدمات )حوالي%70 ).
أ-من مميزات البرجوازية المتوسطة الرأسمالية (القانون00-53  ).
التشغيل : بين 10 و 200 أجير بالنسبة للمقولات الصغرى والمتوسطة/PME، وأقل من 10 أجير وأقل من 3مليون درهم كرقم المعاملات بالنسبة للمقولات الصغرى جدا .TPE
رقم المعاملات السنوي: أقل من 75مليون درهم.
مجموع " الحصيلة " المحاسبتية  bilan comptable اقل من 50 مليون درهم
يسهر على التسيير أو التدبير أشخاص ذاتيين من مالكي المقاولات.
ب - أهمية البرجوازية المتوسطة الرأسمالية في الاقتصادي الوطني.
تشكل حوالي % 95 من مجموع المقاولات الرأسمالية،
تشغل حوالي % 50 من اليد العاملة
تساهم بحوالي % 40 من الإنتاج الوطني la production nationale
تساهم بحوالي % 20 في الناتج الداخلي الخام PIB
تشكل صادرتها حوالي % 30 من مجموع الصادرات
يشكل حجم استثماراتها حوالي% 50 من مجموع استثمارات القطاع الخاص.
ت- من خصائص البرجوازية الرأسمالية المتوسطة :
ممركزة في قطاعي الت . جارة و الخدمات )حوالي 70 % من المجموع(
اقل من 100 الف. منخرطة في صندوق الضامن الاجتماعي
فقط حوالي 40 الف تقدم سنويا "الحصيلة المحاسباتية/ bilan comptable
فقط، حوالي 2000 مقاولة تتوف.ر فيها شروط لتمويل البنكي الكلاسيكي.
انعدام الشفافية المحسابتية/  manque de transparence comptable
الضعف في الإنتاجية و في المساهمة في القيمة المضافة المنتجة )حوالي% 20 (.
لا تساهم إلا بحوالي % 20 في الضريبة على لشركات، وبحوالي % 30 في الضريبة على الدخل.
ارتفاع عدد الإفلاسات/الإغلاقات ( 8439  وحدة خلال سنة 2019  .)
ث- التنظيم المهني : أغلبية المقاولات
الصغيرة و المتوسطة، والمقاولات الصغيرة جدا منظمة في غرف)الصناعة، التجارة، الحرف...(، وفي الكنفدرالية المغربية للمقاولات الصغرى والمتوسطة/PME والمقاولات الصغيرة جدا/ TPE 
وفي إطار الاتحاد العام لمقاولات المغرب CGEM
من المطالب الموجهة للمديرية العامة للضرائب DGI من طرف هذه الشريحة الرأسمالية، إعفائها من العديد من الضرائب، كما تطالب من صندوق الضمان الاجتماعي إعفائها من المساهمات الاجتماعية.
يصعب الحديث عن تنظيم سياسي يؤطر هذه الشريحة من البرجوازية المتوسطة.
2-   شريحة البرجوازية المتوسطة الغير الرأسمالية.
تضم هذه الشريحة كل من الأطباء، الأساتذة الجامعيين، المحامين، المهندسين، الأطر الإدارية العليا في القطاعين العام والخاصة وفئات أخرى من المثقفين ذوي الدخل العالي...
تلعب هذه الشريحة دورا نشيطا في الصراع الطبقي، نقابيا وسياسيا، حيث تتحكم في جل القيادات النقابية و السياسية، و الجمعوية، إنها تعبر في العمق عن مصالح البرجوازية المتوسطة عامة وعن طموحاتها في تشييد مجتمع ديمقراطي ليبرالي دون المساس "بثوابت الأمة" الثلاثة. هذا ما يجعلها تقف بجانب المخزن في لحظات احتداد الصراع الطبقي، وذلك خوفا من الثورة الشعبية الراديكالية.
جل القيادات السياسية والنقابية تنتمي لهذه الشريحة من البرجوازية المتوسطة.
3-   الخلاصة العامة: الرهان على البرجوازية المتوسطة" في سيرورة التغيير رهان قاتل استراتيجيا، و ذلك رغم أهمية دورها في طرح بعض المطالب الديمقراطية مرحليا.
ثانيا - البرجوازية الصغيرة:
تتشكل هذه الطبقة من الأفراد الذين يمتلكون أرضا، أو رأسمالا أو مهارة أو معرفة تسمح لهم بأن يعيشوا دون استغلال الآخرين ودون أن يستغلوا من طرف الآخرين )ويشكل الاستغلال عنصر ثانوي إذا ما حدث(.
أ- البرجوازية الصغيرة الحضرية :
وتتكون بالأساس من الحرفيين والصناع التقليديين الصغار والمتوسطين، والتجار الصغار والمتوسطين، وموظفي الدولة الصغار وأصحاب المقاهي، والحلاقين
ب- البرجوازية الصغيرة القروية :
وتتكون من الفلاحين المتوسطين، ومربي الماشية ومن كل الذين لا يحتاجون إلى عمل الآخرين إلا في حالة نادرة، ومن الذين لا يحتاجون إلى البحث عن العمل من أجل العيش.
تتميز البرجوازية الصغيرة بالتذبذب السياسي و الانتهازية في اتخاذ المواقف، لكنها تبقى موضوعيا طبقة تقدمية في الواقع الراهن. ففي الستينات والسبعينات، كانت أغلب شرائحها مؤطرة سياسيا و نقابيا من طرف الحركة التقدمية، لكن هذا التأطير تراجع في الوقت الراهن بشكل كبير. تذبذبها راجع إلى كونها تملك"رأسمال" صغير تطمح إلى تطويره من جهة، و إلى كونها كادحة. من جهة أخرى.
ثالثا- أشباه البروليتاريا)أو أشباه العمال(
تتشكل هذه الطبقة من الأفراد الذين لا يملكون )أو يملكون بشكل غير كافي)  ما يحميهم من الاستغلال، حيث يضطرون إلى بيع قوة عملهم )عينيا أو نقديا(
أ- أشباه البروليتاريا الحضرية :
وتتكون هذه الطبقة من فئات عريضة كالحمالة، والباعة المتجولين، والفراشة،
وحراس الليل وخصوصا من آلاف العاملين ك"متعلمين" أو كمياومين في مختلف
المقاولات الحرفية والصناعية...
ب- أشباه البروليتاريا في البادية :
وتتكون من الفلاحين الفقراء )يملكون بعض القطع الصغيرة من الأرض وبعض
رؤوس الماشية لا تستجيب لحاجيتهم الأساسية( ، ومن المواطنين بدون أرض ولا ماشيةكل هؤلاء يلتجئون إلى العمل كخماسة، أو رباعة أو رعاة )رعاة(... . فالشبه البروليتاري عامة مستعد للتخلي عن "نشاطه" لالتحاق بالعمل داخل المقاولات الرأسمالية عند الطلب.
يشكل أشباه البروليتارية أهم جيش احتياطي للصناعة و البناء و الأشغال العمومية  ... وهم غير مؤطرين نقابيا وسياسيا، لكنهم يوجدون في قلب المقاومة الشعبية خصوصا . منذ انطلاق حركة 20 فبراير المجيدة.
                             مارس 2020