mercredi 12 août 2020

الجزء الخامس, من منشورات الحزب الشيوعي البرازيلي: أن تكون شيوعيا فهو التزام يومي 1- الجزء الأول: بوصلتك هي النظرة البروليتارية للعالم ( نشر بجريدة النهج الديمقراطي، العدد 371/372): 2- الجزء الثاني: تثوير الأفكار والممارسة في نار الصراع الطبقي 3- الجزء الثالث: ماذا يُشترط في المناضل الشيوعي؟ 4 - تشريف صفة العضوية في الحزب + واجبات عضو الحزب :+ الصرامة في كل الظروف 5- المباديء البلشفية في سياسة الكوادر (يتبع) لا يمكن البحث بصورة سليمة في هذه المسألة إن لم تقُدنا منطلقات لينينية دقيقة، ولذا لا بدّ أن نفهم حاجتنا المطلقة إلى سياسة كادرية سديدة وإلى تطبيقها تطبيقا محكما. لقد اكتسب حزبنا خبرة غنيّة وحقّق انتصارات فعلية ولكنه ارتكب أخطاء أيضا كانت ضئيلة كلّما أحسن تطبيق المبادئ البلشفية في سياسة الكوادر. وإنّه لمن المفيد التأكيد على المبادئ الأساسية لضبطها، وكان وضعها في المقام الأوّل الرفيق ديمتروف تلميذ لينين وستالين المخلص خلال المؤتمر السابع للأممية الشيوعية سنة 1935. وبالاعتماد على هذه المبادئ، يمكننا تقييم تجاربنا الإيجابية والسلبية تقييما صائبا واستخلاص التعاليم الثورية الضرورية لتجنّب الأخطاء والتحسين المتواصل لنشاط الحزب. فما هي هذه المبادئ وكيف نفهمها بالنظر إلى الحاجات الفعلية للحزب ولمتطلّبات خطّه؟ ********************* أوّلا: معرفة الكوادر بعمق إذ أننا لا نعرفهم عادة بما فيه الكفاية: فقد تكون لدينا في عديد الأحوال فكرة جزئية أو سطحية عن الكثير منهم، إلاّ أنّ معرفة شاملة كاملة للكوادر ضرورية بصورة مطلقة كي لا تحصل لنا مفاجآت سيّئة يمكننا تجنّب حدوثها. تعلّمنا تجربة الحزب أنّه كلّما كانت معرفتنا للأعضاء أجود، اكتشفنا مناضلين يتمتّعون بخصال شيوعية ثمينة لم ننتبه إليها من قبل البتّة، تمّ ومن ناحية أخرى لم يكن بغير هذه الطريقة تخليص الحزب من العناصر التي تسيء له إيديولوجيا وسياسيا لأنّها في الواقع تنكر المصالح الطبقية للبروليتاريا. ويعلّمنا ستالين أنّه لا يمكننا مراقبة كوادر الحزب مراقبة سليمة ما لم نتعرّف عليهم بصورة دقيقة في كلّ مظاهر حياتهم الحزبية، وعلى قاعدة أفعالهم وليس أقوالهم فقط أو تصريحاتهم ووعودهم. ومن وجهة النظر البروليتارية الثورية، لا يجوز البتّة السماح للكوادر بإخفاء الحقيقة عن الحزب أو تشويهها مهما كانت المشكلة، فالكذب عليه يُعدّ من أفدح الأخطاء التي يرتكبها شيوعي في حياته. إنّ الصفات الأخلاقية للشيوعي لا يمكن أن تكون شيئا آخر يختلف عن الصدق والاستقامة والإخلاص للحزب. فإذا توفّرت لدينا هذه النظرة الواقعية فإنّنا نفهم بسهولة حاجتنا إلى دراسة دقيقة بالمجهر البلشفي مثلما كان يقول ديمتروف، حتّى نتبيّن نقاط ضعفهم ونقاط قوّتهم وكذلك من أن نعرف مدى استعدادهم لتقديم حياتهم في سبيل الحزب. وهكذا نستطيع معرفة واقع كلّ رفيق وما يمكن له أن يكون وتصوّر أكبر وأصغر مساهمة يمكن أن يقدّمها حاضرا أو مستقبلا لفائدة قضيّة الحزب والطبقة العاملة. ******************* ثانيا: ترقية الكوادر بصورة حكيمة: وحتّى تكون سليمة، فإنّ هذه الترقيات لا يمكن أن تتمّ بالمناسبات وعلى عجل بل على العكس من ذلك، يجب أن تخضع إلى عناية كبيرة وروح مسؤولية عالية، وبالتالي يتحتّم الاعتماد ـ كقاعدة ـ على النشاط اليومي للكادر وسط الحزب ووسط الجماهير، لا على نشاطه المتفرّق، على صلابته أوقات الشدّة وإخلاصه في تنفيذ مهمّات الحزب، وحنكته ويقظته في العمل السرّي وفي المزج بينه وبين العمل العلني، إخلاصه للحزب أمام أجهزة القمع ومدى تشبّعه بالروح الأخوية والرفاقية الشيوعية تجاه رفاقه، وتصرّفه خلال التحرّكات الجماهيرية والصّيت الذي يُحظى به لدى الجماهير. فإن نحن اعتمدنا هذا الأسلوب لترقية كوادر الحزب، فالنتيجة تكون عموما إيجابية، ولكن إذا نحن حدنا ولو قيد أنملة عن هذه المقاييس الصحيحة، تكون التأثيرات دائما سلبية ومُضرّة بالحزب. **************************************** ثالثا: الكادر المناسب في المكان المناسبّ إنّه لأمر أساسي العمل على وضع كل كادر في المركز والمكان الأنسب لا لقدراته الحالية فحسب، بل أيضا بالنظر إلى إمكانياته الفعلية حتى يجد نفسه في ظروف تتيح له تنفيذا أفضل للمهامّ الحزبية وتطويرا أيسر لمؤهّلاته السياسية والعملية. إنّ استخدام الكوادر في مواقع غير مواتية لهو خطر ينبغي تجنّبه اتّقاء لنتائجه السلبية دوما، سواء على مستوى الحزب أو الرّفاق، ومن الضروري التزام السلوك الواقعي الذي يرى أنّه لا كمال لأحد وأنّ الشيوعي كغيره يعيش دائما عملية تحوّل متواصلة، مثلما تعلّمنا الحياة. علينا أخذ المناضل كما هو ومحاولة اكتشاف الاتجاه الرئيسي لتطوّره دون تهويل أو تقليل من خصاله وعيوبه. وإنّه لهامّ وضروري دفعه إلى تطوير خصال المناضل الشيوعي واكتساب أخرى جديدة وذلك بإقناعه في نفس الوقت بضرورة النضال لتجاوز عيوبه. ومن ناحية ثانية لا يمكن أن ننسى أنّ مراقبة منتظمة وغير عرضية لسلوك الكوادر وممارستهم يوميا، لإرادتهم الرّاسخة في التعلّم باستمرار وتحسين النضال، لاستعدادهم كي يُخضعوا مصالحهم الشخصية لمصالح الحزب العليا دون قيد أو شرط، وتفانيهم وصدقهم وإخلاصهم للحزب، هذه المراقبة لا مناص منها كأمر وثيق الارتباط بمسألة الاستخدام السديد للكوادر. علينا قبل كلّ شيء ألاّ نغفل عن تعيين أصلب الكوادر وأنشطهم وأكثرهم تفانيا وقدرة على اتّخاذ المبادرة ووثوقا في المواقع الإستراتيجية للحزب ومراكز نشاطه الأساسية ولإنجاز المهمّات الأصعب. فإنّ هذه المواقع تتطلّب وجود مناضلين متملّكين لخطّ الحزب وذوي تجربة سياسية، وأهلية لأخذ القرارات، وروح عملية، يعرفون كيف يتصرّفون بطلاقة في ظروف السرية، ويحذقون التحرّك وسط الجماهير كي يكسبوا محبّتها ويصبحوا قادتها المحترمين. ولن يكون توزيع الكوادر سليما سديدا إلاّ عندما يشعر كل واحد أنّه في الموقع الذي يمكّنه من إعطاء أقصى ما لديه من أجل الحزب، والمساهمة باستخدام أفضل مؤهّلاته في النشاط الثوري للحزب. ينبغي تفحّص هذه المقاييس ببالغ اليقظة داخل حزبنا لأنّنا مجبرون على النضال في أحلك ظروف السرية ولأنّ مسؤولياتنا كطليعة ثورية ماركسية لينينية للبروليتاريا البرازيلية تتعاظم يوما بعد يوم. وأمام هذا الواقع يبدو بديهيّا أنّ مسألة توزيع الكوادر أو نقلهم إلى مكان آخر تتطلّب اهتماما خاصّا، سواء بالنظر إلى مسؤولياتهم في الحزب أو إلى شتّى المسائل المتعلّقة بأمن كلّ رفيق وبأمن نشاط الحزب. وإنّه لخطأ فادح أن نضع رفيقا في مهمّة لا قدرة له على النجاح فيها، أو السماح بعمل أفقي في ظروف السرية القصوى أو هتك قوانين العمل السرّي، إذ لا يجوز أن يعرف كل رفيق إلا من يتطلّب نشاطه اللقاء به. وتتضافر مع هذه الظروف جملة من الصعوبات الحقيقية ، مادية وعملية الخ... والتي لا تتحمّل قرارات مرتجلة بل تتطلّب البحث فيها بجدّية حتّى يجد كل مشكل الحلّ المناسب له. ************ رابعا: المساعدة المطلقة للكوادر مهما كانت نوعية المناضل، فهو دائما في حاجة إلى توضيحات إيديولوجية وسياسية وحزبية، مدقّقة ومركّزة. وبهذا الصدد، على الكوادر أن يوافوا الحزب بتقارير ضافية عن التجارب المُراكمة من طرفهم في النشاط السرّي وفي الرّبط المحكم والملائم بينه وبين النشاط العلني وذلك بصورة منتظمة، حتّى يتمكّن من التحكّم في هذا الفن الصعب الذي يتطلّب يقظة شيوعية عالية وانتباها خاصّا وروحا خلاّقة. كما ينبغي أن يكون شغلنا الشاغل هو تمكين الكوادر من التطوّر المتواصل حتى يصبح بمستطاعهم إضفاء توجّه سديد وحيوي على عملهم الحزبي. وعلى نفس النحو، فإنّ الكوادر يستشعرون الحاجة إلى مراقبة القادة لنشاطهم المراقبة المنتظمة والأخوية لتصحيح أخطائهم ونواقصهم وتجنيبهم هفوات كان يمكن تلافيها. ***************** خامسا: السهر بجدّية للحفاظ على الكوادر إنّه لضروري أن نولي اهتماما خاصّا للغاية بالظروف التي يعيش فيها كوادر الحزب: ظروف حياتهم وعملهم، وذلك بتتبّع حالتهم الذهنية وأوضاعهم الشخصية وبالتعرّف على شواغلهم وحاجاتهم الحقيقية بما في ذلك مشاكلهم العائلية. يجب أن يُعامل الرفاق كرفاق وهم في حاجة إلى ذلك ولا يجوز البتّة أن يُعاملوا بجفاء أو احتقار ولكن دائما بأخوّة ومحبّة. كل كوادر الحزب في حاجة إلى حرارة الرّوح الرفاقية الشيوعية التي بدونها قد يشعر الرفيق بصعوبة الحفاظ على الاندفاع والقوّة الضروريين لتطوير نشاطه الحزبي باستمرار، والذي هو صعب ويتطلّب دائما الحماسة والحيوية والتفاني. كما يجب أن يكون لدينا الحسّ اللازم الذي بواسطته نُقدم على نقل الكادر من مركز ومن مكان لآخر في الوقت المناسب عندما تفرض الظروف ذلك أو حيث يتمكّن الرفيق من البذل أكثر وأحسن. إنّ شعورنا بالمسؤولية في الحفاظ على الكوادر يفترض السهر والانتباه إلى كل المشاكل العويصة الخاصّة بالتنظيم المناسب للعمل السرّي. إنّه عمل من نوع خاص ولا يمكن أن يكون ذا فعالية ما لم نحرص على التطوير الدائم والتجويد المستمرّ. فأدنى إخلال باليقظة الشيوعية أو أيّ عاهة روتينية، أو أي نوع من النزوع المحافظ قد يسبّب خسائر فادحة للتنظيم الحزبي ويُلحق جسيم المضارّ بالكوادر والمناضلين.(يتبع)

lundi 10 août 2020

أن تكون شيوعيا فهو التزام يومي. أن تكون شيوعيا فهو التزام يومي.(الحزب الشيوعي البرازيلي): الجزء الثالث 1- الجزء الأول: بوصلتك هي النظرة البروليتارية للعالم ( نشر بجريدة النهج الديمقراطي، العدد 371/372)) 2- الجزء الثاني: تثوير الأفكار والممارسة في نار الصراع الطبقي(نشر يوم يوم الأحد 9 غشت 2020 في الفايس بوك). ************************ 3- الجزء الثالث: ماذا يُشترط في المناضل الشيوعي؟ إنّ الحزب كطليعة ثورية ماركسية لينينية للبروليتاريا يمتلك قوّة وحيوية جهاز حي وفعّال، يدخل إليه أعضاء جدد باستمرار، إنّهم رفاق برهنوا على خصال طلائعية في معارك الصراع الطبقي، يبحثون عن الحزب ليناضلوا في صلبه ويصبحوا شيوعيين. ولكن لنسأل: ماذا يعني أن تكون مناضلاً في الحزب الشيوعي؟ إنّ من يرغب في الانتماء إلى الحزب ويُقبل كأحد مناضليه يعرف جيّدا أنّه لا يملك بعدُ كلّ صفات الشيوعي. إنّ الرفيق الذي يدخل إلى الحزب يأتي سواء من صفوف الطبقة العاملة أو الجماهير الفلاحية أو من الحركة الطلاّبية أو من قطاعات أخرى من البورجوازية الصغيرة المتجذّرة ويحمل معه بمستويات متفاوتة ميزات وعيوب أصله الطبقي والتكوين الذي تلقّاه. ففي خلال نشاطه المتعدّد الأوجه، يأخذ الحزب على عاتقه تربية مناضليه الجدد ويكشف لهم عن الطريقة التي تحوّلهم إلى شيوعيين حقيقيين، فيشجّعهم على التخلّص من عيوبهم ونواقصهم وعلى تطوير صفاتهم الإيجابية واكتساب الخصال الثورية البروليتارية للمناضل الطلائعي، ولا يوجد لقب أشرف من أن يكون المرء عضوا في الحزب. فالانضمام إلى صفوفه هو الانتماء إلى المنظمة الثورية الماركسية اللينينية للبروليتاريين التي عليها خدمة الطبقة العاملة والشعب الكادح بإخلاص والنضال من أجل مصالحها الحيوية وتحقيق الانتصار للثورة الشعبية وللاشتراكية. يناضل الشيوعي من أجل مهامّ اليوم التكتيكية ومهامّ الغد الثورية الإستراتيجية. إنّ هذا النضال الشاقّ والمعقّد لن يتطوّر نحو الاكتمال وبثقة وفي أفق واضح ما لم ينخرط المناضل روحا وجسدا في الحياة العضوية للحزب وفي نشاطه الثوري. ولا يمكن أن يكون الانتماء موسميا، متقطّعا، بل بصورة مسترسلة ومتماسكة، لا يمكن أن يكون هذا الانتماء مشروطا بظروف معيّنة، بل في كلّ الظروف حتى أشدّها تقلّبا. ولذا يجب أن يفهم الشيوعي القيمة الفائقة للشروط اللينينية الواجب توفّرها لدى المرشّحين لعضوية الحزب. هناك أربعة شروط لينينية يضبطها القانون الداخلي للحزب وينبغي أن تتوفّر لدى كل مناضل هي: تبنّي برنامج الحزب وقانونه الداخلي والمساهمة في تطبيقهما، النضال داخل إحدى منظمات الحزب، الانضباط لمقرّراته، ودفع المساهمة المالية كل شهر. وهذا لا يعني أن الأمر يتعلّق بمجرّد جمع لمتطلبات قانونية يخضع لها المناضل، كلاّ، فمغزاها أبعد من ذلك. إنّها حصيلة المبادئ الإيديولوجية والسياسية والتنظيمية، المعيارية والمنهجية للحزب البروليتاري الثوري من الطراز اللينيني، لحزب الثورة الاجتماعية الذي يكافح في سبيل بناء الاشتراكية والشيوعية، وبدون هذه الشروط الأربعة، يستحيل ضمان تطوير وتدعيم الحزب كمنظّمة تكون فعلا طليعة البروليتاريا وفي نفس الوقت كوحدة لإرادة كفاحية بإيديولوجيتها وسياستها وهيكلتها المركزية الديمقراطية. فأن يشترط الحزب على مناضليه الالتزام الكلّي بهذه المبادئ، فذلك لأنّه يريد تكوين مناضلين بروليتاريين ثوريين من طراز خاص، يهبون أنفسهم وكامل حياتهم لقضية الحزب الثورية الكبرى وللطبقة العاملة. إن القبول ببرنامج الحزب وقوانينه ليس إلاّ الخطوة الأولية للدخول إلى الحزب. إنّها المرحلة الأولى، وفيما بعد يساعد الحزب المناضل على استيعاب هاتين الوثيقتين الأساسيتين اللتين توجّهان حياة الحزب، ومن ناحية أخرى يبذل المناضل باستمرار مجهودا لتملّكهما في العمق، ولا يمكن لمناضل أن يجهل برنامج الحزب وأن لا يفقه أهميته التاريخية، كما لا يمكن له أن يبدو غير متأكّد فيما يخصّ محتوى قوانين الحزب ومنتهى قيمتها. هاتان الوثيقتان الأساسيتان تمثّلان المرشد الثابت للمناضل في نشاطه الثوري. إنّ ما يقدّمه برنامج الحزب بدقّة ووضوح عملي هو ليس سوى ثمرة التحليل الماركسي اللينيني للوضع الملموس القائم في البرازيل. وإنّ الأهداف والمهمّات التي يطرحها ليست سوى التعبيرة الموضوعية عن الحاجة الملحّة للتغيير باتجاه إحداث تحوّلات ديمقراطية جذرية وذات طابع معادي للامبريالية والملاكين العقاريين الكبار والاحتكارات، وشعبية في البُنى التحتية والفوقية للمجتمع البرازيلي سيرا نحو الاشتراكية. كما يوضّح البرنامج الاتجاه الأساسي الذي يجب أن يأخذه النضال الثوري والشعبي حتّى يكون معبّرا عن مصالح البروليتاريا والشعب قصد إحراز النصر. إنّه البوصلة التي تُشير إلى الطريق الذي لا يدخله الشك في نشاط الشيوعيين ونضالهم مهما كان مجاله. وهي الوثيقة التي تمنحنا القناعة بأنّ شعبا يناضل من أجل الحرية والاستقلال لن يُغلب. أمّا بالنسبة لقوانين الحزب، فتُحدّد مفهومه كطليعة ماركسية لينينية للطبقة العاملة، تضبط المتطلبات والواجبات والحقوق، وتُرسي مبادئ التنظيم وهيكلته وتحدّد مشمولات الهياكل، قاعدية ووسطى وعليا، وتضبط القواعد التنظيمية الرئيسية وطرق العمل وتنظيم كامل حياة الحزب قبل وفوق كل شيء كمنظمة بروليتارية ثورية طلائعية مهمّتها تنظيم وقيادة الجماهير العمّالية والشعبية في كافّة مجال الصراع الطبقي. وبارتباط بالخط الاستراتيجي للحزب، فإنّ البرنامج هو الأداة اللازمة لتحرير شعبنا من نير الامبريالية والملكية العقارية الكبيرة والبورجوازية الكبيرة الاحتكارية والتقدم به في طريق الاشتراكية وتحت قيادة البروليتاريا. على كل مناضل أن يبذل أحسن ما لديه وأن يناضل بلا كلل من أجل انتصار برنامج الحزب وتطبيق التكتيك المتولّد عنه، التكتيك الثوري الذي يمتاز بكفاحيته ومرونته معا، ويهدف إلى كسب أوسع الجماهير الكادحة والشعبية للثورة. ولا تقلّ قوانين الحزب قيمة إذ أنّها تعتمد المبادئ والضوابط التي تُنظّم باستمرار حياة الحزب ويضمن تطبيقها الفعلي السير العادي لكلّ هياكل الحزب ونشاطا مثاليا لكافّة مناضليه. هناك شرط ثان يجب أن يتوفّر لدى المناضل الشيوعي هو ضرورة الانتماء إلى إحدى منظّمات الحزب كطليعة للبروليتاريا منظّمة وثورية. إنّه ليس تجمّعا مفكّكا عديم الشكل، كتلة من الأفراد ولكنه وحدة مهيكلة بصورة عضوية على كل واحد من أعضائه الخضوع للروابط التنظيمية وللانضباط في تطبيق المقرّرات، وعلى هذا النحو يتمكّن الحزب من تحقيق الظروف والقدرات اللازمة لقيادة الجماهير الكادحة عمليا في كل مجالات الصراع الطبقي، إذن لا يمكن لأيّ مناضل حزبي أن لا ينتمي إلى أحد هياكله وأن لا يخضع له كليا. ثمّ إنّه من واجب المناضل بذل نشاط مستمرّ وبنّاء ضمن هيكله دون أن يخشى الصّعاب والتضحيات أو يضعف أمام تقلّب الظروف. وبتوجيه من الهيكل، يكتسب المناضل بفضل نشاطه الدائب مقدرة تنظيمية ووعيا وشعورا بروليتاريين ثوريين وروحا رفاقية وإخلاصا لا متناهيا لقضية الاشتراكية، هذه الصفات الشيوعية التي تنعكس في صلابة منظمة الحزب وكفاحيتها. وعلى هذا النحو، فإنّ المناضل لا يميّز بين مسؤوليته وطموحاته الثورية ومسؤوليات الحزب وطموحاته. وهكذا اعتمادا على منظمة الحزب، يمكن له الحفاظ دوما على نشاطه كمناضل من الطليعة الثورية الماركسية اللينينية للبروليتاريا. إنّ الشرط الثالث الذي يجب توفّره لدى مناضلي الحزب يتبوّأ هو أيضا أهمية كبيرة ويتمثّل في تطبيق مقرّرات الحزب بإخلاص. إنّ مقرّرات الحزب تحدّد المهامّ وتضبط التعليمات التي ينبغي تنفيذها، ومن أجل تنظيم وقيادة النضالات التحرّرية للبروليتاريا والشعب، يحتاج الحزب إلى التحرّك ضمن إرادة موحّدة وهو ما يتطلّب من مناضليه عملا يتجلّى في كلّ كفاحيّ منسجم. ويجب أن تُفهم مقرّرات الحزب بالوضوح الكافي وتوضع حيّز التطبيق ولا يتوقّف الأمر إلا على النشاط المتواصل والمتفاني لكل مناضل وعلى تصميمه الثوري وإرادته. ويّثري المناضل أثناء إنجاز مقرّرات الحزب تجربته ويكتسب صلابة وحزما ثوريين كما يكتسب روح المسؤولية والمبادرة، ويمكنه أن يُعاين النجاحات التي يحقّقها والنواقص التي تحصل ويقيّمها حقّ قدرها. فبتحمّل المهامّ وإنجازها، يتعلّم المناضل كيف يناضل وينتصر، كيف يذلّل الصعاب ويتحمّل التضحيات وكيف يتقدّم دائما وينعت نفسه كشيوعي أصيل. وهكذا يساهم في إضفاء نشاط متزايد على منظمة الحزب ويدعم طاقاتها الكفاحية. ويشكّل دفع المساهمات المالية في إبّانها واجبا آخر من واجبات المناضل الشيوعي. فالمساهمة المالية توجد رابطة مادية بين المناضل والحزب كما أنّها تُعتبر عنصرا هامّا في تربيته إذ تُكسبه شعورا بالمسؤولية الحزبية. إنّ موارد الحزب القارّة تأتي من مساهمات مناضليه، وبدونها يصبح كل نشاط أعوص. إنّ أهمّ ما تحقّقه منظمات الحزب يتوقّف بدرجة ما على موارده المالية ولا يمكن البتّة القبول بأيّ تقصير للشيوعي في هذا الصدد. فعلى المناضل إدراك المغزى السياسي والإيديولوجي العميق لدفع المساهمات الشهرية، إذ أنّه بتقديمها في الموعد المحدّد، يكون ساعد منظمة الحزب على أداء أفضل لمهمّته الثورية. أن يُذعن المناضل أمام هذه الشروط اللينينية الأربعة فهي ضرورة مشروطة بطبيعة الحزب نفسه ولا يمكن أبدا الإيفاء بأحدها دون سواها بل يجب توفّرها كاملة، فهي تشكّل وحدة عضوية لا تتفكّك ونظام مبادئ متمفصلة متناسقة يتوطّد صلبا داخله كامل الصّرح التنظيمي للحزب. يجب أن يكون احترام المناضل لهذه الشروط شغلا شاغلا دوما لأنّ ذلك يتيح له التطوير والتحسين المطّرد لخصاله كشيوعي وبناء حياته على أساس ممارسات جديرة بمناضل ماركسي لينيني. يتميّز الحزب الشيوعي البرازيلي بالانسجام القائم بين برنامجه وقوانينه، بين إستراتيجيته وتكتيكه الثوري، بين هيكلته كحزب ماركسي لينيني ونضاليته البروليتارية. أن يكون المرء مناضلا في الحزب الشيوعي البرازيلي يعني أن يدخل في علاقة مع هذا الانسجام وأن يفي بهذه الشروط اللينينية ويتحمّل المسؤوليات وينجز مهامّ الحزب. إنّ الحديث عن كل ذلك هو الحديث عن حوصلة وتعميم المبدأ الكبير القائل بأنّ الحزب يكافح دائما للحفاظ على قلبه أحمر وإنّ مناضليه يتذكّرون على الدوام المقولة التالية : "أن تكون شيوعيا فهو خيار يومي".(يتبع)

dimanche 9 août 2020

بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة "إلى الأمام" الماركسية اللينينية المغربية. يخص فقط: - كل من يناضل و تناضل من أجل مغرب جديد، - كل من يحمل و تحمل هموم الطبقة العاملة و هموم الكادحين، - كل متسلح و متسلحة بفكر الطبقة العاملة، الفكر الشيوعي. - كل من له و لها قناعة أن التغيير لن يتحقق إلا بانخراط الطبقة العاملة و عموم الكادحين في سيرورة التغيير، - كل من له القناعة بكون مشروع الطبقة العاملة و عموم الكادحين لن يتحقق إلا ببناء أدوات التغيير الحقيقي و في مقدمتها ها حزبها الثوري، - كل من تحرر من أوهام الفئات المثقفة حول إمكانية التغيير عبر المؤسسات المخزنية أو عبر إطارات نخبوية، - كل متشبث و متشبثة بأهداف الحركة الماركسية اللينينية المغربية، - كل متسلح و متسلحة بطول النفس. على احماد فقير(9 غشت 2020) ************ من منشورات الحزب الشيوعي البرازيلي: أن تكون شيوعيا فهو التزام يومي. 1- الجزء الأول: بوصلتك هي النظرة البروليتارية للعالم ( نشر بجريدة النهج الديمقراطي، العدد 371/372): 2- الجزء الثاني: تثوير الأفكار والممارسة في نار الصراع الطبقي قال الرفيق ديمتروف ذات مرّة وهو يشيد بالمميّزات البلشفية لتيلمان، إنّ الثوري الحقيقي والقائد البروليتاري الفعلي يتربّى في خضمّ الصراع الطبقي وفي استيعاب النظرية الماركسية اللينينية، وأكّد أنّه لا يكفي أن يكون له مزاج ثوري بل يجب أن يصهر في نفسه طبعا وإرادة فولاذيين وصلابة بلشفية حقّة. وقال أيضا إنّه لا يكفي معرفة ماذا ينبغي أن نفعل بل يجب أن تكون لدينا الشجاعة الكافية لإتمام مهمّتنا وأن نكون على استعداد تامّ لإنجاز كل ما يمكن أن يخدم الطبقة العاملة مهما كان الثّمن وأن نكون قادرين على إخضاع حياتنا بأكملها لمصالح البروليتاريا وحزبها الماركسي اللينيني، ولن تكون حياة الشيوعي سوى تعلّم يومي وتطوّر مستمرّ من أجل صنع المناضل الحقيقي البروليتاري بشيوعيته، والتلميذ المخلص لماركس وانجلس ولينين وستالين. صحيح أنّ مجموع الحزب يخلق لدى الشيوعي قوّة جديدة وحيوية، قوّة لا يحصل عليها المرء بمجرّد الانخراط في الحزب بل تنتج من المحتوى الجديد ومن القوة المادية والمعنوية التي تتولّد عن وحدة الفكر ووحدة الإرادة ووحدة العمل، وصحيح أيضا أنّ كلّ شيء مناهض للشيوعي في المجتمع الرأسمالي حيث يحيا المناضل مع الإيديولوجيا والنفسية السائدتين، النواميس الأخلاقية، العادات، الأعباء العائلية الثقيلة، الحياة الشاقّة التي ينبغي تحمّلها، الصعوبات والتقلّبات التي يجب تجاوزها، القمع والملاحقات البوليسية التي تُفرض مواجهتها... ولهذا السبب بالذات، على الشيوعي أن يتحلّى بقوّة الإرادة والشجاعة ليصارع ويتعلّم، ويتعلّم ويصارع دون انقطاع، رابطا بين الممارسة والنظرية، النظرية والممارسة دون السقوط البتّة في الرضا الذاتي بما تعلّمه، لأنّ هنالك دائما جديد للتعلّم ولا بما قام به لأنّ المهامّ التي لم تُنجز بعد أكثر، كما أنّه يُطرح على الشيوعي أن يكون دائم الاستعداد لبذل الجهود اللازمة، مهما كانت، من أجل الانغماس في معارك الصراع الطبقي، والتحسين الدائم لتجاربه ومعارفه السياسية والإيديولوجية، وحتّى يكون أفضل مناضل من بين خيرة المناضلين الثوريين الطلائعيين للبروليتاريا، عليه أن يبرهن على قدرته السياسية والعملية خلال النضال الذي يخوضه، على قدرته بصفة ملموسة في تقديم اقتراحات صحيحة ومناسبة، وفي اتّخاذ القرارات والتفاني من أجل النضال وعبر النضال بوقوفه في الصفّ الأوّل لمجابهة الصعوبات وتحمّل التضحيات. إنّ الشيوعي الحقيقي جندي للحزب، ينظّم حياته في اتفاق تام مع مصالح الحزب ويخلّص نفسه من كل ما يمكن أن يعوقه عن ممارسة النضال الثوري، علما بأنّه يُمكن أن يُطلب منه أداء أيّ مهمّة وأنّه يجب أن يكون دائم الاستعداد لإنجازها مهما كلّفه ذلك. ولهذا السبب بالذات، يتحتّم عليه تجنّب الغرور، أيّا كان نوعه، الذي قد يوصل الشيوعي إلى مواقع غريبة عن مصالح البروليتاريا والحزب، إذ بمرور الزمن، وبقدر ما يغفر لنفسه الأخطاء، فإنّ هذه الأخيرة المتراكمة تشوّه نقاوة شيوعيته كمناضل، وتتمكّن منه شيئا فشيئا آفات الحياة اليومية للبورجوازية الصغيرة وحتّى البورجوازية وهي حياة أقلّ مشقّة وخادعة، غالبا ما تفرضها عليك العائلة وعلاقات المهنة، ولهذا السبب، لا يحقّ لنا اختلاق التعلاّت لخداع أنفسنا وخداع رفاقنا، ولا في البحث عن تبريرات لانعدام الصلابة البروليتارية لدينا. بالعكس من ذلك يتوجّب على الشيوعي أن يواجه بثقة وشجاعة المثل الذي يقدّمه الحزب لأنّه الوحيد الكفيل بتمكينه من بلوغ النضج الثوري ومن المساعدة الضرورية لتطوّره البروليتاري. وبالنقد والنقد فقط الذي يباشره المجموع المؤلف للحزب، دون وفاقية أو مجاملة، ولكن في ذات الوقت المليء حرارة ورفاقية شيوعية، يمكننا مساعدة الرفيق على بناء نفسه البناء اليومي البروليتاري الثوري، بناء المناضل الطليعي الذي يرغب صادقا في التطوّر كماركسي لينيني حقيقي. أن تكون شيوعيا فهي طريقة عيش وليس ذلك لوقت معيّن فقط، بمناسبة مهمّة أو معركة بالذات ولكن في كلّ وقت وفي كلّ المهامّ وكافّة المعارك. أن تكون شيوعيا يعني أن تفعل كلّ شيء من أجل الارتقاء بنفسك كبروليتاري ثوري، صلب وشجاع ونشيط، النضال عنصره، ولا ينفكّ يحدوه فيه الإصرار والجرأة والشغف، أن تكون مناضلا عنيدا ومغوارا ضدّ الأعداء الطبقيين للبروليتاريا والحزب وأن تقدّم لهم شواهد الصلابة البروليتارية الثورية الثابتة والشجاعة المثالية مثل التضحية بالنفس إذا فرضت الحاجة ذلك. أن تكون شيوعيا يعني أن تُطبّق حكمة هوراس ضدّ الأعداء الطبقيين للبروليتاريا والحزب القائلة : "إذا لم أكن الموسى التي تقطع، فسأكون الحجر الذي يشحذها". وأن تكون شيوعيا، يعني أيضا أن تغدق بالروح الرفاقية على من يحملون نفس الفكر ويناضلون معك وذلك في كلّ لحظة من حياتك وفي أيّ موطن عمل حزبي. أن تكون شيوعيا يعني لزوم اليقظة حتّى لا تفقد لونك في خضمّ المعارك الطبقية وفي كل المواقع التي تجري فوقها ومهما كانت تعقيداتها وضراوتها، يعني امتلاك إرادة فولاذية لتثوير أفكارك وممارستك بشكل متواصل ومتماسك حتّى تتمكّن من أن تفكّر وتناضل وتحيا دائما كبروليتاري في الصدارة في كامل نشاطه الثوري، يعني بذل قصارى الجهد وإتيان حتّى ما يبدو مستحيلا من أجل الحفاظ على حُمرة رايتك دائما وهّاجة والتقدّم بهذه الكيفية على كل جوانب نظرتك للحياة، على مستوى تصرّفك ونشاطك وعملك. أن تكون شيوعيا فهو مسألة بناء ماركسي لينيني لا ينقطع، مسألة ممارسة بروليتارية ثورية متكاملة، فهو التزام يومي (يتبع).