jeudi 7 juillet 2016

حول مفهوم "الاستقرار"...الخ


 حول مفهوم "الاستقرار"
على فقير

   لقد تحولت كلمة "الاستقرار" المناقضة لغويا لكلمة التغيير و "الهشاشة" الى مفهوم ايديلوجي/ concept idéologique و الى عنصر سياسي/،   facteur politique و ذلك لتبرير قمع مختلف الحركات المطلبية/الاحتجاجية، و لخنق المعارضة الحقيقية، ضمانا لاستمرارية النظام المخزني، هذا من جهة، و لتبرير الاستسلام الانهزامي، و تغييرالمواقف بالنسبة لبعض القوى التقدمية.
   منذ توليه الحكم سنة 1961 و الحسن الثاني المستبد  يحارب الحركة الاتحادية، ثم الحركة الاتحادية و الحركة الماركسية اللينينية (منذ 1970)، بدريعة  الحفاظ على "الاستقرار"، على "الاستمرارية"، على "المقدسات"، و يخمد الانتفاضات الشعبية في بحور من الدماء.
  بعد وفاة الحسن الثاني، و رغم ترديد الأبواق المخزنية و أفواه الوصوليين و الانتهازيين الوافدين من "اليسار" و من الاسلام السياسي، شعارات تنبئ بعهد جديد...الخ و هكذا تحولت الدولة و مختلف منابعها و امتداداتها  الى "الدورادوEldorado  "  و قبلة لمختلف بائعي الضمائر، و مروجي الأوهام، و معبدا "لغسل الذنوب و تطهير العقول من الأفكار الهدامة".
   من أخطر ما نعيشه اليوم، هو اكتساح فيروس "الاستقرار" خطاب القوى التقدمية المعارضة.
فكيف يمكن الحديث عن الاستقرار في ظل سياسات التفقير العام/  la  paupérisation généralisée   ، في ظل التجهيل الممنهج، في ظل الهشاشة، في ظل القمع...الخ؟
   لا يمكن لأي تقدمي أن يتحدث عن "السلم الاجتماعي"، و "الاستقرار" في ظل مجتمع طبقي. الحديث عن الاستقرار، يعني السماح للرأسمايين، و لملاكي الأراضي الكبار، و لتجار الجنس و المخدرات و لمختلف الناهبين، و للنظام التسلطي...أن يستمروا في ممارساتهم، فالوقت الذي يمنع عن الضحايا و داعميهم حق المقاومة، و واجب النضال من أجل التغيير.
  الدفاع عن الاستقرار، لا يمكن أن يعني فكريا و سياسيا و ممارسة الا مناهضة التغيير بالنسبة للبعض، و فرملة عجلة الصراع الطبقي بالنسبة للبعض الآخر.
  يبرر منظرو "الاستقرار"/الاستسلام السياسي/المهادنة الميدانية، اختياراتهم الجديدة بما يجري في العالم العربي و المغاربي، و بمآسي شعوب تلك المناطق.
  فعلا، هناك مآسي، هناك حروب طائفية، هناك، هناك...الخ، لكن هل تسائل هؤلاء المنظرون عن الأسباب؟
   ان الشعوب المضطهدة تواقة بطبيعتها  للتغيير. هذه حقيقة تاريخية لا يمكن تفنيدها. و تاريخنا الحديث أكبر شاهد عن ذلك. المقاومة الشعبية التي يعيشها مغرب اليوم (عمال، فراشة، طلبة، ساكنة الأحياء الشعبية، جماهير المنطق المهمشة، مقاطعة الانتخابات المخزنية...) تشكل برهانا عن حدة الصراع الطبقي، و ذلك رغم العفوية، و التشتت التي تطبع هذه المقاومة.
   سيعرف الصراع الطبقي احتدادا، سيعرف المغرب أحداثا، و المطروح على القوى التقدمية هو الانخراط في هذا الصراع لتوجيهه من المنطلقات التي برزت على أساسها الحركة الاتحادية و الحركة الماركسية اللينينية و ذلك بهدف القضاء على النظام المخزني و تشييد مغرب جديد.
فعلى أي استقرار يمكن الحديث في ظل غياب الديمقراطية و العدالة الاجتماعية، و الكرامة، و المساواة... كما طرحتها حركة 20 فبراير المجيدة؟
   فخارج هذا الانخراط، فخارج القطيعة مع أوهام النظام المخزني، سنترك نحن القوى التقدمية قاطرة التغيير لقوى الاسلام السياسي، الجهادي منه و "المدني"، و لقوى أخرى يصعب التكهن بطبيعتها الآن. فالاسلام السياسي ليس عدوا لنا. الاسلام السياسي منافس لنا. فكما نبعت الحركة الاتحادية من أعماق المجتمع المغربي، نشأت الحركة الماركسية اللينينية المغربية في ظروف موضوعية و ذاتية اتسم بها الصراع الطبقي بداية السبعينات، ظهر الاسلام السياسي في ظروف موضوعية و ذاتية اتسم بها الصراع السايسي في العقود الأخيرة، و هذا رغم ما يمكن أن يقال عن دور القصر في تشكيل حزب العدالة و التنمية...الخ ان الحركة الاتحادية الأصيلة، و الحركة الماركسية، و الاسلام السياسي، نتاج طبيعي لتشكلتنا الاجتماعية. الدفاع عن "الاستقرار" يجعل صاحبه خارج هذا الثلاثي المعارض للمخزن.
فمفهوم "الاستقرار" في واقع القهر، و الاستغلال، و الاستبداد...لا يعني سوى المراهنة على المخزن، سوى الاستلام السياسي، سوى العمالة الطبقية ميدانيا.
  ان ما شهدناه خلال الأيام الماضية من رضوخ  و استسلام لعجرفة الحكومة المخزنية يشكل اهانة في جبين "الحركة النقابية التقدمية". ان تبريرات و خرجات البعض هي هروب من مواجهة الحقيقة المرة.
"الا ما سقنا في اتجاه الليبغينا، كان اللي غاد يسوق في اتجاه اللبغا هو. اعطى الله الشيفورات". قاطرة الصراع الطبقي لا تنتظر المتأخرين.
على فقير، المحمدية، يوم الخميس 7 يوليوز 2016

1 commentaire:

  1. الاستقرار هو كرامة وحرية الشعب وحقه في تقريرمصيره ومصير خيراته

    RépondreSupprimer