jeudi 7 février 2019

نظرة مركزة حول تطور التشكيلة الطبقية المغربية



نظرة مركزة حول تطور التشكيلة الطبقية المغربية
على فقير
أولا-أهم أشكال الملكية السائدة عشية الغزو الاستعماري
-إن الأنشطة الحرفية والصناعية والتجارية كانت مرتبطة بالملكية الخاصة بالدرجة الأولى وبملكية الحبوس وملكية الدولة بالدرجة الثانية.
-إن الملكية الجماعية للأرض هي السائدة أصلا، خصوصا في السهول الخصبة.
 -إن السكان في البوادي كانوا منظمين أساسا في إطار القبيلة.
 -كان المخزن يتعامل أساسا مع القبيلة وليس مع الأفراد.
 -إن الأملاك المخزنية والأملاك الخاصة ظهرت وتوسعت في إطار عملية النهب والقمع التي نتج عنها تشريد أصحاب الأرض الأصليين.
 -ازدهرت طبقة الملاكين الكبار، و تعاظم نفوذها تحت رعاية وحماية المخزن.  
 -إن الوسائل والأساليب المستعملة في الإنتاج الفلاحي كانت عتيقة، خلافا للتحولات الهائلة التي تعرفها أروبا : الحرث بالبهائم، والمحراث الخشبي، الحصاد بالمنجل، و"الدرس" بالبهائم والاعتماد على الفلاحة البورية بالأساس.
وكان يرتكز النشاط الفلاحي أساسا على إنتاج الحبوب، والزيتون، وتربية المواشي (وقد كانت أغلب القبائل تعتمد إنتاج الحبوب وتربية المواشي في آن واحد).
انعدام العمل المأجور في البادية.
ثانيا: أهم الطبقات الاجتماعية
1-ملاكي الأراضي الكبار
يمكن تقسيم ملاكي الأراضي الكبار إلى شريحتين رئيسيتين:
1 - ملاكي الأراضي الكبار الذين يملكون أراضي شاسعة، ويؤجرونها مقابل ريع عيني أو نقدي، ويعيشون الرفاهية اعتمادا بالأساس على هذا الريع.
2 - ملاكي الأراضي الكبار الذين يدبرون أراضيهم ويسهرون في حدود معينة على عملية الإنتاج.
إذا كان الصراع يدور قبل الحماية بالأساس بين المخزن (المتمثل في مختلف مؤسسات الدولة وعلى رأسها/في قلبها السلطان وحاشيته)، وبين القبائل (وبين القبائل نفسها حول المراعي والماء)، فإن القبيلة تحمل في طياتها تناقضات وإفرازات طبقية (مالكي الأراضي والمواشي بشكل وافر مقابل الفلاحين الفقراء، و الخماسة، و الرباعة، والرعاة…).
2-فئة التجار الملاكين 
   مع الانفتاح على السوق الرأسمالية، وتطور العلاقات مع السوق الخارجي، ظهرت إمكانيات تسويق في المدن الداخلية، وتصدير مواد فلاحية للخارج (الحبوب، الصوف) فقد أقدم العديد من التجار على امتلاك أراضي خصبة وهكذا ظهرت النواة الأولى لبرجوازية زراعية- عقارية.
3-البرجوازية الحضرية
كانت تتكون بالأساس من التجار الكبار ومن الفئة العليا من الصناع والحرفيين.
أ- البرجوازية الصناعية:
 -كانت الصناعة ترتكز بالأساس على العمل اليدوي في غياب أي ضمان اجتماعي وتقنين لمدة العمل وللأجرة والسن، و المكننة
 -كانت الصناعة تعتمد بالأساس على المواد الخام المحلية (المعادن، الصوف).
 -كان الإنتاج موجه بالأساس للسوق الداخلية.
 -شكلت فاس وتطوان ومراكش أهم المدن الصناعية في أواخر القرن التاسع عشر.
 -كانت ظروف استغلال اليد العاملة من طرف البرجوازية جد فظيعة بمبرر أن المنتجين يتعلمون "الصنعة".
 -لم تتطور هذه الصناعة التقليدية إلى صناعة عصرية تعتمد وسائل إنتاج حديثة لعاملين أساسيين: تخلف التعليم في المغرب (الذي يبقى تعليما دينيا) حيث لا يساعد على البحث والاكتشاف... و طبيعة المخزن الطفيلية التي تثقل الصناع بضرائب وهدايا لا تساعد على تراكم رأسمالي يؤدي إلى استثمارات جديدة وتوسيع دائرة الإنتاج.
 ب- البرجوازية التجارية :
   يتم تسويق المنتوج أو البضاعة في المتاجر، وفي الأسواق الأسبوعية بالبوادي وفي الأسواق اليومية بالمدن، وعبر التبادل عن طريق البحر أو القوافل.
ت- النواة الأولى للبرجوازية الكمبرادورية :
تتكون هذه الفئة من البرجوازيين المرتبطين بالرأسمال الأجنبي، حيث يمر نمو و تطور مصالحهم وتوسع نفوذهم عبر خدمة هذا الرأسمال، فهناك من ينعتهم بسماسرة (أو وسطاء) الخارج.
   ابتداء من نصف القرن التاسع عشر، بدأ أغلب التجار الكبار المغاربة يتحولون تدريجيا إلى وكلاء في تصدير بعض المنتوجات المغربية إلى  أوربا  واستيراد المواد الأوروبية.
وقد لعبت هذه الفئة دورا مهما في التغلغل الأوروبي، وأصبح هذا النوع من الوسطاء يتمتعون بنظام الحماية، متحررين من الالتزامات تجاه المخزن.
 ث-البرجوازية الصغيرة
تتشكل هذه الطبقة من الأفراد الذين يمتلكون أرضا، أو رأسمالا أو مهارة أو معرفة تسمح لهم بأن يعيشوا دون استغلال الآخرين ودون أن يستغلوا من طرف الآخرين (ويشكل الاستغلال عنصر ثانوي إذا ما حدث).
-  البرجوازية الصغيرة الحضرية :
  وتتكون بالأساس من الحرفيين والصناع التقليديين الصغار والمتوسطين، والتجار الصغار والمتوسطين، وموظفي الدولة الصغار وأصحاب المقاهي، و"الحمامات"
- البرجوازية الصغيرة القروية :
  وتتكون من الفلاحين المتوسطين، ومربي الماشية ومن كل الذين لا يحتاجون إلى عمل الآخرين إلا في حالة نادرة، ومن الذين لا يحتاجون إلى البحث عن العمل من أجل العيش. يصعب تحديد أهمية هذه الشريحة نظرا لسيادة الملكية الجماعية للأرض.
ج-اشباه البروليتاريا أو أشباه العمال
  تتشكل هذه الطبقة من الأفراد الذين لا يملكون (أو يملكون بشكل غير كافي) ما يحميهم من الاستغلال، حيث يضطرون إلى بيع قوة عملهم(عينيا أو نقديا) للعيش.
-         أشباه البروليتاريا الحضرية :
  وتتكون هذه الطبقة من فئات عريضة كالحمالة، والباعة المتجولين، والكرابة، والكسالة، وحراس الليل وخصوصا من آلاف العاملين "كمتعلمين" أو كمياومين في مختلف المقاولات الحرفية والصناعية...
-         أشباه البروليتاريا في البادية :
  وتتكون من الفلاحين الفقراء (يملكون بعض القطع الصغيرة من الأرض وبعض رؤوس الماشية لا تستجيب لحاجيتهم الأساسية) ومن المواطنين بدون أرض ولا ماشيةكل هؤلاء يلتجئون إلى العمل كخماسة، أو رباعة أو رعاة (سراحة)...
ثالثا - التحولات الطبقية خلال مرحلة الاستعمار.
صاحب احتلال المغرب تغلغلت الرأسمالية المبنية على  الملكية الخاصة لأهم وسائل و شروط الإنتاج و على العمل المأجور، مما أنتج طبقة اجتماعية جديدة، الطبقة العاملة.
تم تفويت أجود الأراضي الجماعية إلى المعمرين، فازدهرت الزراعة العصرية، المبنية على الرأسماليين الزراعيين من جهة و العمال الزراعيين من جهة أخرى.
كما بدأ استغلال المناجم، تشييد السكك الحديدية، و الطرق العصرية، و المصانع في محيط المدن الكبرى، مما أنتج البروليتاريا العصرية...
رابعا– التطورات الطبقية بعد استقلال 1956
مع سياسة السدود و ازدهار الفلاحة التصديرية(الزراعية و البحرية)، و قطاع الصناعة "الخفيفة" مثل النسيج، و "التركيب"، و المناولة، البناء، السياحة، الأبناك و التأمينات...توسع نمط الإنتاج الرأسمالي، مع سيادة العمل المأجور مما قوى من الطبقة العاملة (كما و كيفا) و اشباه البروليتاريا (الفلاحين الفقراء، الفراشة، الباعة المتجولين، و مختلف فئات المياومين...).
انخراط المغرب في "العولمة" عبر الرأسمالية التبعية، قد قوى من نفوذ البرجوازية الرأسمالية "الكوبرادورية" المحلية، و من الرأسمال الأجنبي، لهذا يصعب الحديث عن برجوازية وطنية.
لقد أصبحت اليوم الرأسمالية المحرك الأساسي لاقتصاد المغربي، مما جعل من الطبقة العاملة بمختلف شرائحها(الصناعية، الزراعية، المنجمية، التجارية...) أهم طبقة في التشكيلة الاجتماعية، في مواجهة البرجوازية الرأسمالية بمختلف فئاتها،  دون إغفال دور الطبقات "الوسطى" ، و دور فئات مختلف ضحايا سياسات الإقصاء، و التهميش و النهب، في المدن، في هوامشها، و في البادية.   

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire