dimanche 13 octobre 2019

المحمدية و مقاومة ضحايا السكن الغير اللائق

المحمدية و مقاومة ضحايا السكن الغير اللائق 
من وقفة دوار البرادعة أمام الحمكمة يوم 9 ابريل 2019

تعد عمالة المحمدية، من المناطق التي تحتوي على أكبر عدد من الأحياء الصفيحية/الكاريانات، و من أهم مراكز النضال الشعبي من أجل سكن لائق بالمغرب.
أولا- تقديم عمالة المحمدية.
-         كان الاسم الأصلي لمدينة المحمدية، "فضالة" أو مدينة الزهور.
-         تم تغيير الاسم سنة 1959 عرفانا لمحمد الخامس.
-         كان الجزء الأكبر من المدينة (المنطقة المحادية للبحر)،  في ملكية الأسرة الملكية، و أهم المواقع الإستراتيجية لتزال اليوم في ملكية أفراد الأسرة الحاكمة. 
-         مساحة العمالة: 88،277 كلم مربع، و هي تابعة لولايات الدار البيضاء.
-         يقارب عد سكان العمالة 450الف نسمة، حوالي 75% حضرية.
-         عدد الجماعات 6: 2 حضرية و 4 قروية.
ثانية – عمالة المحمدية، منطقة الدواوير الصفيحية بامتياز.
مدينة المحمدية، غير بعيدة (حوالي 15 كلم) من المنطقتين الصناعتين التابعتين للدار البيضاء، عين السبع و البرنوصي، مما جعل العديد من الكادحين يبحثون عن السكن بالمحمدية بأثمان منخفضة.
هناك العديد من المصانع بالمحمدية، و نظرا لضعف الأجور، فان العديد من العمال يفضلون السكن في البراريك القزديرية(حوالي 67 "نقط سوداء").
بادية المحمدية، مدينة فلاحية خصبة و مشهورة (اللويزية، الشلالات...)، فقد تعرضت أراضي الفلاحين الصغار للنهب، مما دفع العديد من الضحايا إلى الهجرة نحو مدينة المحمدية، و الاستقرار في الكاريانات.
لقد شجعت الدولة المخزنية ، خصوصا خلال الستينات و السبعينات الهجرة القروية، و تكديس الضحايا في الأحياء الصفيحية،كخزان انتخابي ، و جيش احتياطي لمواجهة نضالات القوى التقدمية، و انتفاضات المقهورين، و تضخيم "الاستعراضات" المناسبتية.
ثالثا – السياسة الجديدة للدولة في مجال السكن بالمحمدية.
  نظرا للموقع الجغرافي لمدينة المحمدية، تكاثر الطلب على السكن الراقي، على السكن الصيفي(السكن الثانوي)، على السكن المتوسط (بثمن 250 الف درهم)، ونظرا لضعف الوعاء العقاري، فلابد أن تتجه أنظار المضاربين، و أطراف من الدولة إلى الأحياء الشعبية عامة، و إلى الأحياء الصفيحية خاصة.
 و يجب الإشارة كذالك إلى كون العديد من الأحياء الصفيحية تحولت نسبيا إلى مراكز "تنتج" التطرف الديني، إلى خزان انتخابي للإسلام السياسي، و إلى "معسكرات" تزود "المنظمات الإرهابية  بالمقاتلين".
ففي بداية القرن الواحد و العشرين، في عهد نبيل بن عبد الله، رفعت السلطات المحلية شعار: 2008، مدينة المحمدية بدون صفيح.
رابعا- بروز الحركات المناضلة من أجل سكن لائق.
  تعرف عمالة المحمدية في المدة لأخيرة، حركة نضالية مهمة في مجال السكن، و يمكن تلخيص أهما في الأسباب في النقط الآتية:
-   عزم الدولة توسيع الوعاء العقاري لصالح المضاربين وذلك بهدم الأحياء الصفيحية وتشريد آلاف الأسر.
- تنامي و عي ساكنة الكاريانات بحقوقها في العيش الكريم، ومن ضمنها الحق في سكن لائق.
- وقوف فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و مناضلين سياسيين(النهج الديمقراطي والعدل و الإحسان) بجانب الضحايا.  
اثر فيضان دجنبر 2010، الذي غمر بالكامل كاريان "براهمة الحفرة"، و اعتقال6 مواطنين قدموا للجنايات بالدار لبيضاء  بتهمة التظاهر، و قطع طريق السيار...تشكلت لجنة التنسيق للدفاع عن المعتقلين و للنضال من أجل السكن اللائق. تكونت اللجنة أساسا من ممثلي العديد من الدواوير القزديرية، من ضمنها عزيزة لمكاني عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وعلى فقير كمنسق لها.
كانت تعقد جميع الاجتماعات في مقر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
 هكذا  ظهرت إلى الوجود حركة ساكنة الأحياء الصفيحية، كحركة منظمة نسبيا، بتأطير من فرع الجمعية ومن مناضلي و مناضلات النهج الديمقراطي.
خامسا – أهم نتائج حركات ضحايا التهميش.
-         فرض إطلاق سراح معتقلي كاريان "براهمة الحفرة".
-         استفادت جميع اسر الكاريان من بقع أرضية في منطقة عين حرودة، التابعة لعمالة المحمدية، و تم محو أثر الكاريان الذي غرقته المياه خلال دجنبر 2010.
-         شكلت ساكنة الأحياء الصفيحية العمود الفقري لحركة 20 فبراير 2011.
-         استفادت أغلبية أسر أهم الكاريانات الموجودة داخل المدار الحضاري من بقع أرضية. لم يعود الوجود لدوار"الشنطي الجديد" الكبير،ل"شانطي الجموع"...
-         تم بناء أحياء جديدة (خارج المدار الحضري)، تحمل أسماء "مشاريع": مشروع فتح1، مثروع فتح 2، مشروع لزيتون...، قرى جديدة خاصة بالعديد من كاريانات المحمدية. الشنطي الجديد، الشنطي الجموع، المسيرة، البرادعة، سيدي عباد...
-         اضطرت السلطات المحلية (العمالة، مندوبية الاسمان و التعمير...) للتحاور المباشر مع ممثلي(رجال ونساء) الضحايا.
تعلمت ضحايا التهميش و الإقصاء من خلال الاحتجاجات و المسيرات، و المهرجانات، كيفية التنظيم، وصياغة الملفات المطلبية، وتحررت من الخوف ...
 سادسا- الحق في السكن لم يتحقق بما فيه الكفاية.
-         إقصاء العديد من  الأسر من الاستفادة من لبقع الأرضية: المتزوجين و المتزوجات بعد 2010، الأرامل، المطلقات...
-         تنعدم في "المشاريع" الجديدة أهم البنيات التحتية: مستوصفات، مدارس، طرق المواصلات، وسائل النقل...
-         بعد المشاريع عن المدينة، يساهم في حرمان العديد من المواطنين و المواطنات من فرص الشغل (رغم هشاته): خادمات البيوت،الفراشة...
-         العديد من الأسر لم تستفيد بعد من البقع الأرضية: دوار المسيرة، دوار البرادعة، والعشرات من دواوير محيط المدينة. "فالسبقية" أعطيت لكاريانات وسط المدينة،"لتوسيع الوعاء العقاري لصالح اللوبيات العقارية...
-         شروط الاستفادة تنقص من قيمة هذه الاستفادة: حو82 متر مربع لأسرتين، مصارف التحفظ مرتفعة (ما يقارب 50الف درهم).
سابعا- الوضعية الراهنة.
-         آلاف الموطنين و المواطنات لتزال مكدسة في عشرات دواوير صفيحية بعمالة المحمدية: براهمة شرقاوة، شحاوطة المحمدية، شحاوة بني يخلف، دوار خدود،العديد من الأسر بدوار المسيرة، بدوار البرادعة...
-         تعقد حاليا أغلبية اجتماعات ضحايا الهشاشة في مقر النهج الديمقراطي فرع المحمدية.
-         يقتصر التضامن على فرعي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و النهج الديمقراطي.
 ثامنا- الدروس المستخلصة.
يمكن تركيز  بعض الدروس المستخلصة من تجربة حركة ضحايا السكن الغير اللائق بعمالة المحمدية في النقط الآتية:
-         لا مكاسب دون النضال.
-         لا نضال فعال دون تنظيم الضحايا.
-         لا تنظيم بدون الوعي بالحقوق و بضرورة الكفاح من أجل نزعها.
-         صلابة التنظيم، و صمود الحركة تتقوى بتضامن القوى الديمقراطية.
على فقير،4 أكتوبر 2019 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire