mercredi 4 mai 2016

تأمل غداة فاتح مايو 2016

تأمل غداة فاتح مايو 2016
  مر فاتح مايو "المغربي" بعنوان كبير: "الحركة النقابية في تدني مستمر، مثلها في ذلك مثل النظام السائد".
   البديل ، النضال من أجل البديل، لا يمكن أن يقتصر على جبهة دون الجبهات الأخرى. التشكيلة الاجتماعية، بمختلف بنياتها التحتية و الفوقية، واقع معقد، مركب، متداخل المكونات، و هي قابلة، بل مطروحة للهدم الكلي من أجل تشييد مجتمع جديد.
فكيف تعاملت المركزيتان التقدميتان، كدش و امش، مع فاتح مايو 2016؟
1      – أمش و المزيد من المخزنة 
   يجب الاعتراف أن التوجه السائد داخل امش، لم يتغير منذ بداية الستينات، بل تعمقت علاقاته مع وزارة الداخلية، و تواطئه مع الباطرونا، و ممارساته البيروقراطية الاستئصالية تجاه كل ما هو حي في النقابة، و ذلك منذ وفاة المحجوب بن الصديق.
  فتوسط (يوم فاتح مايو 2016) السيد المخاريق، أمينه العام  محمد ساجد، باطرون الاتحاد الدستوري، و الحاج محمد نبيل بن عبد الله، باطرون حزب التقدم و الاشتراكية و وزير في حكومة بنكيران الإسلاموية, الحزب الذي ينتمي له السيد الصديقي وزير الشغل...الوزير الذي يناصر في كل نزاع طرف الباطرونا، و يغض النظر عن مختلف تعسفات الرأسماليين في حق الكادحين...الخ، هذا الجلوس بين رمز الرأسمال الكبير، و بين رمز الهرولة نحو فتات المخزن يوضح بالملموس أن قيادة امش الحالية اختارت، مهادنة الباطرونا و الولاء للمخزن،.
2      – كدش و الاستقلالية المفقودة
شاركنا، أنا و العديد من رفاقي، في مسيرة كدش بالمحمدية أولا كنهج الديمقراطي الذي لبى (كالعادة) دعوة الاتحاد المحلي، و كأحد مكوني "الجبهة المحلية بالمحمدية لمتابعة أزمة شركة سامير" ثانيا. و للتذكير فقد اجتمعت مكونات "الجبهة" يوم السبت 30 أبريل 2016، و قررت (بالإجماع) المشاركة في مسيرة فاتح مايو في صفوف كدش.
قبل الانطلاق، ألقيت كلمات ثلاثة: كلمة "الجبهة"، كلمة "الاتحاد المحلي"، و كلمة "المكتب التنفيذي".  كانت كلمة "الجبهة" و "كلمة الاتحاد المحلي"   في مستوى الانتظارات، حيث عكست روح المناسبة، و ركزت على ما يوحد الطاقات المناضلة، و هذا في الوقت التي عكست كلمة المكتب التنفيذي الاختيارات اليمينية لقيادة كدش، و التي تتجلى في التساؤلات العامة اللآتية:
-         ما معنى أن تبتدئ كلمة "القيادة العمالية" بالهجوم على الدولة الجزائرية، و أن تحاول تأجيج النزعة الشوفينية؟
-         ما معنى أن تقوم "القيادة العمالية" بحملة انتخابية  سابقة لأوانيها لصالح المشاركة في "انتخابات 7 أكتوبر 2016" المخزنية، و أن تهاجم "العازفين" عن التصويت؟
-         لماذا تفادت كلمة "المكتب التنفيذي" مصطلحات المخزن، الدولة... و ركزت فقط على "الحكومة"؟
-         خلافا لتقاليد الحركات العمالية التقدمية، لماذا استحضرت كدش صور كبيرة لرئيس الدولة؟
فكيفما يكون رئيس دولة ما، فان الحركات العمالية المناضلة تبقى بعيدة عن رموز الدولة، تضمن استقلاليتها التنظيمي، و الفكري، و السياسي و "الوجداني"، و هذا بغض النظر عن "لحب" الذي يحس به بعض أفراد قياداتها لهذه الرموز. و القضية تصبح خطيرة في حالة الحركة النقابية المغربية، عندما نعرف أن المؤسسة الملكية، الأسمنت الذي "يلحم" مكونات التكتل الطبقي السائد، قد أصبح أكبر ملاك عقاري، و أكبر رأسمالي، و أن العديد من مقاولات "غول" أونا، المحسوبة على المؤسسة الملكية، لا تحترم حقوق العمال.
خلاصة عامة بعد فاتح مايو 2016 الباهت
-         الوحدة التنظيمية للحركة النقابية بالمغرب شعار متخاذل.
-         يجب التركيز، ليس فقط قولا، بل ميدانيا على النضال الوحدوي و التضامني
-         يجيب فضح مختلف المواقف و الممارسات المهادنة تجاه الباطرونا المفترسة، و المتملقة للمؤسسات المخزنية الساهرة على مصالح البرجوازية الرأسمالية.
-         ضرورة الوعي بالحقيقة التالية: القيادة النقابية جزء لا يتجزأ "مصلحيا"، و فكريا، و سياسيا من "المركب" المخزني السائد، و من مهامها محاربة الفكر التقدمي/ فكر الطبقة العاملة، استئصال كل الحساسيات الثورية، تعميق داخل العمال الفكر المحافظ، تقاليد الولاء، محاربة العقلنة، محاربة الوعي الطبقي...الخ
و في جملة واحدة: الرهان على القيادات الراهنة لتحقيق مكاسب عمالية، و بالأحرى للمساهمة في تغيير الواقع و تشييد مغرب جديد، رهان قاتل.
على فقير

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire