lundi 6 mai 2019

لمحة تاريخية عن الحركة النقابية بالمغرب



لمحة تاريخية عن الحركة النقابية بالمغرب
(على فقير)
كما وقع في اروبا، ظهرت الحركة النقابية العمالية في المغرب، مع بروز المقاولة الرأسمالية  المبنية على الملكية الخاصة لوسائل الانتاج و العمل المأجور. كان الهدف الأساسي من تنظيم العمال في اطارات خاصة بهم، هو تحسين ظروف العمال: تحديد عادة ساعات العمل، رفع من الأجور، التغطية الاجتماعيية...لقد وعي المأجورين عامة، و العمال خاصة، بأهمية التضامن و التنظيم و الكفاح في تحسين شروط الاستغلال.
1-  لا وجود للنقابة قبل الاستعمار، و الراسمالية المصاحبة له.
ارتكز الاقتصاد المغربي قبل الاستعمار على الأعمدة الثلاثة: الصناعة التقليدية (المهن الحرافية) في المدن، الفلاحة و تربية المواشي في البادية.
فداخل "المقاولة" نجد "المعلم"، صاحب المشروع، صاحب القرار، و "المتعلمين"، يشتغلون بدن حقوق رسمية بحجة أنهم يتعلمون "الحرفة"، و ذلك في واقع يتميزبغياب تشريع يقنن العلاقات بين صاحاب المقاولة و المنتجين.
 تسود في البادية علاقات "تخماسة، و ترباعة" بين مالكي الأرض، و المنتجين المباشرين (الخماسة، الرباعة، السراحة...).
"المعلمين" في المدينة منظمون في اطار تعاونيات، وداديات...يمثلهم "أمين" المهنة، و ذللك لتنظيم العلاقات مع مصالح الضرائب، و لتنظيم تقديم الهدايا للقصر... لم تكن هناك اطارت خاصة ب"المتعلمين".
2-  ظهور الحركة النقابية مع دخول الاستعمار.
أ‌-       الوداديات: في غياب نقابات قانونية بالمغرب، تمكنت بعض الفئات الفرنسية المتواجدة هنا، الى التنظيم في اطار وداديات: وداديات مهنية سنة 1922 مثل ودادية التعليم الابتدائي ، الجمعية الودادية لبريد المغرب ، ودادية التعليم الثانوي...
ب‌- ظهور التنظيمات النقابية: تأسست أول نقابة سنة 1926 تحت اسم: النقابة الوطنية لمعلمي ومعلمات فرنسا. كانت التنظيمات النقابية في البداية ممنوعة عن المغاربة،  لكن العديد من العمال المغاربة كانوا ينضمون إليها عن طريق الفروع المحلية للحزب الشيوعي و للحزب الاشتراكي الفرنسيين.
ت‌-  ابتداء من 1935، فتحت النقابات أبوابها للعمال المغاربة.
خلال المؤتمر التأسيسي للإتحاد الجهوي للكنفدرالية العامة للشغل CGT  1937 تم تغيير اسم C.G.T. إلى C.G.T.U. أي اتحاد النقابات الكونفدرالية بالمغرب ، و تمت المصادقة على مقرر يسمح للمغاربة بالانضمام إلى CGT .
من حواجز الانخراط النقابي داخل العمال المغاربة، قضية الاستقلال الوطني، ومحاولة حزب الاستقلال تأسيس نقابة على أسس دينية، و ذلك سنة 1948.
شكل المؤتمر السادس لاتحاد النقابات الكونفدرالية محطة بارزة في تاريخ الحركة النقابية بالمغرب، فقد أعلن عن قرار الاستقلال عk المركزية الأم(بفرنسا) CGT والتحول إلى مركزية نقابية مغربية. انعقد المؤتمر أوائل نوفمبر 1950 ، و تم انتخاب لجنة تنفيذية مكونة من 50 عضوا، ومكتبا تنفيذيا من تسعة أعضاء من بينهم ستة أعضاء مغاربة وهم: الطيب بن بوعزة كاتبا عاما، و مامون العلوي أمين المال ومساعده ألبير عياش، ومبارك علال ومحمد الحداوي والمحجوب بن الصديق,  
3 – ميلاد أول نقابة مغربية.
أ ـ تأسيس الاتحاد المغربي للشغلUMT:
   في 20مارس 1955  تم تأسيس الاتحاد المغربي للشغل(امش)، كأول نقابة عمالية مستقلة عن الحركة النقابية الفرنسية. التحق العمال و الموظفين أفواجا بالنقابة، حيث بلغ عدد المنخرطين سنة 1959 حوالي 650الف، أي بنسبة التنقيب تفوق 75 في المائة.
ب – سيرورة الانقسامات.
-         غداة تأسيس الاتحادو الوطني للقوات الشعبية بمساهمة امش(1959)، بادر حزب الاستقلال الى تأسيس "الاتحادالعام للشغالين بالمغرب"، وذلك سنة 1960.
-         أسس حزب الحركة الشعبية، اتحاد نقابات العمال الأحرار سنة 1963
-         هناك عدة مبادرات تقسيمية أخرى، إلا أنه لم تنجح تلك المحاولات من إضعاف امش.
3-  تأسيس الكنفردرالية الديمقراطية للشغل CDT
أ‌-      الجذور التاريخية لميلاد الكنفدرالية الديمقراطية للشغل(كدش).
  بعد تأسيس الاتحاد الوطني للقوت الشعبية، سنة 1959، ظهر موقفان حول علاقة النقابة التي ساهمت بشكل كبير في تأسيس الحزب، مع هذاالأخير. رأي يعتبر النقابة ذيلية للحزب (المهدي بن بركة، عبد الرحيم بوعبيد...)، و رأي يعتبر النقابة مستقلة عن الحزب، دورها الدفاع فقط على المصالح الاقتصادية للمنخرطين، و تبقى خارج الصراع السياسي (عبد الله إبراهيم، بن الصديق...). موقفان خاطئان في اعتقادي. لا يمكن للنقابة أن تبقى خارج الصراع، و في نفس الوقت النقابة، كمنظمة جماهيرية تعددية، لا يمكن أن تكون ذيلية لحزب سياسي معين. فلكل المنظمات الجماهيرية التعددية، استقلاليتها.
انفجر الصراع فيما يخص الاستفتاء على دستور 1962، حيث رفض القيادة النقابة اتخاذ موقف معين، فالوقت الذي عارضه الحزب.
خلال الستينات، بادر بعض المناضلين الاتحاديين إلى تأسيس نقابات قطاعية مثل البريد، و التعليم.
غداة تأسيس الاتحاد الاشتراكي كامتداد للاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1975، بادر إلى خلق ذراعه النقابي كدش سنة 1978. و بتأسيس كدش من طرف الاتحاد الاشتراكي، عرفت الحركة النقابية المغربية أول انقسام حقيقي.
4-  كل انشقاق حزبي يولد نقابة جديدة.
مع ميلاد المؤتمر الوطني الاتحادي من رحيم الاتحاد الاشتراكي، تمكن المؤتمر من التحكم في كدش، مما جعل الاتحاد الاشتراكي يخرج من رحيم كدش الفيدرالية  الديمقراطية للشغل FDT، ثم انشقت عن كدش المنظمة الديمقراطية للشغل...
5-  الحركة الإسلامية و الحركة النقابية.
أسس الدكتور الخطيب سنة 1973 الاتحاد الوطني للشغل بالمغربUNTM كدرع نقابي لحزبه "الحركة الشعبية الاجتماعية"، الذي خرج من رحيم "الحركة الشعبية" التابعة للمحجوب أحرضان، أواسط الستينات. تحولت هذا الاتحاد إلى الدرع النقابي لحزب العدالة و التنمية الذي ساهم الخطيب في تأسيسه، و ذلك وفق تعليمات وزارة الداخلية. تراجع بشكل كبير تأثير هذه النقابة في السنوات الأخيرة نتيجة ارتباطها بالحزب الذي يترأس الحكومة منذ 2012.
أما جماعة العدل و الإحسان، فهي تتواجد أساسا بكدش و بامش.
6-  الحركة الماركسية و الحركة النقابية.
النهج الديمقراطي، و أغلب المجموعات الماركسية تشتغل وسط كدش و امش، كما تلتقي في الجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي، الذي تأسس في السنوات الأخيرة.
ملاحظات عامة.
-         رغم الوجود القانون لأكثر من 20 نقابة، فان  نسبة التنقيب تظل هزيلة: أقل من 8 في المائة.
-         التواجد النقابي ينحصر بالأساس في القطاعات العمومية.
-         تبقي امش و كدش، و من بعيد، أهم النقابتين.
-         تتحكم وزارة الداخلية في توجهات و مواقف امش عبر الأمانة العامة.
-         يتحكم المؤتمر الوطني الاتحادي في اختيارات و توجهات كدش.
-         انعدام الديمقراطية الداخلية في كلتي النقابتين، و إقصاء المكونات التقدمية في اتخاذ أهم القرارات: فخطابات فاتح ماي الشوفينية، و المواقف من الانتخابات، و الحوارات مع المخزن...لا تأخذ بعين الاعتبار مواقف المكونات الأخرى. فكدش تطلب من المنخرطين المشاركة في الانتخابات في الوقت الذي تقاطع فيه مكونات أخرى تلك الانتخابات. أين الاستقلالية و حرية الاختيار؟
ابريل 2019

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire