lundi 17 octobre 2016

حول البعض مما يطرحه المناضل عمر بلافريج

حول البعض مما يطرحه المناضل عمر بلافريج
يتحدث العديد من الأوساط عن "ظاهرة" عمر بلافريج "كرمز لليسار القادم"، حتى كاد يصبح الاهتمام بالمناضلة منيب من الماضي.
و قد دخلت وسائل الإعلام الرسمية على الخط، و هذا في الوقت الذي لا تشير فيه و لو بجملة واحدة إلى النضالات الشعبية التي يعرفها المغرب غداة انتخابات 7 أكتوبر المخزنية، و لا تفتح فيه النقاش حول أسباب المقاطعة، و لا تستضيف في برامجها أي من القوى التي دعت للمقاطعة.  
إن أهم حدث عرفتها انتخابات 7 أكتوبر 2016 هو مقاطعة حوالي 80 في المائة من المغاربة، نساء و رجال، البالغين سن التصويت، صناديق الاقتراع.
 و استجابة لدعوة المناضل عمر بلافريج، تلك الدعوة المتعلقة بضرورة و أهمية الحوار/الصراع السياسي و الفكري، بين مختلف الفاعلين السياسيين، أود أن أشير إلى بعض ما يطرحه.
1-    اعتراف المناضل بلافريج، و خلافا للعديد من الأوساط، بكون المشاركة تنحصر في 6 ملايين من أصل 25 مليون البالغين سن التصويت (نساء و رجال).
2-    يدعي المناضل بلافريج، بكون الفيدرالية تمثل الاختيار الثالث. إن تعدد الأحزاب السياسية، أو التيارات الفكرية، لا يمكن حصرها خارج الطبقات الاجتماعية، و مختلف الشرائح و الفئات المكونة لها، و باستقلال عن المصالح الخاصة لهذه المكونات. فلكل تنظيم سياسي برنامج  يعكس بشكل من الأشكال مصالح طبقية أو فئوية خاصة. و من الملاحظ، أن المناضل بلافريج في جل تصريحاته لا يشير بتاتا إلى قضايا الكادحين.
       إذا كان حزب العدالة و التنمية يمثل الوجه الماضوي للنظام المغربي، و حزب الأصالة و المعاصرة يبرز وجه النظام من زاوية مكة (الأصالة)، و وجهه من زاوية باريس (المعاصرة)، فان ما يطرحه بلافريج يسعى إلى إبراز -حلما- وجه النظام من زاوية لندن (الملكية البرلمانية).
 و الخلاف بيننا يكمن في كونه يناضل من أجل "أن يسود الملك و لا يحكم" و نناضل من جهتنا تحت شعار "السيادة للشعب، و الحكم للشعب". كما نختلف في كون المشروع الذي يدافع عنه يتلخص في "الديمقراطية المبنية على الأخلاق" سيرا على نهج عبد الرحيم بوعبيد، فإننا نحن، نناضل من أجل بناء مجتمع يسود فيه المنتجون و مختلف المبدعون. لا يمكن عزل "الأخلاق" و القيم الإنسانية النبيلة عن الواقع الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي و الثقافي السائد. إن ما يعرفه المغرب من انحطاط في القيم و على مختلف المستويات هو نتيجة لهذا الواقع المتميز بالاضطهاد، الاستغلال، الفقر، الإقصاء، التهميش، القمع السياسي...الخ
3 – هل يمكن تحقيق إصلاح متقدم (لا أقول الثورة الشعبية) ب"توافق مع المؤسسة الملكية" كما يدعيه المناضل بلافريج؟ الاعتقاد بذالك يؤدي حتميا إلى المزيد من التنازلات و إلى أحضان المخزن. إن الوضعية المأساوية التي يعيشها اليوم الاتحاد الاشتراكي، و حزب التقدم و الاشتراكية ناتجة بالأساس عن هذا الاختيار الذي تبناه عبد الرحيم بوعبيد و على يعته.
4 – يقول المناضل بلافريج أنه ينحدر من وسط "البرجوازية السياسية و ليست المالية". أعتقد أن المناضل قد أغنى القاموس النظري، مع تسجيل أن أهم ما يطرحه يهم الفئة العليا من شريحة البرجوازية المتوسطة المثقفة.
5 – الإشارة لكونه يرتبط أسريا بعائلات بلافريج، بوعبيد، و اليازغي المتمركزة بالرباط، قد يكون لعب دورا مهما في فوزه في الانتخابات. إن أطر الدولة القاطنين بحي رياض (حيث حسد حصة الأسد)، و حي أكدال لا يمكن أن يصوتوا على شخص حامل لهموم الكادحين و المهمشين. إن أغلب قاطني هذين الحيين لا يحسون بمآسي الأحياء الفقيرة و البوادي المهمشة. إن الأصوات التي حصدها في الأحياء الشعبية، و رغم كثافة ساكنتها، لا تساوي نصف ما حصل عليه في أكدال و حي رياض. إن العائلات المشار إليها، كونت عبر التاريخ المعاصر أعمدة للقوى الإصلاحية المهادنة للمؤسسة الملكية.
6 – يطالب المناضل بلافريج من مختلف القوى المتواجدة في الساحة ترك الملك خارج الصراع السياسي. فسؤالي للمناضل: أنت كمناضل من أجل الديمقراطية، كيف تطلب عدم "حشر" رئيس الدولة في الصراع السياسي، وهو رئيس المجلس الوزاري المحدد لأهم الاختيارات في مختلف المجالات (الفصل 49 من الدستور)، و كأكبر ملاك عقاري، كأكبر منجمي بعد المجمع الشريف للفوسفاط، كأحد كبار البنكيين...الخ؟ يعجز هنا العقل على فهم طرح المناضل عمر بلافريج.
الخلاصة.
  إن المشروع البديل الذي يدافع عنه المناضل عمر بلافريج، يهم بالأساس الفئة العليا من شريحة المثقفين، تلك الفئة التي وجدت نفسها يتيمة بعد شبه انقراض حزبي الاتحاد الاشتراكي و التقدم الاشتراكي الذين كانا يشكلان في الماضي قنطرة نحو ضفة المناصب العليا، كم يهم العديد من الديمقراطيين و الحقوقيين المثقفين الغير المستعدين للانخراط في الصراع الطبقي بجانب الكادحين.
فالمجتمع المغربي محتاج لمثل هذه التيارات الديمقراطية، و ذلك رغم مرجعياتها البرجوازية.
  من هنا نفهم لماذا لا يتطرق لمشاكل الكادحين من عمال و فلاحين فقراء، و فراشة، و عاطلين...الخ، و لماذا الإعلام الرسمي، و الإعلام الممول من أوساط مشبوهة اهتمت ب"ظاهرة عمر بلافريج".
إن خرجات المناضل بلافريج الحماسية، تذكرني اليوم بخرجات عبد الواحد الراضي الحماسية اثر انتخابه سنة 1963 برلمانيا.
و أنا أستبعد هرولة أهم قواعد مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي المناضلة وراء اختيار/طريق/مشروع يجهل طموحات الجماهير الكادحة الطامحة إلى التحرر الحقيقي من هيمنة النظام المخزني، و بناء مجتمع عادل سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا، و ذلك سيرا على نهج شهداء الشعب المغربي.
على فقير، يوم الاثنين 17 أكتوبر 2016

//www.youtube.com/watch?v=qr-nYkIeD64



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire